الرئيسيةسناك كورونا

أزمة الخبز تغطي على الكورونا… من زحمة الفرن لطابور المعتمد

آليات توزيع الخبز ناجحة في مناطق ومتعثرة في أخرى… الشرطة تدعو المواطنين للتعاون… كيف هو حال الخبز في مناطقكم؟

سناك سوري – مراسلون

تشهد معظم أنحاء سوريا أزمة خبز خانقة تكاد تغطي على أزمة الكورونا التي تجتاح العالم، واللافت في الأمر أن مادة الخبز كانت متوفرة قبل الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الحكومة لمواجهة مخاطر انتشار الفيروس، وكان الناس يحصلون على الخبز بالشكل المعتاد ويقفون في طوابير عادية.
إجراءات الحكومة تمثلت بشكل أساسي بتخصيص بيع الخبز عبر المعتمدين وهذا ما افترض المواطنون أنه سيساهم في تخفيف الازدحام على الأفران إلا أن المشكلة لم تنتهِ ما اضطر الحكومة لاتخاذ إجراء احترازي آخر في بعض المناطق ومنها “ريف دمشق” بالبيع عن طريق البطاقة الذكية إلا أن هذه الإجراءات جميعها مازالت قاصرة في بعض المناطق بينما كانت ناجحة ومفيدة في مناطق أخرى حسب مارصده مراسلو سناك سوري في المحافظات يوم السبت 18/3/2020.

دمشق – لينا ديوب
البطاقة الذكية سهّلت الحصول على الخبز للعائلات فيما تستمر معاناة العازبين

يتقيد معتمد بيع الخبز في ضاحية الأسد بمدينة “حرستا”  “محمد برغلة” بقائمة الأشخاص المسجلين لديه للحصول على الخبز وهم 200 عائلة لكنه لايتمكن من بيع الخبز للزبائن غير المسجلين لديه.

يقول “برغلة” في حديثه مع سناك سوري :«بدأت هذه الطريقة قبل أسبوع، وقد تم تخصيص ٤٥ معتمد على امتداد الجزر العشرة فيها، عانينا أول يومين من بعض الصعوبات لأن الناس لم تكن قد اعتادت على هذه الطريقة بالتوزيع وكانت تظن أننا كأصحاب محال نتحكم بتوزيع الخبز، لكن اليوم وبعد مضي عدة أيام وبعد التسجيل على البطاقة الذكية لكل عائلة أصبح الأمر أكثر سهولة ».

توزيع المعتمدين على الجزر السكنية سبب ارتياحاً للمواطنين الذين يتعاملون بجدية مع تفادي الازدحام، يقول “محمود علوش”:« لولا هذه الطريقة بالبيع كنت سأشتري من الخبز الغالي بالسوبر ماركت ولا أخاطر بإرسال ابني أو بالذهاب الى الفرن»، في حين تؤكد “أم عدنان” أن ربطة واحدة للعائلة الكبيرة لاتكفي، وأيضا للعائلات التي تعتمد على الخبز كمادة رئيسية مع الوجبة، لكنها تشكر بلدية الضاحية على إصرارها على إنجاح التوزيع عن طريق المعتمدين، حيث بادر رئيسها للاتصال بالفرن لتأمين 50 ربطة إضافية لتغطي عدد المسجلين على المادة في محل القيمرية وهو أحد المحال المعتمدة لبيع الخبز في الجزيرة “بي 1”.

أما في منطقة “كفرسوسة” لا زال البيع من الفرن، ولكن المختار وأعضاء المجلس البلدي ينظمون الدور ويحاولون الحفاظ على مسافة الأمان وفق الأهالي، أما في منطقة “المزرعة” فيوجد في المؤسسسة السورية للتجارة نافذة لبيع الخبز لكن الازدحام عليها شديد ولا يوجد تنظيم للدور، في حين اشتكى المواطنون الذين لايحملون بطاقة ذكية والعازبون منهم بشكل خاص من صعوبات في الحصول على الخبز.

سناك سوري – اللاذقية

لا يبدو الحصول على الخبز في “اللاذقية” صعباً، ففي بعض الأرياف تقوم سيارة الخبز بتوزيعه على الناس في الصباح، في حين تختلف الآلية في المدينة، إذ توزع السيارة الخبز للمحال التجارية التي يشتري منها الأهالي لاحقاً الكمية المخصصة لهم، بالعموم يبدو الوضع جيداً مقارنة بباقي المحافظات والمدن الأخرى، ويبقى على المواطن أن يستيقظ باكراً للحصول على الخبز قبل نفاذ الكمية في المحال التجارية.

