أخر الأخبارالرئيسيةيوميات مواطن

أزمة المياه في سوريا … الأهالي يعانون وتكاليف الصهاريج أعلى من حرارة الصيف

رواتب لا تكفي لتعبئة المياه .. 1000 ليتر بـ 150 ألفاً !

تخيّم أزمة المياه في سوريا على معظم المحافظات في ظل الانقطاع الطويل المتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب الكهرباء.

سناك سوري _ رهان حبيب

الانقطاعات الطويلة وعدم وصول المياه إلى بعض المناطق. اضطر المواطنين إلى اللجوء لصهاريج المياه من أجل تعبئة خزاناتهم رغم ارتفاع تكاليفها التي تتفاوت بين محافظة وأخرى.

ورصد سناك سوري أسعار صهاريج المياه لتعبئة خزان سعة 1000 ليتر. فجاءت “السويداء” في مقدمة المحافظات الأغلى سعراً لصهريج المياه إذ يتراوح سعره بين 100 إلى 150 ألف ليرة. تبعاً لموقع المنزل إذا ما كان في الريف أو المدينة. أما في “حلب” فتراوح السعر بين 50 إلى 65 ألف ليرة.

وفي ريف “دمشق” بلغ معدل الأسعار بين 35 إلى 50 ألف ليرة بحسب المنطقة. وفي “حماة” يتراوح السعر أيضاً بين 35 إلى 45 ألف ليرة. أما في “اللاذقية” فتراوح بين 30 إلى 40 ألفاً وأخيراً في “حمص” بين 30 إلى 35 ألف ليرة.

الأسعار التقريبية لتكلفة صهريج الماء

معاناة مضاعفة في السويداء

تعتمد مدينة “السويداء” وريفها بشكل كامل على المياه الجوفية. ومياه الشبكة لا تخدم الأهالي إلا 3 أو 4 ساعات كل 17 يوماً وفي بعض الأحيان كل شهر. كما أنها قد لا تصل للمنازل بشكل جيد بسبب ضعف الضخ.

يقول “نزار شجاع” لـ سناك سوري أن مياه الشبكة لم تصل في عدة مناطق منذ 3 أشهر. وفي حال وصلت فإن الضخ ضعيف فلا تصل المياه للخزانات العالية وحتى الخزانات الأرضية. مبيناً أن الصهاريج أصبحت تجارة رائجة فتعبئة 500 ليتر يكلف 70 ألف.

تحاول “سوار” تقنين المياه لأسرتها المؤلفة من 6 أشخاص. حتى أنها تجمع ما تبقى في إبريق المتة لتكون المياه صالحة للجلي أو تجمع ماء جلي الصحون مع الصابون لتنظيف الدرج. في محاولات منها للتعامل مع الأزمة التي استمرت منذ 3 أعوام ووصلت هذا العام لذروتها.

تقول “سوار” لـ سناك سوري «نعاني  في بلدة “القريا” جنوب السويداء ظروفاً صعبة والآبار بعيدة في  الغالب. ومع تعطل الغواطس نعاني الأمرين للحصول على صهريج. العشرين برميل بمبلغ 75 ألف بصعوبة وكأننا نشحذ الماء بمالنا».

أما “نهال” من سكان المساكن العمالية جنوب غرب مدينة “السويداء” فإنهم ومنذ ستة أشهر يدفعون 85 ألف مقابل 20 برميل وأن هذه الكمية لا تفي بحاجة أسرتها أكثر من أسبوع. تقول: « زوجي موظف وأنا كذلك رواتبنا لا تكفي للحصول على المياه للشرب والغسيل والتنظيف. ونحاول جاهدين التقتير قدر الممكن لكن السؤال في موسم الصيف كيف سنتمكن من البقاء دون حمام أو غسيل الألبسة».

أزمة المياه بحسب “نور الدين الشعار” تعمم على كافة القرى وليس فقط قريته “الكفر”. التي تعاني من مشكلة مزمنة من عدم تخصيصها بآبار خاصة للقرية. وقد حصلت على عدد من الخزانات كحل إسعافي بفضل مشاريع تنموية بمساعدة بعض المنظمات والتنسيق مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.

يشير “الشعار” إلى أن الخزانات التي تم تثبيتها في عدد من الأحياء لم تحظَ بالمتابعة. ويقوم الأهالي حالياً برعايتها وإصلاحها. ويتم تعبئتها في الغالب بالتشارك بين الأهالي لتكون عبئاً إضافياً عليهم. فكل المنازل مضطرة لشراء صهاريج المياه التي تتفاوت أسعارها بحسب الكمية وتتراوح بين 75 إلى 140 ألف ليرة.

تقول “ردينة” التي تقطن في قرية “عرى” أن عدم وجود الكهرباء لا يساعد على تشغيل الآبار وأن هناك كثير من الغواطس معطلة. مما سبب عدم سحب المياه الكافية وتبقى الخزانات شبه فارغة فترة طويلة. ومياه الشبكة تتأخر أكثر من 22 إلى 23 يوم ولا تفي حاجة البيت.

تحتاج عائلة “ردينة” لثلاثة صهاريج شهرياً لكنها لا تتمكن من شراء أكثر من صهريجين بسبب ارتفاع الأسعار. وتضطر للتقنين في استخدام المياه حيث يتراوح سعر الصهريج من 50 إلى 60 ألفاً والخزان بحاجة 3 صهاريج ليمتلئ ما يعني حاجة الأسرة إلى 150 وحتى 180 ألف شهرياً ثمناً للمياه.

يذكر أن المحافظة شهدت عدة مبادرات أهلية لإقامة مشاريع لتغذية الآبار بخطوط خارج التقنين لكن تكاليفها العالية عرقلت بعضها. مع الإشارة إلى أن الحال في “السويداء” ينطبق على بقية المحافظات مع اختلاف في الأسعار والاحتياجات.

زر الذهاب إلى الأعلى