أطفال إدلب يقدمون مواهبهم في معرض علمي
رغم الحرب ونقص الإمكانيات ابتكارات خلاقة لأطفال “إدلب”
سناك سوري – متابعات
بعيداً عن الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في “إدلب”، قدّم مجموعة من الأطفال 90 تجربة في معرض علمي تميز بالجرأة والابتكار رغم ضعف الإمكانيات المادية التي حالت دون فعل المزيد.
وذكر المهندس “ميسم عمير”، المدرس المشرف على المعرض لوكالة “الأناضول” التركية: «أن الهدف من المعرض هو تقييم طاقات الطلبة، بعد ظهور الرغبة الملحة لديهم للابتكار، وتعزيز حبهم لدروس الفيزياء والكيمياء، وصولاً إلى إنتاج جيل من المهندسين والمخترعين مستقبلاً».
ورغم أن هؤلاء الأطفال بالكاد يملكون ذاكرة ما قبل الحرب، يتضح من مبادرتهم أنهم يحاولون الانتصار على تلك الحرب وتبعاتها، والتغلب على ضيق الحالة المادية، والخوف من المجهول وصنع أدوات جديدة للحياة.
اقرأ أيضاً إدلب:المصير الأسود لـ ثاني محافظة تسيطر عليها “المعارضة”
وأضاف “عمير”: «كنا نهدف إلى عرض “روبوتات”، وأجهزة متطورة يتم التحكم بها عن بعد، إلا أننا لم نتمكن من إنجازها بسبب قلة الإمكانات في “إدلب”. ولكن هذه الخطوة كسرت الاعتقاد الخاطئ بأن الأجيال الجديدة انحرفت عن مسارها بسبب الحرب».
المعرض العلمي الذي أنجزه طلاب المرحلة الأساسية بحضور ذويهم ركّز في جزءٍ منه على حاجاتهم التي فقدوها منذ بداية طفولتهم المريرة، حيث أدت “سيدرا خطيب” من الصف الثامن، تجارب فيزيائية بدلاً من حفظ المواضيع بشكل نظري، وهو ما يشكل بارقة أمل لتقديم تجربة تساهم في نقل التعليم السوري مستقبلًا للاعتماد على التجربة والبحث عوضًا عن التلقين والتكرار، حيث قامت “سيدرا” مع زميلاتها بصناعة مولد كهرباء يعمل بضغط الماء.
وبعفوية الأطفال قالت “حنان رجب”: «أستاذنا دربنا وشجعنا، وبفضل المعرض أشعر بأنني قوية ومتعلمة».
هذا الإحساس بالقوة الذي امتلكته الصغيرة، ولو لوقت قصير، يحتاج إلى ضمائر حية توقف الموت المتسرب مع كل ليل إلى قلوب هؤلاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في هذه الأرض التي كانت تلقب يومًا ما بـ “إدلب الخضراء”.
اقرأ أيضاً السلاح لعبة بيد أطفال إدلب!