أسماء كفتارو: الإسلام لا يعيق مشاركة النساء سياسياً .. والحجاب مسألة شخصية
كفتارو لـ سناك سوري: لا خوف على الصوفية في سوريا .. وللنساء دور في الإفتاء

قالت عضو المجلس الاستشاري النسائي السوري “أسماء كفتارو” أن الدين الإسلامي لا يمنع النساء من المشاركة في الشأن العام وأن الصحابيات لعبنَ دوراً في الحياة السياسية والاجتماعية في العصور الإسلامية.
سناك سوري_خاص
وخلال مشاركتها في برنامج “حوارات انتقالية” الذي يعده ويقدمه “بلال سليطين” قالت “أسماء كفتارو” أن الدين ليس عائقاً أمام مشاركة النساء في الحياة السياسية، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تعدّ من أبرز المواضيع التي تشغل الأوساط الاجتماعية والسياسية في الآونة الأخيرة.
وأكّدت “كفتارو” على ضرورة تعزيز حضور النساء في مراكز صنع القرار، سواءً في الحكومة أو البرلمان أو أي مواقع أخرى، مضيفة أن المرأة السورية قادرة على تحدي القيود التي تفرضها بعض المجتمعات في “سوريا” ويمكنها المساهمة بفعالية في بناء المجتمع.
التحديات الحالية والدعائم المستقبلية
رغم التقدم الذي شهدته سوريا في السنوات الأخيرة في ما يتعلق بحقوق النساء، ترى “أسماء” أن هناك العديد من التحديات التي تواجه مشاركة المرأة في السياسة. أبرز هذه التحديات هو «هيمنة بعض القوى السياسية التي قد ترفض تمكين النساء في مواقع صنع القرار». لكن، وفي الوقت ذاته. تشير “كفتارو” إلى أن «النساء السوريات قد أثبتن قدرتهن على التأثير في مجريات الأمور السياسية من خلال النشاط المدني».
التحديات الاقتصادية
تربط “أسماء كفتارو” الوضع الاقتصادي في “سوريا” بمشاركة النساء في الحياة السياسية، معتبرة أن «الوضع الاقتصادي الصعب يشكل عائقًا كبيرًا أمام مشاركة النساء الفاعلة في السياسة». وتؤكد أنه لا بد من العمل على تحسين الوضع الاقتصادي للنساء ليتمكن من المشاركة بشكل مؤثر في العمل السياسي والاجتماعي.
دور المرأة في مرحلة الانتقال السياسي
في السياق الحالي لسوريا، تؤكد أسماء” على ضرورة تمكين المرأة في مرحلة الانتقال السياسي. «يجب أن يكون للنساء دور أساسي في صناعة القرار السياسي. ولتحقيق ذلك لا بد من خلق بيئة مناسبة للحوار الوطني الشامل». كما تطرقت إلى أهمية تمثيل النساء في لجان الحوار السياسي باعتبارهن جزءًا لا يتجزأ من عملية بناء المستقبل الديمقراطي.
وشدّدت على عدم وجود الكثير من الوقت حتى انطلاق الحوار أواخر شباط المقبل، ما يستدعي نشاطاً من الجميع لا سيما التكتلات النسائية، لإثبات قوتهن وحضورهن وحجز مساحتهن في الحوار، على أن يقمن كذلك بمد اليد للإدارة الجديدة التي مدّت يدها بالمقابل.
دعوات الحجاب والفصل بين الجنسين
ترفض الناشطة السورية أي تدخل بمسألة حجاب المرأة سواءً بالدعوة إلى ارتدائه أو إلى نزعه، وترى أن المسألة شخصية بين المرأة وربها، كما أعربت عن رفضها لمهاجمة وتكفير النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب مؤكدة أن ذلك من حريتهن الشخصية.
أما عن مسألة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، فاعتبرت أنها لن تنجح في المجتمع السوري، وأن الفكرة ربما لاقت نجاحاً ببعض مناطق “إدلب” إلا أنه من الصعب تعميمها على كافة المناطق السورية نظراً لاختلاف المجتمعات على حد قولها.
