أثر الحرب على كرة القدم السورية.. تعرض قلب دفاع منتخب سوريا “أحمد الصالح” لإصابة في قدمه أبعدته عن صفوف المنتخب السوري بعد أن كان واحداً من أبرز لاعبيه وحُماة خطه الخلفي،.واحتاج للسفر إلى خارج سوريا للعلاج، وعندما عاد لم تكن الملاعب التدريبية في نادي الوحدة الذي كان يلعب له حينها مناسبة.لمساعدته على الشفاء ما اضطره لفسخ عقده والانتقال إلى نادي الجيش.وهو أحد أندية الهيئات التابعة مباشرة للحكومة والتي تعد ملاعبها نسبياً أفضل من باقي ملاعب البلاد سيئة الأرضية.
سناك سوري – بلال سليطين
احتاج “الصالح” جهداً مضاعفاً ومر بظروف نفسية يصفها المقربون منه بالعصيبة خلال مرحلة الاستشفاء.التي خاضها وانتظر خلالها من 27 أيار 2021 حتى 25 كانون الأول من العام نفسه حتى تتم دعوته مجدداً لمعسكر المنتخب السوري بإشراف المدرب الروماني تيتا،.ومن ثم تمكن قلب دفاع سوريا من استعادة عافيته تدريجياً وقدم مستوى جيداً مع ناديه الجيش،.إلا أنه بالمحصلة ماعاناه “الصالح” وفترة استشفائه ماكانت لتكون على هذه الحال لو أن ظروف الكرة السورية جيدة.على مختلف الأصعدة من الجانب الطبي إلى البنى التحتية، فواقع اللعبة الشعبية الأكبر في سوريا والتي يعمل فيها قرابة 7000 شخص تأثر بشكل كبير خلال الحرب في سوريا.والتي أدت إلى تراجع مستوى الكرة السورية بعد أن كانت بمستوى جيد على مستوى المنطقة، فلا يقتصر الأثر على اللاعبين فقط بل يمتد للأندية التي شهد بعضها انهياراً في المستوى.وتغيراً سلبياً بالظروف كما حدث مع نادي الكرامة.
نادي الكرامة من أحد أفضل أندية آسيا إلى آخر ترتيب الدوري السوري
في عام 2006 لعب نادي الكرامة السوري نهائي أبطال آسيا وحل في مرتبة الوصيف بعد خسارته ذهاباً مع تشونبوك الكوري الجنوبي بهدفين مقابل لاشيء وفوزه إياباً بهدفين مقابل هدف،.وقد صنّف الاتحاد الآسيوي عام 2019 هذه المباراة كواحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ إياب نهائي البطولة القارية.
اقرأ أيضاً: مصعب بلحوس: مواجهة سابا الإيراني أجمل ذكريات… والكرامة بحاجة دعم
وقد استمر العصر الذهبي للكرامة من 2005 وحتى عام 2011 الذي اندلعت فيه الأزمة السورية.وكانت محافظة حمص مقر النادي مسرحاً لتصعيد عسكري وفقدان الأمن وضبابية المستقبل والتي أرخت بظلاها على.الفريق الذي خسر بين عامي 2011 و2012 أبرز لاعبيه المؤثرين خلال السنوات الماضية.
يقول “عبد القادر الرفاعي” لاعب الكرامة خلال العصر الذهبي لـ سناك سوري في 2011 شهد النادي نزيفاً من اللاعبين المحوريين،.إضافة للبدء التدريجي في انهيار القواعد الرياضية على مستوى الفئات التي كانت تقدم للنادي سنوياً مواهب ممتازة سواء لتسويقها أو لترفيعها لفريق الرجال،.ولم تعد تخرج حالياً في أفضل الأحوال لاعب أو اثنين للانضمام إلى الفريق الأول.
تحقيق سناك سوري حول أثر الحرب على كرة القدم السورية
النادي الذي كانت ميزانيته قرابة 50 مليون ليرة سورية (مليون دولار) بينها 20 مليون ليرة استثمارات في 2010 ويدفع مكافآت فوز للاعبين تصل إلى 200 ألف ليرة لكل لاعب (مباراة غامبا أوساكا الياباني مثال)،.تحول إلى نادي بصندوق شبه فارغ عام 2011، وأمضى أشهراً غير قادر على توفير رواتب لاعبيه حتى أنه في شهر تشرين الأول.من العام نفسه دفع نصف راتب للاعبين بعد أن حصل على مبلغ 700 ألف ليرة من اتحاد كرة القدم.
يقول “إبراهيم العمر” رئيس النادي في 2011 لـ سناك سوري « النادي الذي كان يحتاج قرابة 50 مليون عام 2011 يحتاج الآن.إلى قرابة مليار وخمسمئة مليون ليرة بسبب فرق العملة وهذا غير متوفر حاليا».
بينما يقول “الرفاعي” وهو مدرب بالنادي حالياً «الاستثمارات غير كافية وعلينا أن نمد بساطنا.على قد رجلينا فلا يمكن أن يكون الموجود 100 مليون ليرة والعقود بالمليار».
