“إيران” تلتقط الرسالة وتقول: “لولانا لسقطت دمشق وبغداد بيد داعش”!
سناك سوري-متابعات
أجرى قائد عمليات الجيش الأميركي في الشرق الأوسط “جوزيف فوتيل” الثلاثاء الماضي زيارة مفاجئة للقاعدة الأميركية في “التنف” جنوب شرق “سوريا”، وذلك قبيل أيام على انطلاق القمة الرباعية حول البلاد في “تركيا”.
“فوتيل” جاء إلى “التنف” مع وفد صحفي لتكون المرة الأولى التي تفتتح فيها القاعدة الأميركية أبوابها أمام الكاميرات، ما يرجح كون الزيارة رسالة إلى القمة الرباعية المزمع عقدها في الـ27 من شهر تشرين الثاني، مفادها أن “أميركا” باقية بقوة في البلاد، وما يدعم هذه الفرضية قول “فوتيل”: «دور قوات التحالف كبير في تهيئة الظروف للتسوية السياسية في سوريا… التواجد الأمريكي في سوريا يشكل أداة ضغط في أيدي الدبلوماسيين الأمريكيين».
مراقبون وصفوا الزيارة الأميركية بصحبة الصحفيين بـ”الوقاحة”، متسائلين عن كيفية قدوم الصحفيين إلى قاعدة غير شرعية في البلاد.
وكالة “أسوشيتد برس” التي انفردت بنقل الخبر وصوره شريطة نشرها عقب انتهاء الزيارة لدواع أمنية كما قالت، ذكرت أن «قاعدة “التنف” تقع على طريق يربط بين مواقع القوات المدعومة إيرانيا في سوريا بجنوب لبنان وحدود إسرائيل (كيان الاحتلال)، وأهميتها تكمن في كون البنتاغون قد يستخدمها لتقليص التواجد الإيراني في سوريا»، وهي إشارة قوية لبقاء القوات الأميركية في البلاد طالما “إيران” موجودة، وهو أمر لا يحتاج إلى إشارة فـ”الولايات المتحدة” اعترفت به أكثر من مرة على لسان مسؤوليها.
وتأتي هذه الزيارة “الإعلامية” بعد أحاديث وشائعات كثيرة انتشرت مؤخراً حول اتفاق أميركي روسي على إخلاء قاعدة “التنف” وهو أمر تطالب به “دمشق” منذ فترة بعيدة، إلا أن الأميركي يبدو أنه قد اتخذ قراره بعدم إخلائها قبل خروج القوات الإيرانية من البلاد.
اقرأ أيضاً: وكالة: القوات الأميركية تخلي منطقة “التنف” كخطوة أولى لانسحابها من “سوريا”!
“إيران” التقطت سريعاً الرسائل الأميركية، ليخرج رئيس مجلس الشورى الإسلامي “علي لاريجاني” ويكرر “الإسطوانة المشروخة” إياهاً: «لولا إجراءات إيران في مكافحة الإرهاب لكانت دمشق وبغداد بيد “الدواعش”»، وذلك خلال استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية.
ولكن من يضمن خروج القوات الأميركية من البلاد، في حال خرجت “إيران”؟، خصوصاً أنه من الواضح أن “واشنطن” تضع العديد من الحجج لضمان بقائها في “سوريا”، فمرة تقول باقية حتى اندحار “داعش”، يليها تصريح بأنها باقية حتى ضمان عدم عودة “داعش”، وبعدها تقول لن تخرج قبل خروج القوات الإيرانية.
الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يبدو أنه فهم المراوغة الأميركية، حيث قال في تصريحات سابقة نقلتها “تاس” الروسية: «على من يريد أن تغادر القوات الإيرانية الأراضي السورية أن يقدم ضمانات لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية.. أي أن يتوقف عن تمويل الإرهابيين والاعتماد عليهم في تحقيق أهدافه السياسية في محاربة النظام السوري الشرعي. إنها مسألة شاملة يقع حلها على عاتق جميع الأطراف المتورطة في هذا النزاع».
وحتى تخرج كافة القوات الأجنبية من البلاد، ستبقى التجاذبات السياسية فيما بين الدول الأجنبية مستمرة بعيدا عن شعوبهم وبلدانهم، في حين الشعب السوري وحده من يدفع الثمن.
اقرأ أيضاً: “بوتين”: على “دمشق” و”طهران” الاتفاق على انسحاب القوات الإيرانية!