أزمة النقل وغلاء اللحوم يغيران طقوس القوزلة بالساحل السوري
أخبرونا ذكرياتكم مع طقوس القوزلة

فشلت “إلهام” 40 عاماً بالوصول إلى منزل أهلها والاحتفال معهم بيوم القوزلة أمس الجمعة، بسبب أزمة النقل الناجمة عن أزمة المحروقات الخانقة التي تشهدها سوريا.
سناك سوري-خاص
القوزلة هو يوم رأس السنة الشرقية، ويصادف في الـ13 من كانون الثاني، وقد اعتادت العديد من قرى الساحل السوري إحياءه عبر إشعال النيران وشواء اللحوم الحمراء تحديداً. دون أن يعرف سبب استخدامها حصراً دون سواها مثل الدجاج.
وتقول “إلهام” وهي من ريف جبلة لـ”سناك سوري”، إنه ورغم الغلاء الكبير فإن والدها اعتاد في نهاية موسم الأرض في الربيع، أن يشتري خروفاً صغيراً. يقوم أهلها بتجهيزه وتسمينه ليوم المناسبة، حيث يذبح وتجتمع العائلة، إلا أنها هذا العام لم تنجح بالحضور كونها تعيش بريف اللاذقية وأجرة التكسي حتى قريتها تتجاوز الـ200 ألف ليرة، ويوم الجمعة لا يوجد سير وهي مرتبطة بعمل خاص لا تستطيع الغياب عنه يوم السبت فلم تستطع المشاركة.
على المقلب الآخر اكتفى العديد من الأهالي بإشعال النيران واستبدال اللحوم الحمراء بالدجاج، كما “ميسم” 45 عاماً، الذي قال إن سعر كيلو الخروف 50 ألف والعجل 45 ألف ليرة. وعائلته تحتاج إلى 3 كغ فمن أين له هذا، فقرر شراء 3 كيلو أفخاذ دجاج عوض ذلك ولم يكن دفع ثمنها بالأمر الهين إلا أنه أراد لعائلته أن تعيش الطقوس بالحد الأدنى.
إلى جانب الشواء يطهو الأهالي العديد من الأصناف الأخرى، مثل الكبة والأرز باللحم، إضافة إلى تواجد الخبز بالزيت أو خبز الميلادي كما يدعى شعبياً، وهو عبارة عن خبز مخبوز بالتنور مع دهنه بالزيت قبل وضع بالتنور. وقد غاب هذا الطقس بشكل شبه تام نتيجة عدم توافر الطحين العادي، والأبيض الذي يباع في المحلات لا يصلح لإعداده كما تخبرنا “أم سليمان” من ريف طرطوس.
وتتضمن الطقوس أيضاً، زيارة الأماكن المقدسة ليلاً، والتضرع إلى الله من خلالها لقضاء الحاجات. وإبقاء النيران مشتعلة طيلة اليوم استعداداً لشي اللحوم لأي زائر مرتقب.
وتعود أصول كلمة “القوزلة” إلى الآشوريين وفق الباحث الدكتور “وديع بشور”، مضيفا في تصريحات سابقة لصحيفة “تشرين” المحلية أن الكلمة مشتقة «من كلمة قوزلو وتعني إشعال النار، وكذلك في اللغة العربية وعلى ما يبدو كان الأقدمون يشعلون النار كنوعِ من الإعلان».