كان ينتسب لقواعد النادي سنويا مايزيد عن 3000 لاعب قبل عام 2011… وبعدها أصبح العدد بالمئات فقط… إبراهيم العمر رئيس النادي 2011
لقد خسر نادي الكرامة مع اندلاع الحرب مجموعة من عوامل القوة لديه،.لاعبو الفريق الأول، الكوادر التدريبية، القواعد، عقود الاستثمار لمنشآته من ملاعب وصالات...إلخ التي كانت تدر الأرباح وكذلك عقود الرعاية، والمنشآت التي تأذى بعضها بفعل الحرب بينما ساء وضع بعضها الآخر وافتقد للصيانة،.إضافة لفقدان عوامل الأمان في المدينة التي يلعب بها ماجعله ينتقل من منافس على آسيا عام 2006 إلى نادٍ مهدد بالهبوط من الدوري السوري الذي انسحب منه عام 2011، وعاد 2012 لكنه في أحسن الأحوال كان بعيداً عن المنافسة ويقبع غالباً في النصف الثاني من ترتيب الفرق حتى عام 2021 الذي شهد تحسناً نسبياً في المستوى لكنه مازال بعيداً عما كان عليه في العصر الذهبي.
اقرأ أيضاً: الكرامة الحمصي.. خزانة حافلة بالألقاب لحصان آسيا الأسود
أندية ولاعبون ضحايا العنف وفقدان الأمان
أبرز المتضررين من الحرب كان نادي أمية أشهر ممثلي مدينة إدلب في شمال سوريا،.والذي قاوم في البدايات محاولاً الاستمرار بمشاركته في موسم 2011 إلا أنه خضع لضغوط هائلة ومضايقات.حالت دون قدرته على المشاركة والاستمرار قبل أن ينسحب من الدوري بحسب مايقول مصدر في اتحاد الكرة لـ سناك سوري، ومن ثم يغيب تماماً عن.خارطة أندية الدوري السوري بعد أن انهارت إدارته وفُقِدَت السيطرة على منشآته…إلخ، لتصبح محافظة إدلب من دون نادي كروي يمثلها في دوري البلاد ويخسر جيل كامل فرصته في اللعب ضمن دوري بلاده والانطلاق منه ربما للاحتراف الخارجي.
الحروب لا تميز بين الرياضة وأرض المعركة، فقد تحولت البلاد كلها تقريباً إلى ساحة معركة فوصلت الصواريخ والقذائف إلى أرض الملعب وراح ضحيتها لاعبون ومدربون في مختلف مناطق البلاد التي تعشق كرة القدم ويجتمع من أجلها عشرات الآلاف على المدرجات ممن كانوا يأتون للتشجيع والمرح فقط ولاحقاً أصبح من أنشطتهم استذكار من فقدتهم الملاعب بما في ذلك المشجعين الذين لم يسلموا أيضاً من نيرانها.
هذا الواقع أبعد الكثيرين عن المدرجات بداعي الحفاظ على سلامتهم، يقول “آدم ميلاني” وهو أحد عشاق نادي الوحدة الدمشقي أن كرة القدم هي الحب الأول في حياته وقدأ بدأت علاقته معها في سن العاشرة، حيث كان يواظب على مشاهدة المباريات في الملعب المليء بالروح والشغف والحماس، يقول في حديثه لـ سلسلة حكايا الملاعب مع سناك سوري واصفاً أجواء المدرجات:«عندما يُسجل فريقك هدفاً قد تعانق الشخص الذي بجانبك دون أن تعرفه، فما يجمعكما هو حب النادي وكرة القدم». ويضيف:«لكن بعد اندلاع الحرب لم يعد بالإمكان المتابعة من أرض الملعب وأصبحنا نتابع عشقنا من بعيد».
عادت الجماهير مؤخراً إلى المدرجات بعد أن انحسرت المعارك، يقول “محمد خير الأحمد” مشجع الاتحاد إنه افتقد للمدرجات قرابة 10 سنوات.قبل أن يعود إليها لتشجيع ناديه المفضل الاتحاد الحلبي..لكن نادي الاتحاد ليس ذاك النادي الذي كان عليه قبل 2011، والذي حصد بطولة كأس الاتحاد الآسيوي عام 2010،.فهو حالياً يتخبط بالدوري السوري ويحتل مراكز متوسطة أو متأخرة وتفتقد جماهيره لروح الفوز بالألقاب.ولمتعة التتويج آسيوياً حالها كحال جماهير الجيش والكرامة والوحدة..إلخ.
المنشآت الرياضية مراكز لإيواء النازحين بفعل الحرب
مع تصاعد العنف في سوريا تدريجياً اضطر الآلاف للنزوح من مدنهم إلى أماكن أكثر أمناً،.فكانت المدينة الرياضية باللاذقية بملاعبها ومنشآتها أحد الأماكن التي استضافت الهاربين من رحى الحرب في حلب وإدلب،.وبحسب إدارة المدينة فإنها استقبلت بين عام 2013 و2017 أكثر من 7500 نازح،.أقام بعضهم داخل ملعب كرة القدم، بينما أقيمت عند بوابة الملعب مدرسة خاصة بالأطفال النازحين تضم 500 طفل.