فوضى في ضاحية قدسيا – يوسف شرقاوي

تم التوزيع في الساعة الرابعة والنصف، في الجزيرة الثانية. وقف الناس في طابور، غير مكترثين بتعليمات المعتمد الذي بُحَّ صوته: “خلّوا نصف متر بين بعض”، وما إن جاءت السيّارة، تهافت الناس عليها. لم يتم التوزيع عبر الأسماء كما كان مقدراً، بعض الأسر تقف ومعها أطفالها لتحظى بأكثر من ربطة.

لإنهاء هذه الفوضى، يرى بعض المواطنين في حديث مع سناك سوري، أنّ الحل الأمثل هو التوزيع لكلّ بناء على حدى خاصة أنه لكل بناية ممثل يمكنه استلام الخبز وإيصاله للجميع.

اقرأ أيضاً:كميات الخبز لا تكفي معتمدي دمشق وتوزيع مجاني في درعا

 القنيطرة – شاهر جوهر
نقص في الطحين و الحصول على الخبز من الفرن مباشرة

يقول أحد أصحاب الأفران في ريف القنيطرة والذي طلب عدم ذكر اسمه في حديثه مع سناك سوري:«لا تزال مديرية التموين في محافظة “القنيطرة” تقوم بعملية إحصاء لأعداد البطاقات الذكية في قرى وبلدات المحافظة، و قد تلتزم بمنح 2 ربطة خبز لكل عائلة تحمل بطاقة ذكية مبدئياً، وربما تقوم في وقت لاحق بتحديد عدد الأرغفة لكل فرد مسجل في البطاقة، لكن إلى هذا الحين لم يسرِ قانون تحديد عدد ربطات الخبز بعد وذلك لحين الانتهاء من عملية الإحصاء. والتي قد تبدأ خلال اليومين القادمين، مشيراً إلى وجود نقص في مادة الطحين».

دير الزور – فاروق المضحي
حلول لأزمة خبز في “دير الزور” والعائلات الكبيرة لاتكفيها المخصصات 

مع بدء تطبيق الاجراءات الاحترازية لتجنب فيروس كورونا بدأت أزمة مادة الخبز تظهر على أفران “دير الزور”، ما استدعى تطبيق إجراءات حكومية للتخفيف من الازدحام حسب ماقاله عضو المكتب التنفيذي في محافظة “دير الزور” “حسان المغير” في حديثه مع سناك سوري:«خصصنا معتمدين لكل حي وذلك بالاتفاق مع المخاتير في جميع الأحياء الأمر الذي خفف الازدحام قليلاً لكن مازالت هناك حاجة لحلول إضافية لتلافيه نهائياً».

سلسلة إجراءات تحدث عنها “المغير” بدأت بتوزيع ٢٥٠٠ ربطة خبز في حي” الجبيلة ونزلة الرديسات والموظفين وغازي عياش” إضافة إلى توزيع ٣٠٠ ربطة مجانا على أهالي “حي العرفي”، كما تم اعتماد منافذ بيع جديدة ضمن مقرات الدوائر الحكومية في كل من “السورية للحبوب – الثانوية النسوية – شركة كهرباء دير الزور – مديرية الزراعة – مشفى الأسد – مديرية الخدمات الفنية – الوحدة الارشادية في الجفرة”.

يقول “ياسر المحمد” وهو مدرس مع بدء فرض الاجراءات الاحترازية كانت هناك صعوبة بالغة في الحصول على مادة الخبز ولكن بعد إعتماد مندوب عن كل حي بدأت الأمور تتجه نحو الأفضل ولكن نأمل أن يكون هناك زيادة الكمية فهناك عوائل كبيرة ولا تكفيها الكمية المخصصة التي يحصلون عليها عن طريق المندوب، في حين تؤكد الحاجة “مريم العلي” من سكان حي الحميدية معاناتها في الحصول على الخبز كون الحي لا يوجد فيه فرن في الوقت الحالي، مشيرة إلى بعض المبادرات الخيرية التي أمنت الخبز في بعض الأحيان.

