أشياء لم تكن موجودة بمثل هذا اليوم قبل 10 سنوات
هل تعلمون إنو بمتل هاليوم قبل 10 سنين كانت الكهربا موجودة.. سقالله
سناك سوري-وفاء محمد
في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، كانت الكهرباء “جاية”، تقول صديقتي وتصمت، بينما تستعد لاستقبال الساعتين الكهربائيتين القادمتين بعد انتظار 4 ساعات من التقنين.
15 آذار عام 2011، يوم بدأت الأزمة السورية التي أنهت عقدها الأول اليوم بمزيد من الحزن والأسى، أفكر بهذا التاريخ، كذلك بالأشياء الكثيرة التي لم تكن موجودة قبله وباتت اليوم واقعاً يعيشه السوريون.
الجريمة الإلكترونية
قبل التاريخ السابق لم يكن هناك ما يسمى الجريمة الإلكترونية، رغم أن المواقع الصحفية الإلكترونية كانت موجودة ومنتشرة، لكن لاحقاً وبعد الحرب برز هذا النوع الجديد من المحاسبة، خصوصاً مع انتشار السوشل ميديا والفيسبوك، واشتدت قيود الكلمة رغم أنها “لا تقدم ولا تؤخر”!، كما يقال.
اللاجئون والنازحون
لم يعرف السوريون معنى اللجوء أو النزوح بهذا الشكل الجماعي، قبل الحرب، لكنهم عرفوه بعدها، وعرفوا معه الخيام، والمساعدات، وغيرها من الظروف المأساوية والأوضاع المعيشية السيئة.
الدمار والخراب والضحايا
لم يعرف السوريون الخراب والدمار قبل هذا التاريخ، أما اليوم فقد أصبح لديهم مدن وأحياء ومنازل مدمرة، وذاكرة مشوهة، ومئات آلاف الضحايا.
الحوالات المالية
قبل الـ2011، لم يكن غالبية السوريين في الداخل بحالة لحوالات مالية من أقربائهم المغتربين، وفي حال وصولها، فكانت تذهب باتجاه بناء أو شراء منزل لصالح المغترب، أما اليوم فكثير من السوريين ينتظرون حوالات أبنائهم وأقاربهم المالية ليعيشوا ويأكلوا بها، تلك النعمة يقدّرها جيداً من لا يمتلك من يساعده خارج البلد.
البطاقة الذكية
أحد أهم الأمور التي اكتشفها السوريون بعد الحرب، كان البطاقة الذكية وتقنين المحروقات والخبز من خلالها، وشغلت حيزاً لا بأس به في أحاديثهم اليومية، على “وصلت الرسالة”، “تعال شفلي ليش تأخرت”، “جبتو الرز؟”، “مطولة رسالة الجرة”، وتلك طلاسم يدرك السوريون جيداً معناها دون شرح أو تفسير.
أمراء الحرب
برزت خلال الازمة عدة أسماء جديدة لأصحاب رؤوس أموال كبار، من غير المعروف كيف حصلوا على ثرواتهم، (نكتفي بهذا القدر في هذه الفقرة، تحاشياً لتبعات الفقرة الأولى).
لا أصوات ترتفع
قبل هذا التاريخ، لم يكن أحد يرفع صوته سواء بالشأن العام أو الخاص، لكن سرعان ما تغيّر الوضع وبات الصوت يرتفع شيئاً فشيئاً، ومر بمرحلتين الأولى في الشارع عبر مظاهرات واحتجاجا، والثانية في مرحلة لاحقة عبر منابر السوشل ميديا لتسجيل شكوى أو الانتقاد أو تعبير عن معارضتهم أو موالاتهم ورشق بعضهم بعضاً بالألفاظ.
مفهوم المعارضة
لا كيانات معارضة بهذا الزخم والحجم قبل عام 2011، وكان الأمر يقتصر على أفراد أو أشخاص بعينهم، دون وجود تشكيل معارض أو مفهوم معارضة منتشر بين الناس.
اعتذارات المسؤولين
يكاد يجزم غالبية المواطنين السوريين، أنهم لم يسمعوا أو يقرأوا اعتذارا واحداً لأي مسؤول قبل تاريخ 2011، بخلاف ما بعده، حيث كثرت اعتذارات المسؤولين، لكنها لم تصل لحد إعلان الاستقالة بعد، ربما يحدث هذا بنهاية العقد الثاني من حربنا المفتوحة مثلاً!.
الطوابير والفقر
أكثر المواقف التي خبرها السوريون بعد تاريخ 2011، كانت الطوابير، طوابير الغاز، المازوت، الخبز، الدخان، السورية للتجارة، وحتى اليوم يعجز المواطن عن التأقلم معها رغم لا حل له إلا بحجز دوره في أحدها، إضافة للفقر المدقع الذي يعيش فيه غالبية السوريين حالياً.
السلاح والفصائل المتشددة
في فترة ما قبل الحرب، كان السلاح لدى غالبية الأسر السورية، مقتصراً على بندقية صيد “جفت”، وكان يخبئها بعناية إما وراء الخزانة، أو تحت السرير، خوفاً من وصول الشرطة إليها، وتبعات هذا الأمر على صاحب السلاح غير المرخص عادة، لكن بعد الحرب بات السلاح منتشراً بكثرة على الخصر في مختلف المناطق، سواء كانت مدنية أو مناطق مواجهة وبات لدينا فصائل متشددة ومتطرفة دينياً وأيديولوجياً.
الانقسام المجتمعي
لم تعرف سوريا الانقسام المجتمعي والإقصاء والتهميش بهذه الحدة قبل تاريخ 15 آذار 2011، وهو التاريخ التي مضت البلاد بعده بغالبية أهلها إلى حالة من التخندق العميق، وغرقوا وغرقت البلاد معهم في مستنقع الحرب التي وإن كانت نيران أسلحتها خمدت نسبياً إلا أن نيران انقسامها ماتزال تطلق في كل اتجاه بانتظار مياه المصالحة السورية لتطفئ النار وتضمد الجراح ويمضي من خلاله السوريون نحو الأمام.
اقرأ أيضاً: 10 سنوات من الحرب .. انقسم السوريون على السياسة وجمعهم الفقر