أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخر

أمين عام الجبهة الفيسبوكية للتبرير يفوز بجائزة أسهل ترقيع لأخطاء السلطة

صندوق رسائل الأمين العام جاهز دائماً لنفي وتبرير الانتهاكات .. اسألوا نعمان الله يرحمو

في كل مرة يحتاج فيها “بو نايف” لكذبة يستعرض فيها بطولاته أو يذم خلالها خصومه كان يستهلّ حديثه بعبارة “اسألو نعمان الله يرحمو” بطريقة بدت مغرية لبعض المشتغلين في الصحافة السورية اليوم.

سناك سوري _ ساخر

حيث دأب بعض “الإعلاميين” على التفرغ التام للتبرير والترقيع خلف أخطاء السلطة الجديدة، ليسيروا بذلك على درب زملائهم الذين اعتاشوا طوال 14 عاماً على التبرير والتطبيل لنظام بشار الأسد، ورغم العداوة المفترضة بين الفريقين فإنهما اشتركا في اتباع الطرق ذاتها.

وبينما لم تخلُ الأشهر الماضية التي تولّت فيها الإدارة الجديدة حكم البلاد من انتهاكات وأخطاء وحتى مجازر، فقد كان جيش التبرير حاضراً في كل مرة، ويتنافس قادته في ابتداع طرق جديدة للتبرير، وتحويل الانتهاك الذي ترتكبه السلطة إلى خطيئة تلصق بالضحية، على غرار فكرة قتل شخص تحت التعذيب والرد عليها بالقول أن الضحية كان مضطرباً نفسياً وأذى نفسه بنفسه حتى الموت.

وبالطبع فهناك مبدعون دوماً تسطع نجومهم بين التبريريين، وأهمهم على كل حال “الأمين العام للجبهة الشعبية للتبرير” الذي يحوي صندوق بريده على فايسبوك دائماً، رسائل تبريرية تترافق مع كل حادثة تخطئ فيها السلطة، وينتظره جمهورها بتلهّف كي يستمعوا إلى الرد المفحم الذي سيصعقون به كل من تسوّل له نفسه اتهام السلطة بالخطأ.

فإن ظهر مقطع مصور موثّق وصحيح مئة بالمئة بعد التحقق منه، يظهر ارتكاب عناصر من قوات رسمية لانتهاكات أو جرائم قتل أو سرقة، فإن رسالةً من “نعمان الله يرحمو” تصل فوراً إلى الأمين العام التبريري، تشرح له كيف استفز الضحية قاتله ليطلق عليه النار، وكيف أن الشهود على الحادثة ليسوا سوريين بالأصل، وكيف أن كل جيوش العالم ترتكب انتهاكات دفاعاً عن النفس، وألف ألف ذريعة وتبرير سيكونون بالخدمة تجنباً للاعتراف بارتكاب الخطأ.

ولا أسهل من نفي الحقائق الموثقة والمصورة عند التبريريين، سيكفي أن يقول “الأمين العام” أن رسالة وصلته من أحد الأصدقاء يقسم له فيها (انو ما في انتهاك ولا شي)، وتتحول هذه الرسالة إلى حقيقة علمية موثوقة يعتمدها التبريريون في الرد على كل من يواجههم بالحقيقة.

وكما كان الحال في الأشهر الأولى بعد سقوط النظام، حين ظهر جيش الإلكتروني يرفع شعار “منفي” أمام كل خبر أو حدث، فقد تحول أعضاؤه إلى “تبريريين” يبتدعون الحجج أمام كل حادثة، فالمخطوفات عندهم ذهبن بإرادتهن إلى الخاطفين بسبب مشاكل عائلية، والمعتقلون يؤذون أنفسهم بأنفسهم حتى الموت، والمجازر يرتكبها دوماً الفلول والانفصاليون، والسلطة دائماً على حق.

وتقديراً لجهود قائد جيش التبرير الفيسبوكي الوطني، فقد تم منحه جائزة “أسهل ترقيع للسلطة” عن دوره في كشف المستور برسائل أصدقائه الذين يجودون عليه وعلينا بالذرائع الذكية المبدعة لتبرير أي حدث ابتداءً من مخالفات السير وصولاً إلى المجازر، وتقرر إطلاق اسم “نعمان الله يرحمو” على الجائزة ومنحها سنوياً لأفضل “مبرراتي”.

زر الذهاب إلى الأعلى