 حمص -حسان ابراهيم
التجارة الداخلية لم تحصِ بعد عدد المعتمدين 

اعتمدت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “حمص” تجربة توزيع الخبز عبر المعتمدين في الأحياء منذ سنوات، واتخذت قراراً بوقف البيع المباشر من الأفران منذ يوم الإثنين الماضي، وزيادة عدد المعتمدين في الأحياء من أجل منع التجمعات فيها، واللافت هو اعتماد رقم البطاقة الذكية عند التسجيل لمعرفة أعداد الأسرة من أجل تحديد مخصصاتها من مادة الخبز، حيث يحق لكل عائلة عدد أفرادها أقل من خمسة أشخاص ربطة خبز واحدة في اليوم فقط.

في مخبز “النزهة” الاحتياطي لاحظ مراسل سناك سوري  عملية التوزيع المتواصلة للمعتمدين، وعند طلب الحديث مع المستثمر طلب أن نذهب إلى مديرية التموين ونسأل دائرة المواد.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “رامي اليوسف” قال لـ سناك سوري:«أن أرقام المعتمدين ونسب التوزيع غير ثابتة لغاية اللحظة بسبب استمرار الطلبات وأعداد المسجلين لديهم، وخلال أسبوع سوف تكون واضحة ونهائية وسنزود الإعلام بها».

يقول “سامر بيطار” صاحب بقالية صغيرة بلهجته العامية:«عائلتي مؤلفة من أربعة أشخاص بيطلعنا ربطة وحدة بس كل يوم وأحيانا بتوصل بسبعة أرغفة، وصرنا مجبورين نشتري خبز سياحي هالفترة حتى نأمن النقص وخاصة حاجة الأولاد يلي زادت من ورا عطلة المدارس».

حلب – بريوان محمد
ازدحام على سيارات بيع الخبز 

اعتمدت محافظة “حلب” آلية جديدة لتوزيع الخبز بإرسال سيارات جوالة تقف في عدد من النقاط ضمن الحي الواحد بإشراف المخاتير ولجان الأحياء إلا أنها باءت بالفشل حسب ما أكده مختار حي “عين التل” و”بعيدين” “خالد حسين المجدمي” ويعود ذلك حسب رأيه للكثافة السكانية العالية وقلة كميات الخبز الموزعة عبر السيارات الجوالة، مما اضطر الأهالي للعودة للوقوف أمام الأفران.

مختار “حي الميدان” “أنطوان مارتيني” بين أنه تم توزيع مادة الخبز على الحي صباح اليوم في أربع نقاط ونتيجة وجود بعض الأشخاص من خارج الحي حدث ازدحام على السيارة الجوالة، في حين أوضح “عبد القادر عسان” من قاطني “حي الأشرفية” أنهم انتظروا السيارة ساعات طويلة ولم تأتِ، فيما يرى “عاطف المكوم” أن توزيع الخبز بإشراف لجان الأحياء والسيارة الجوالة لم تنهِ أزمة الخبز بل خلقت طابور من نوع آخر.

الحسكة – عبد العظيم عبدالله
لا أزمة للخبز والكميات كافية

يؤكد أهالي الجسكة أن واقع الخبز جيد وتقول “نور حاتم” من سكان المدينة إنه لايوجد أي أزمة خبز حالياً، وعدم احتكاره من قبل التجار.

وفي “القامشلي” رصد سناك سوري توفر الخبز بكميات كبيرة ويعزو مدير مخبز البعث الحكومي “سطام محمود” ذلك للعمل على مدار 24 ساعة وتشغيل خط ثالث في المخبز ، في حين أكد “محمد اليوسف” رئيس دائرة حماية المستهلك بالقامشلي وجود  60 مخبزاً خاصاً ونصف آلي يعملون فيها .

اقرأ أيضاً:خبز مجاني لمنع الطوابير وازدحام أمام صالة المؤسسة الاجتماعية

درعا -هيثم علي
إيصال الخبز بدرعا للمواطنين عبر لجان الأحياء والمعتمدين

يوزع مختار حي “الضاحية” بمدينة درعا “سعيد العبود” بالتعاون مع المعتمدين بالحي وهم أصحاب البقاليات والمحال حوالي ١٠٠٠ ربطة خبز منذ الصباح  بسعر ٦٠ ليرة سورية للربطة الواحدة، فيما تؤكد “غزل طلاع” أن الخبز جيد ومتوفر بشكل يومي.

وفي حي “الكاشف” تصل حصة كل مواطن إلى منزله عبر لجان الأحياء حسب “جمال قطيفان” رئيس لجنة الحي موضحاً أن مستحقات العائلة الواحدة ربطتين يومياً، في حين يشير “عبد الوحيد الكفري” رئيس لجنة “حي المطار” إلى أهمية تعاون المجتمع المحلي مع اللجنة والبقاء في منازلهم لأن اللجنة ستتكفل بإيصال الخبز للمنازل.

