ممثل المرشد الإيراني: من يُقتل دفاعاً عن “قره باغ” فهو شهيد
سناك سوري _ مارسيل مخول
يعود الصراع بين “أرمينيا” و”أذربيجان” بجذوره إلى أكثر من قرن من الزمان ويعد واحداً من أطول النزاعات في التاريخ الحديث.
واعتباراً من مطلع القرن الماضي بدأ تاريخ الصراع العسكري بين البلدين حيث اندلعت مواجهات مباشرة عام 1918 كفاتحة لمواجهات متجددة بين الحين والآخر وصولاً إلى تصاعد التوتر قبل أيام في إقليم “قره باغ” المتنازع عليه وسط تبادل اتهامات من الطرفين ببدء التصعيد.
الأمين العام لـ”الأمم المتحدة” “أنطونيو غوتيريش” وجّه دعوته للرئيس الأذري “إلهام علييف” لوقف القتال ضد “أرمينيا” بشكل فوري والعودة إلى طاولة المفاوضات دون تأخير أو شروط مسبقة، كذلك دعت “روسيا” و “فرنسا” ودول “الاتحاد الأوروبي” إلى وقف فوري لإطلاق النار بين البلدين.
أما الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” فقد غرّد عبر تويتر مفصحاً عن موقف بلاده الداعم بشكل مطلق لـ”أذربيجان” وقال (إن الأمة التركية تقف كما كانت دوماً بكل الوسائل إلى جانب الأخوة والأخوات الأذريين وإن أرمينيا تشكل خطراً على المنطقة) داعياً دول العالم للوقوف إلى جانب “أذربيجان”.
في المقابل أعرب ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في “أذربيجان” “علي أكبر أجاق نجاد” (في تسجيل مصور نشره أمس عبر صفحه الرسمية في انستغرام اطلع عليه سناك سوري ) عن وقوف بلاده إلى جانب الأذريين وقال إن “قره باغ” أرض أذرية ومن يموت دفاعاً عنها فهو شهيد، على الرغم من تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية “علي ربيعي” الداعية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع بين البلدين دون أن يتحدث عن وقوف “إيران” إلى جانب أحد طرفي النزاع.
اقرأ أيضاً: الحكومة تعد بـ70 ألف فرصة عمل .. وأردوغان يزج بسوريين في أذربيجان
أما بالنسبة لـ”سوريا” فقد صرّح السفير السوري لدى “أرمينيا” “محمد حاج إبراهيم” اليوم أن “دمشق” تدين أي اعتداء على الأراضي الأرمينية وتدعو إلى حل مسألة إقليم “قره باغ” بصورة سلمية وفق قرارات “الأمم المتحدة” وآلية مجموعة “مينسك”.
وذكر “حاج إبراهيم” في تصريح لصحيفة “الوطن” أن وزير الخارجية الأرمني “زوهراب مناتساكيان” أكد خلال اجتماعه مع سفراء الدول العاملين في “يريفان” صحة التقارير حول قيام “تركيا” بنقل مسلحين من الشمال السوري للقتال إلى جانب الأذريين، وأن بيانات الجيش الأرمني تشير إلى سقوط 81 مسلحاً قادماً من “سوريا” خلال المعارك الدائرة بحسب “حاج ابراهيم”.
تاريخ النزاع بين “يريفان” و”باكو” يعود في جذوره إلى العام 1918 لاسيما في أعقاب قيام الثورة البلشفية في “روسيا” وحصول “أرمينيا” و”أذربيجان” على استقلالهما من الإمبراطورية الروسية البائدة، حيث اندلعت المواجهات بين الأذريين والأرمن انطلاقاً من “باكو” العاصمة الحالية لـ “أذربيجان” وتوسعت إلى عدة مقاطعات وأقاليم وصولاً إلى “قره باغ” الإقليم المتنازع عليه حالياً.
وبحلول العام 1920 دخلت القوات السوفييتية إلى المنطقة وحولت الدولتين إلى جزء من “الاتحاد السوفييتي” وأعادتهما إلى سلطة “موسكو”، وعلى الرغم من أن اللجنة السوفييتية الحاكمة لمنطقة “القوقاز” صوتت بداية عام 1921 لصالح ضم “قره باغ” إلى الجمهورية الأرمينية السوفيتية الاشتراكية، إلا أنها عادت وتراجعت عن قرارها وصوتت لصالح ترك الإقليم تابعاً لـ”أذربيجان” السوفييتية أيضاً في ذلك الحين.
ومع قرب دنو أجل “الاتحاد السوفييتي” عام 1988 عاد فتيل النزاع على “قره باغ” للاشتعال بين الأرمن والأذريين، ومع سقوط الاتحاد اندلعت المواجهات المباشرة في شتاء 1992 والتي انتصرت فيها “أرمينيا” عسكرياً وتمكنت من فرض سيطرتها على “قره باغ”.
وحاولت دول العالم التدخل لحل الخلاف بين البلدين فانبثقت “مجموعة مينسك” عن مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي، ونجحت في حث الطرفين على توقيع هدنة رسمية عام 1994، إلا أن الهدنة لم تشهد تطبيقاً فعلياً فتجددت المناوشات بين الحين والآخر، حيث شهد العام 2016 صدامات بين الجيشين خلّف عشرات الضحايا، في الوقت الذي عاد فيه الصراع إلى الواجهة قبل أيام وسط مخاوف من حرب طويلة الأمد بين البلدين الجارين.
اقرأ أيضاً: بعد إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان .. كيم كارداشيان تحتج