ورداً على سؤال حول النشاط الدعوي في الشارع، قالت “كفتارو” أن الشارع ملك للجميع للتعبير عن الأفكار والمشاعر بما فيها الأفراح والاحتفالات وحتى الحزن والجنائز.
وأضافت أن المجتمع السوري عانى طويلاً من الكبت والحرمان من التعبير عن هويته بما في ذلك منع المواطنين من أداء الصلاة، حيث قالت أن وزير الأوقاف في عهد النظام المخلوع ألغى عام 2007 المصلّيات في المولات في قرار مستغرب من وزير أوقاف من المفترض أن يدافع عن الحقوق الدينية للمواطنين.
الإسلام الشامي والصوفية
تقول “كفتارو” في تعريفها لمصطلح الإسلام الشامي، أنه طريقة علماء أهل الشام في اختيار الأجمل والأسهل من التفاسير والفتاوى الدينية، ما أسبغ عليه صفة الاعتدال والسماحة، مشيرة إلى أن الطبيعة الجغرافية لـ”الشام” من وجود جبل “قاسيون” ونهر بردى واعتدال المناخ أسهمت في جعل طباعهم سمحة وتبحث عن التيسير لا التعسير.
وترى مديرة منتدى السوريات الإسلامي أن الإسلام الشامي يعني تحديداً “الدمشقي” حيث يختلف التعاطي مع الدين في “حلب” مثلاً التي اعتبرتها أكثر تشدّداً من “دمشق” ويزداد التشدّد في الآراء الفقهية أكثر في “حماة” على حد قولها، وأرجعت الاختلاف إلى طبيعة كل مدينة وطبيعة أهلها.
لكن الناشطة السورية رأت ألّا خوف على التيارات الإسلامية في “سوريا” مثل “الصوفية” من الاندثار، نظراً لأن مثل هذه الطرق استمرت على مدى العصور رغم كل ما مرّت به البلاد، وأن جميع المدارس بما فيها السلفية ستجد مكاناً لها في سوريا المستقبل.
من جانب آخر، رأت “كفتارو” أن من المهم إنهاء العمل بقرار النظام السابق حول إلغاء منصب المفتي، مضيفة أن المفتي العام لـ”سوريا” حالياً هو الشيخ “أسامة الرفاعي” الذي تم انتخابه في “تركيا”، وقالت أن من المهم الاستفادة من تجارب الدول العربية في تشكيل مجالس إفتاء محلية على مستوى المحافظات ومجلس إفتاء أعلى يترأسه المفتي ويكون للنساء حضور فيه.
فرق لبناء السلام
وتطرّقت “كفتارو” إلى مسائل بناء السلام وحماية السلم الأهلي، حيث قالت أن المواطن اليوم بحاجة لمن يحتضنه وينصحه وبقدّم له الكلمة الطيبة وحكمة من دينه لتخفيف ما مرّ على الجميع خلال الفترة الماضية.
وأوضحت أن من الضروري إنشاء فرق لبناء السلام تعمل على الأرض ومع الناس بشكل مباشر، على ألّا يكون عملها مقتصراً على الجانب الديني، بل يشمل أيضاً جوانب قانونية واجتماعية ونفسية وغيرها.
المشاريع المستقبلية
عن المشاريع المستقبلية لمنتدى السوريات الإسلامي قالت “كفتارو” أنها ستتقدّم برخصة للإدارة الجديدة، مضيفة أنها تحضّر العديد من المشاريع التي تركّز على تمكين النساء في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية. وأبرزها التدريب المهني الذي يهدف إلى تأهيل النساء السوريات ليصبحن قادرات على المشاركة في عملية إعادة بناء الدولة بعد سنوات من النزاع. هذه المشاريع تهدف إلى إنشاء مراكز تدريبية تدعم الفتيات والنساء في مجالات مثل القيادة السياسية، والتفاوض، وتطوير المهارات القيادية. هذه المشاريع تساهم في تمكين المرأة السورية من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية وبناء السلام.”