مبادرات خيرية لتوزيع الخبز المجاني شهدتها المحافظة ذلك في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، في حين تبدي المحافظة استعدادها لإيصال الخبز للمنازل في أي مرحلة حسب حاجة المواطنين حسب حديث عضو المكتب التنفيذي محمد مسالمة”.

 طرطوس – نورس علي
عناصر من الشرطة لتأمين الالتزام بالدور على الخبز 

خلال فترة الصباح شهد منفذ بيع السورية للتجارة في “صالة بانياس الأولى” ضمن شارع “جول جمال” وسط المدينة ” تزاحماً لافتاً للحصول على الخبز حيث أكدت لنا “عائشة” إحدى السيدات المنتظرات على الدور أن الشرطة كانت تسير الأمور بشكل جيد ولم يطل الازدحام دقائق مع وجود مسافات تباعد جيدة بين المنتظرين، وهذا الأمر خفف من الضغوط النفسية علينا والخوف من انتشار العدوى، ولكن المفارقة أنه عندما ذهب الشرطي عاد المنتظرون للتزاحم والتلاحم وعرض العنتريات والمراجل.
المعتمد “يوسف إبراهيم” في حي “بعمرائيل” أكد أن الازدحام يكون في منافذ السورية فقط، بينما على المعتمدين في القرى لا يوجد هذا الازدحام الكبير، وتوزيع الخبز لديه يسير بشكل ميسر.
مصدر في مديرية منطقة بانياس طالب الأهالي بالالتزام بإجراءات الأمان حفاظاً على سلامتهم.

السويداء – رهان حبيب
الخبز متوفر والتجار لم تعجبهم عملية البيع خارج الفرن

يقول “أبو عبدو” وهو وافد يعمل بالزراعة كل يوم تصل السيارات بمواعيدها، لكن تحديد ربطتين سبّب لنا مشكلة لأن الجميع عمال ولا يتمكنون يومياً من الوصول إلى مكان التوزيع وعدد الأسر كبير وربطتين غير كافية، في حين يقول “منيب الحلاوي” من أهالي “الثعلة”:« الخبز متوفر بشكل يومي، وتم تحديد مواعيد لاستلام الخبز بخلاف ماكنا نفعل أيام الأفران التي تعمل من السابعة وحتى نهاية اليوم، الأن نحاول الالتزام بالمواعيد والخبز جيد، والسعر 50 ليرة دون إضافة».

في القرى التي لاتتوفر فيها أفران احتياطية عانى المواطنون من تلاعب التجار بالأسعار بالرغم من توفره بكميات، يقول “عادل علم الدين” مدير فرع المخابز في السويداء:« المشكلة بما يسببه التجار من إرباك لهذه العملية، وفي الغالب هناك مخالفات من تجار المحلات في الأحياء وهذا ما يجبر المواطن على اللجوء إلى الفرن ويحمله أعباء جديدة، وطبعاً أحتاج لتوافر دورية أمام الفرن لمراقبة الأوضاع والحد من الإشكالات».

حاجة للإدارة المحلية

يبدو واضحاً من أزمة الخبز الحالية أن هناك حاجة ماسة لتعزيز دور الإدارات المحلية وأن يكون هناك لامركزية في التعامل مع هذه الأزمة، بحيث تختار كل بلدة وقرية ومنطقة وحي أو مدينة طريقتها المناسبة في التوزيع والتي تتلائم مع إمكانياتها، وأن تتعاون الإدارات المحلية مع المجتمع المدني في سبيل حل هذه المشكلة وإلغاء معاناة الحصول على الخبز وإنهاء أزمة الإزدحام وماتشكله من خطر كبير في ظل أزمة فيروس كورونا.
استقالة مخاتير

علم سناك سوري أن مختارين قدما استقالتهما اليوم الأحد في دمشق احتجاجاً على نقص المادة ووضعهم بوجه المواطنين الذين يتهمونهم بالسرقة او ما شابه، فيما تتجه الجهات المعنية لإيجاد آلية تفصل مخصصات الريف عن المدينة وتحد من استجرار مخصصات المدينة باتجاه الريف واستخدام الخبز كعلف من قبل البعض.

اقرأ أيضاً:كورونا.. أحدث الإجراءات: خبز على البطاقة الذكية وتمديد العطلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى