أريج الحلاق.. المختصة بالعلاج الفيزيائي طورت موهبة الأعمال اليدوية
“أريج الحلاق” لم تتمكن من العمل باختصاصها الدراسي فقررت استغلال موهبتها
سناك سوري – غادة حورية
تعتبر “أريج الحلاق” ابنة مدينة “سلمية” في محافظة “حماة”، أن اليوم الذي نشرت لها فيه صديقتها أول عمل لها في مجال الزينة المنزلية والأعمال اليدوية على صفحتها الشخصية على فيسبوك، نقطة الانطلاق التي مكنتها من العثور على فرصة عمل بحثت عنها طويلاً.
تقول “الحلاق” خريجة معهد صحي اختصاص معالجة فيزيائية، لـ”سناك سوري”، إنها لم تتمكن من العمل باختصاصها الدراسي على الرغم من محاولاتها العديدة للحصول على فرصة في أي مشفى أو مركز صحي، مشيرة إلى أنها قدمت بعض جلسات العلاج الفيزيائي لبعض المرضى في المنازل لكن هذه المهنة التي كانت تخلص لها حسب تعبيرها لم تكن تكفي لتأمين احتياجاتها اليومية، فقررت التوجه للأعمال اليدوية التي تتقنها منذ الصغر.
التشجيع من الأهل والزوج
آمن أهل “الحلاق” وزوجها بموهبتها وشجعوها على العمل فيها، خاصة أنها كانت في سنوات سابقة تزين جدران غرفتها وتقوم بأعمال بسيطة مثل تزيين الكؤوس والفناجين، وطورت مهاراتها في هذا المجال تدريجياً حتى أنها أصبحت تتلقى طلبات من الأصدقاء والأقارب، وأخرى من ريفي “حماة” و”سلمية” لصناعة الزينة لمناسباتهم، مثل حفلات أعياد الميلاد والسنونية وغيرها، حيث بدأ البعض منهم التواصل معها عبر المسنجر على فيسبوك، أو من خلال طلب رقمها من التعليقات، تضيف: «الإعجاب والمديح الذي أتلقاه من أصحاب المناسبات، يجعلني أشعر بالرضى وأستمر بعملي هذا».
اقرأ أيضاً: بـ10 آلاف ليرة بدأت مشروعاً لتأمين اللحم لعائلتي
قرار تطوير المهنة تطلب منها البحث عن أفكار جديدة للعمل وهو ماقامت به من خلال البحث على اليوتيوب عن أمور مشابهة للزينة، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تتلقى هذا الكم من الطلبات والذي يتراوح بين 10 و 30 طلبا يومياً، وأن أكثر ما اثار انتباهها واهتمامها كون الطلبات من سيدات وشابات بمختلف الأعمار فهي لم تكن تتوقع الاهتمام بأعمالها إلا من قبل الشابات فقط، وهنا تتحدث عن سيدة طلبت منها صنع زينة لها لتغيير ديكور المنزل الذي تسكنه منذ عشرين عاماً، وكانت سعيدة بالنتيجة التي أحبتها أيضاً صاحبة المنزل.
“الحلاق” راضية عن الدخل الذي تحصل عليه جراء عملها هذا، فهو يسد حسب تعبيرها جزءاً من احتياجاتها ويتفاوت الدخل بين يوم وآخر حسب نوع القطع التي تنجزها وحجمها، فمثلاً القطع الصغيرة تنجزها بسعر 500 ليرة سورية، أما زينة البرادي بسعر 15000 ألف ليرة سورية، مشيرة إلى أنها تحتاج لعملها ورق الإيفا الملون وبعض أنواع الأقمشة واللاصقات حيث يتم اختيار الألوان والاحتياجات حسب رغبة الزبون والمكان الذي يرغب بتزيينه.
الغلاء أثر على هذا العمل البسيط كما أثر على كل الأعمال الأخرى، تقول “الحلاق”، وتضيف: «كل متطلبات العمل متوفرة لكن أسعارها في ارتفاع دائم»، مؤكدة أن حلمها اليوم هو تأسيس مشغلها الخاص الذي تعمل فيه وتعرض أعمالها أيضاً.
يذكر أن اختصاص المعالجة الفيزيائية، من الاختصاصات المطلوبة بكثرة حالياً بظل كثرة مصابي الحرب، ورغم أنه من المؤسف ألا يجد خريجو المعاهد المختصة بهذا النوع من العلاج فرصة عمل مناسبة لهم، فإنه من الجميل جداً أن يطور الإنسان موهبته للحصول على مورد مادي وسط الظروف المعيشية الحالية.
اقرأ أيضاً: سوزان خضور تبدأ مشروعاً من مطبخها الصغير فيصل إلى استراليا