أخبار البلاد .. البونات عادت.. والدولار إلى الجحيم ..

الأحد, 13 أكتوبر 2019, 12:27 م

مواطنة سورية في أوروبا تتابع آخبار بلادها

سناك سوري – سناء علي

“لقد افتتحوا المعبر مع العراق” .. أردد الجملة أمام أصدقائي الذين يقلبون الأرز مع البازلاء، لإعداد وجبة الغداء المشتركة، فيما أقلّب الأخبار على جهازي الخليوي وأنا أنتظر استواء المقلوبة، دون أن أشارك في إعدادها، فكثرة الطباخين تحرق الطبخة، لا أحد يعلق على الأمر، سوى فتاة من الساحل تتذكر موسم الحمضيات متأملة أن يساهم المعبر في حل مشكلة فلاحي المنطقة الأزلية..

أكاد أكون الشخص الوحيد من السوريين الذين يدرسون في جامعتي، في إحدى مدن “هنغاريا”، والذي يقارب عددهم العشرين شخصاً، من تصله أخبار الشأن العام داخل “سوريا”، ليس لأنني أتقصّد البحث عنها، بل بسبب اشتراكي في “غروب” إخباري، يتداول آخر الأخبار يومياً، حيث وصلتني أخبار موسم الزيتون وقلة اليد العاملة، لتصل أجرة العامل إلى 7000 ليرة يومياً مع طعامه وشرابه ( مبلغ محرز)، لو بقيت في سوريا وعملت في جني الزيتون هذا الشهر فقط لحصلت على مبلغ يزيد عن مئتي ألف ليرة .. واو إنه يعادل 5 أضعاف راتبي السابق من الفئة الأولى، وأكثر من ضعف راتبي الحالي في “أوروبا”، باعتبار أنني من العمال المهرة في جني الزيتون بحسب شهادة والدي” ( المشكلة ما في زيتون هون، كمان، يعني راحت المهارات المكتسبة منذ 15 عام هباء منثوراً .)

اللجنة الدستورية .. شكوك كثيرة وآمال أقل.

تم تشكيل لجنة دستورية مؤلفة من 150 عضواً، أخيراً تم الأمر، لا بأس أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً، لم أعرف من هؤلاء سوى 6 من لائحة المجتمع المدني، و 4 من أسماء المعارضة المتداولة، بينهم فنان ومقدم برامج سابق، فيما احتوت قائمة الحكومة على 18 من الأسماء المألوفة في ذاكرتي .. أغلبها من أعضاء مجلس الشعب، أو ممن تكرر ظهورهم على التلفزيون في الأعوام السابقة.. مع ملاحظة وجود عدد من النساء ..

إذاً لم أستطع التعرف على قسمٍ كبيرٍ ممن سيقررون كتابة العقد الاجتماعي الذي سيحدد لي حقوقي وواجباتي المستقبلية، لا أهتم كثيراً فقد خاضت هذه اللجنة مخاضاً عسيراً وتم تحريض ولادتها كثيراً حتى أبصرت النور، لذا من المتوقع أن تكون مشوهة قليلاً .. المهم أن تنجز شيئا مهماً، مع أن الشك يراود الكثيرين، فكيف سيتفق 150 عضو على رأي واحد .(.هيدا طبعا غير تدخلات الدول الضالعة في الملف السوري).. لكن الأهم أن هناك استفتاء على الدستور، آمل أن أكون في سوريا عندما يحين موعد التصويت ..

الدولار والمطمورة وعمليات التجميل..

أخيرا سيتم سحق الدولار وإعادته إلى حجمه أمام الليرة، أخيراً سيظهر الحق ويزهق الباطل بعدما تأثر كبار رجال الأعمال بأغنية الست كلثوم “إنما للصبر حدود”، فطفح الكيل بهم من شدة المؤامرة التي تتعرض لها الليرة، وقرروا أن ينزلوا إلى الميدان بعدتهم الكاملة إلى جانب المصرف المركزي، مع إجراء عمليات الشد والنفخ في جسد الليرة، حيث سمعت عن تبرع رجل أعمال واحد فقط من هؤلاء بمبلغ 10 مليون دولار لدعم الليرة (هلق لو من الأول عملتوا تغذية سليمة ورعاية صحية ورياضة جيدة لليرة، مو كان أحسن ما تنطروها لحتى تعجّز من كتر الأمراض وبعدها تبلشوا بعمليات التجميل، من طول عمرنا، منردد درهم وقاية خبير من قنطار علاج).
تذكرني الحادثة بما كنا نفعله في أيام الطفولة البريئة عندما كنا نجمع “الخرجية” من أهالينا في مطمورة من أجل شراء ما كان يعتبر أمراً خارج الضرورات الملحة، (يعني متل استيراد الكماليات) ولكن ما إن تقع العائلة في مأزق مادي صغير، وكثيراً ما كانت تقع، حتى نبادر إلى فتح المطمورة وتقديم ما بداخلها إلى “أهالينا” (بس هون الجماعة تأخروا كتير، نحنا كان قلبنا على أهالينا أكتر ما قلوبهم على المركزي الأب والليرة الأم يلي ما بخلوا عليهم بوقت البحبوحة)

البونات عادت.

أما آخر ما سمعته أو رأيته بطبيعة الحال، فقد كان صورة للبونات .. البونات الحمراء والصفراء، والزرقاء أوووووو لقد مروت طويل منذ أن قصصت آخر دفتر للبونات كي يحضر والدي “مونة” الشهر من الرز والسكر، ولكنها لم تعد كما كانت أيام زمان ( كما كل شيء هنا)، فقد سمعت أن ذكاء البطاقة قد وصل لدرجة سيتم اعتبارها بديلاً عن البونات .. ( منيح ما فيها قص عالقليلة كي لا يتعذب والدي في غيابي)..

لا حساسيات بين مدربي المنتخبات ..

أخبار كثيرة تصلني وأنا على بعد آلاف الكيلومترات، حتى في الرياضة، عرفت أن “فجر ابراهيم” مدرب المنتخب الأول، استدعى حارس الأولمبي الذي يدربه “أيمن الحكيم” مأ اثار بعض الحساسية بحسب ما تداولت بعض الصفحات( بالتأكيد لا يوجد شيء من ذلك فاتحاد الكرة أو اللجنة المكلفة بتسيير الأعمال.. ما بعرف إذا صارت الانتخابات أو لا .. ومن خلفهم الاتحاد الرياضي سيوفرون أعلى درجات الانسجام والتعاون بين مختلف المنتخبات بالتأكيد) .. ولا خوف من هذه الناحية والدليل أن مشكلة شارة الكابتن قد تم حلها.. كما علمت أن “عمر خريبين” سيعود للمنتخب، بعد طول اعتذارات، فيما اعتزل “فراس الخطيب“ اللعب.

وحدها زحمة الطرقات، ومواعيد التقنين وانتظار وسائل النقل من تغيب عن يومياتي هنا، حيث تحتل طرقات المدينة التي أسكنها ووسائل نقلها الذاكرة قصيرة الأمد فيما تبقى تفاصيل البلاد معلقة على طول أمد الذاكرة..

الوسوم