
يواجه سكان بعض أحياء مدينة دير الزور أزمة مياه بالتزامن مع بدء موسم الحر بداية الصيف، حيث تتفاوت شدة الأزمة بين حي وآخر، وسط غياب حلول جذرية تضمن وصول المياه بشكل منتظم إلى الجميع، ما يزيد من الأعباء اليومية على الأهالي، خصوصاً في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية المناسبة بعد سنوات الحرب.
سناك سوري-دير الزور
وقالت “غادة” من سكان حي “الشيخ ياسين”، إن المياه لديهم مقطوعة منذ عدة أسابيع، ما يجعلهم يلجؤون لشراء مياه الشرب (المياه المفلترة) وبالتالي يتكلفون أعباء مادية للحصول على المياه.
العديد من المواطنين الآخرين اشتكوا من صعوبة وصول المياه للطوابق العليا، خصوصاً بفترة الليل، بينما يبدو الوضع أفضل بالنسبة للمواطنين الساكنين في الطوابق الأولى من الأبنية السكنية.
“محمد” من سكان شارع “بور سعيد” في حي الموظفين، قال لـ”سناك سوري”، إن المياه تصل بضغط ضعيف جداً، ما يصّعب عليهم تأمين احتياجاتهم اليومية من المياه.
وفي حي “الجبيلة” قالت “عائشة” إن المياه تأتي باستمرار دون انقطاع، إلا عند حصول عطل ما قد تنقطع ليومين، لكن سرعان ما يتم إصلاحه وتعود الأمور إلى طبيعتها.
وبحسب رصد سناك سوري فإن وضع المياه جيد في أحياء مثل الجورة والقصور وهرابش، في حين يسوء الوضع في أحياء “الشيخ ياسين” و”العمال” التي سبق وتعرضت لدمار شديد خلال الحرب وبمعظمها أبنية جديدة الآن تفتقر للبنى التحتية.
ويبدو الوضع أسوأ في ريف دير الزور، حيث نقلت صفحة قرية “مصطاحة الخريطة” بالريف الغربي شكوى الأهالي عن وضع المياه، قالوا فيها إن معاناتهم من أزمة المياه الشديدة تمتد لأكثر من 10 سنوات رغم الشكاوى الكثيرة التي تقدموا بها للمعنيين لكن دون جدوى.
القرية التي تبعد 3 كم فقط عن نهر الفرات، يضطر أهلها لشراء صهاريج المياه بأسعار تصل لنحو 200 ألف ليرة للصهريج الواحد، وهو عبء لا يمكن تحمله بشكل دائم على حد تعبيرهم.
شح المياه المستمر من دون أي حلول عاجلة، بات يؤثر ليس فقط على المعيشة بالقرية إنما على الحياة الزراعية، كما قال الأهالي في الشكوى، مطالبين بالتدخل العاجل لحل المشكلة عبر مد شبكات مياه من النهر إلى القرية.
يذكر أن العديد من السوريين يعانون من أزمة مياه خانقة في العديد من المحافظات مثل اللاذقية وحمص وحتى دمشق وريفها، وسبق أن قال مدير مؤسسة المياه بدمشق وريفها “أحمد درويش”، في تصريح نقله موقع تلفزيون سوريا، إن نسبة الأمطار هذا العام لم تتجاوز 33% من نسبة الهطول السنوي، وبناء عليه ستكون كميات المياه القادمة من نبع الفيجة بحدها الأدنى، «وهذا يعني أن مدينة دمشق ستتعرض لنقص في كميات المياه».