أجود شجاع.. فكك اختراعه ليصمم كرسياً يُدار بالرأس
أجود شجاع يبتكر كرسي متحرك جديد يأمل ألا يكون مصيره التفكيك كما سابقه
بعد 10 سنوات على اختراعه، فكك المخترع “أجود شجاع”، كرسي متحرك سبق أن صممه ونال به براءة اختراع. لأنه لم يجد الدعم أو التمويل لإتمام مشروعه، معلناً بدئه بمشروع جديد على أمل ألا يكون مثل سابقه.
سناك سوري-رهان حبيب
الكرسي المتحرك كان مخصصاً ليستطيع ذوي الاحتياجات الخاصة استخدامه للصعود على السلالم لأكثر من 63 درجة بدون عناء. إلا أن “شجاع” فقد الأمل بجهة صناعية تتبنى اختراعه، وفكك الكرسي ليستخدم قطعه باختراع كرسي جديد أكثر دقة. يمكّن مصابي الشلل الرباعي أو مصابي الحرب بتحريكه بالرأس، كما قال لـ”سناك سوري”.
“شجاع” البالغ من العمر 77 عاماً يدير ورشته في المنطقة الصناعية في “السويداء”. بعد عمله الوظيفي كفني ميكانيك لسنوات طويلة، حُفر اسمه في سجل الاختراع، ونال خمس براءات اختراع قدمها للمجتمع على أمل أن تلقى الاهتمام والرعاية. وتعود بالنفع على أفراد المجتمع.
الاختراع الذي تم إجهاضه
قبل 10 سنوات، صمم “أجود شجاع” كرسي يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة لصعود السلالم بعد شعوره بمعاناتهم. حيث يساعدهم الكرسي للصعود عدة طوابق بدون أي عناء. واستخدم في الكرسي خبرته الميكانيكية، متفائلاً أن تتبنى إحدى الشركات الكبرى أو القطاع العام الاختراع. فصناعة الكرسي مكلفة وتحتاج لتغطية مالية وقطاع صناعي كبير. لكن للأسف لم يحظَ اختراعه بأي اهتمام رغم الحاجة الماسة له لدى بعض أفراد المجتمع، كبديل عن الكراسي الأخرى المشابهة المستوردة باهظة الثمن.
يقول “شجاع” عضو جمعية المخترعين: «تلقيت رسائل تشجيع ودعم من أبناء بلدي خاصة المغتربين والاستعداد لتقديم الدعم المالي لي لتصنيع كراسي جديدة. لكنني اعتذرت فالتصميم يحتاج لقطاع صناعي كبير ومعقد وللأسف لم يتوفر رغم مرور السنوات. وكان مصيره التفكيك لأصمم كرسي جديد لعله يصل لمن يحتاجه خاصة بعد الحرب وزيادة عدد المصابين وفاقدي الأطراف».
السبعيني يثق أن فكرته ستزهر يوماً ما فأخذ من الكرسي القديم ما احتاجه من قطع باهظة الثمن وأضاف أخرى جديدة. كما تعود أن يقطع من دخل أسرته ليصمم أفكار يرسمها على الورق. ولا يبخل بالوقت والجهد والمال لتصبح واقعاً مثل هذا الكرسي الذي صممه منذ خمسة أعوام ونال أيضاً عليه براءة اختراع. يحتفظ به في منزله على أمل أن يكون حظ هذا الكرسي أوفر مما سبقه.
أجود شجاع صمم كرسي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بصعود السلالم عاد وفككه بعد 10 أعوام لصناعة كرسي جديد كونه لم تتبنّ أي جهة اختراعه الأول
عن براءات الاختراع الخمس
يواظب “شجاع” على عمله في ورشته التي تجاوز عمرها 30 عاماً. ولا يخفي شغفه الكبير بالميكانيك، وكانت أول براءة اختراع حصل عليها، عبارة عن جهاز إنذار لحماية المحلات التجارية والمصارف والمنازل من السرقة. هذا الجهاز يلتقط التحركات ويجري مكالمات هاتفية على رقمين يختارهما صاحب المحل. ويذيع رسالة كأن يقول “محل فلان في منطقة فلان يتعرض للسرقة ويستمر في إجراء المكالمات لحضور صاحب المحل”، كما أخبرنا.
والاختراع الثاني دارة إلكترونية لحماية الخطوط الأرضية من السرقة من أي مكان خارج المنزل هذا الاختراع فقد أهميته مع الزمن مع ظهور الموبايل والإتصالات الحديثة. مع أنه لاقى إقبالاً جيداً في زمنه. والاختراع الثالث كرسي لصعود الأدراج مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تحوّل لخردة لأنه لم يجد من يتبناه. والاختراع الرابع كرسي لمرضى الشلل الرباعي وفاقدي الأطراف تسير بحركة من الرأس.
ويضيف: «آخر اختراعاتي جهاز إنذار ضد السرقة يناسب لحماية أي غرض وتضمنت براءة الاختراع برهان علمي بأنه لا يمكن التحايل عليه. يعمل على الكهرباء والبطارية ويكفي أن يوصل ليستمر بالعمل».
أخيرا يخبرنا “شجاع” أن كل ما قام به كان بعيدا عن فكرة الربح والخسارة لأن المربح الوحيد من وجهة نظره تقديم فائدة للمجتمع. ويتساءل، لماذا لا تكون اختراعاته واختراعات زملائه من المخترعين، فرصة لدعم اقتصاد البلاد عبر إنتاج ما يمكن منها وتصديره للخارج، عوض عن استيراد مثيلاتها بأثمان باهظة.
يذكر أنه وعلى امتداد الجغرافية السورية، يوجد مخترعون نالوا العديد من براءات الاختراع، بانتظار أن يجدوا ممولين لمشاريعهم.