الرئيسيةتقارير

أسعار المحارم النسائية تدفع النساء لاستخدام بدائل غير صحية

نساء يشترين المحارم النسائية بالقطعة وطبيبة تحذر من مشاكل صحية

تخيط “أم سوار” ما توفرّ لها من الأقمشة القطنية لتصنع مناديل خاصة تستخدمها ابنتيها كبديل عن المحارم النسائية التي ارتفع سعرها بشكل كبير. بطريقة لم تعد غالبية الفتيات والنساء قادرات على تحمل تكاليفها المادية.

سناك سوري-ريم بدره

“أم سوار” 45 عاماً، وهو اسم مستعار لسيدة تعيش في أحد المجتمعات المحافظة بسوريا. تقول إنها في السابق كانت تذهب بعيداً عن منطقتها لشراء المحارم النسائية لابنتيها كغالبية السيدات جاراتها، خجلاً من شرائها من أحد المحال التجارية القريبة. إلا أنها ومنذ بدأ ارتفاع الأسعار الجنوني قبل عام لم تعد تقوى على دفع ثمنها فلجأت لخياطتها مما يتوفر لديها من أقمشة قطنية.

وفي بعض المجتمعات المحافظة ماتزال العديد من النساء محكومات بالنظرة النمطية حول الدورة الشهرية. وتعتريهنّ مشاعر الخجل أو العار من طلب علبة محارم نسائية، وأحياناً خوفاً من التحرش.

المحارم النسائية بالقطعة

وتلجأ بعض السيدات لشراء المحارم النسائية بالقطعة، من مصادر غالباً ما تكون مجهولة إذ لا يتواجد اسم المنتج على القطعة ولا معلومات حول إن كان صالحاً للاستخدام البشري.

الظروف المادية لم تعد تساعد “علا” طالبة سنة ثالثة بكلية التربية في جامعة “دمشق”، على دفع ثمن علبة كاملة من إحدى الماركات المعروفة. ولجأت لشراء الفوطة غير المعلبة بالقطعة. وتقول لـ”سناك سوري”، إنها وفي حال تعرضت لأي حساسية بسببها فإنها تلجأ إلى الصيدلية لشرح حالتها والحصول على مرهم خاص.

محارم نسائية تباع بالقطعة
محارم نسائية تباع بالقطعة

“علا” تحتاج كل شهر لعلبتين من المحارم النسائية ثمنهما تجاوز الـ30 ألف ليرة ويصل سعر القطعة الواحدة من تلك العلب إلى 2500 ليرة. لذا فإنها تشتري بالقطعة من المحارم الفلت بسعر لا يتجاوز الـ700 ليرة للقطعة الواحدة.

كما تلجأ “سلمى” 22 عاماً، طالبة سنة ثانية في كلية العلوم البيئية بجامعة دمشق، للطريقة ذاتها. وتقول لـ”سناك سوري”، إنها احتياجاتها الشهرية من المحارم النسائية باتت تشكل عبئاً مادياً زائداً على عائلتها. لذا وجدت في المحارم التي تباع بالقطعة بديلاً جيداً كون سعرها أقل. فتشتري شهرياً حاجتها منها.

وجال “سناك سوري” على بعض محال بيع الجملة في ريف دمشق لرصد أسعار “الفوط النسائية”. حيث تراوح سعر القطعة الواحدة من الفوطة الغير المعلبة بين 700 والـ 1200 ليرة سورية. في حين وصل سعر الأنواع المعروفة منها بين 12 إلى 15 ألف ليرة سورية للعلبة الواحدة. وهناك أنواع غير معروفة معلبة بـ10 آلاف إلا انها ليست بنفس الجودة.

حساسية ومشاكل صحية

لميس 41 عاماً موظفة في إحدى المكتبات القريبة من الجامعة في اللاذقية، قالت إنها حصلت على عدد لا بأس به من المحارم النسائية. في السلل الصحية التي قدمت لها كونها متضررة من الزلزال، إلا أنها وبعد استخدامها عانت من حكة شديدة وألم كبير في المنطقة الحساسة. ما اضطرها لزيارة طبيبة أخبرتها أن السبب في ذلك نوعية المحارم النسائية التي تستخدمها فوصفت لها مرهماً خاصاً. وطلبت إليها عدم استخدام تلك الأنواع مجدداً.

الدكتورة “دينة الفقيه” أخصائية النسائية والتوليد في مدينة “جرمانا” بريف دمشق، أكدت لسناك أن ما تسببه بعض أنواع الفوط النسائية ليس حساسية وإنما التهابات. والسبب في أن تلك المحارم غير معقمة وتتعرض للتلامس بالأيدي.

وأضافت الطبيبة أن النساء اللواتي يزرن عيادتها بعد استخدام تلك الأنواع من الفوط يظهر لديهن التهاب جرثومي فطري شديد بالمنطقة الحساسة. منوهةً إلى أن تكلفة العلاج تكون أعلى من لو اعتمدت السيدة الفوط الصحية الآمنة.

وعن استخدام السيدات لملابس قطنية كبديل للأنواع الرديئة أو غير المعلبة من الفوط النسائية. بيّنت “الفقيه” أنها غير محبذة لأنها تحتاج إلى غسيل وتعقيم قبل استخدامها، مشيرة أن هذه الطريقة في الوقت ذاته تعتبر أكثر أماناً من بعض أنواع المحارم الصحية التي تكون عرضة للتلامس بالأيدي.

قد تكون الأقمشة بديل جيد للمحارم النسائية، بشرط أن يتم غسلها بشكل جيد وتعريضها بشكل وافي لأشعة الشمس كي تتعقم جيداً. مقارنة ببعض الأنواع الأخرى مجهولة المصدر.

زر الذهاب إلى الأعلى