استِضافَة المدينة الرياضة للنازحين جاءت في سياق إنساني لابد منه، لكنها أدت لتحويل استخدام ملعب كرة القدم إلى إطار غير رياضي،.ما تسبب باستهلاك المنشأة وإلحاق ضرر بالمباني وهو أمر طبيعي فعندما تعيش في بيتك لعدة سنوات فإنه سيحتاج صيانة فكيف سيكون الأمر لو عشت في مكان غير مهيأ أصلاً ليكون للسكن،.بحسب أحد الإداريين في المدينة الرياضية والذي تحدث لـ سناك سوري مفضلاً عدم الكشف عن اسمه.
ويضيف الإداري أنه لم يكن من السهل ضبط حركة الأطفال وحتى أهاليهم حيث كانوا يجلسون ويلعبون.على أرض الملعب العشبية ما ألحق ضرراً كبيراً بها وبالملعب عموماً.
لم يقتصر النزوح على المواطنين، فقد نزحت أندية بكاملها عن مدنها وخسرت اللعب على أراضيها،.أحد أبرز هذه الأندية “الفتوة” الناشط في دير الزور والذي اضطر للنزوح منها إلى العاصمة دمشق في العام 2012.حيث استقر للعب هناك 10 أعوام كاملة.
يقول رئيس نادي الفتوة “مدلول العزيز” لـ سناك سوري إن البعد عن ملعبنا أفقد الفريق الكثير من قوته وحماسة لاعبيه،.كما أن هذا الغربة مكلفة جداً على خزينة النادي،.والبعد عن المدينة شتت الفريق حيث تتدرب قواعد النادي وتستعد للمشاركة في البطولات.بدير الزور في حين أن الفريق الأول يتدرب في “دمشق” لعدم وجود ملعب جاهز في الدير..علما أن الفتوة تمكن من تحقيق الرقم القياسي في وصوله للمباراة النهائية لكأس الجمهورية 9 مرات على التوالي،.واستطاع الفوز بالكأس 4 مرات.
كما استخدم بعض الملاعب كمقرات عسكرية من قبل مختلف الأطراف إضافة لاستعمال بعضها كمراكز احتجاز وتحقيق ما أثر سلباً على علاقة الجماهير بالرياضة وذاكرتهم تجاه الملاعب.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الحلبي مسيرة الألقاب المحلية والقارية لأبناء القلعة الحمراء
هذه الملاعب كانت بأفضل حال قبل الحرب، يقول “وائل عقيل” لسناك سوري وهو مشرف الدوري السوري في اتحاد الكرة السابق:.«قبل الحرب كانت الملاعب متل السجاد (في إشارة لجودتها) من ملعب القامشلي لملعب حلب حمص للادقية ..إلخ من ملاعب جاهزة ومستعدة لاستضافة أهم المباريات».
يضيف “عقيل” قبل الحرب كل نادي كان لديه منشآته واستثمارات ويمول نفسه بنفسه تقريبا،.كانت الأندية التي عليها شكاوي مالية وميزانياتها فارغة نادرة. بينما اليوم 90% من الأندية تحت خط الفقر. والأندية التي تعد بحالة مقبولة مالياً هي الأندية التابعة مباشرة للوزارات الحكومية (الجيش والشرطة). ويدعو وائل عقيل كحل لمشكلة ميزانية الأندية أن تتبنى كل وزارة نادٍ من أندية الدوري السوري.
http://https://www.youtube.com/watch?v=mKwybtdVAyI&ab_channel=SnackSyrian
من جانب آخر يسافر فريق الجزيرة (محافظة الحسكة) المحروم من اللعب على أرضه بسبب الحرب قرابة 15 ساعة بالبر للوصول إلى الملعب الذي سيخوض عليه مبارياته في دمشق، ويقول رئيس النادي “نبهان العبد” لـ سناك سوري أن الفريق لا يستطيع تحقيق أهدافه بهذه العثرات والموانع، وأبرزها حل مشكلة المنشآت وتأمين اللعب على أرضه وبين جماهيره. علماً أن النادي كان لديه قاعدة جماهيرية كبيرة قبل الحرب وتعاقدات مع لاعبين أجانب بعضهم جاء من أوروبا مثل “الياس مرقص”.
اقرأ أيضاً: رئيس نادي الجزيرة: صرفنا 200 مليون ونحتاج أضعافها في الدوري الممتاز
يقول المدرب والخبير بالكرة السورية “عماد خانكان” لـ سناك سوري إن أندية الشمال والشرق السوري “الجهاد، والفتوة، والجزيرة”.كانت من أهم روافد منتخب سوريا لكرة القدم باللاعبين على صعيد مختلف الفئات قبل عام 2011،.وعدم توفر المنشآت حالياً وبالتالي عدم القدرة للعب على أرضها يحول دون تطور اللعبة وانتشارها بشكل جيد.في المجتمع وبالتالي تخسر الكثير من المواهب على مستوى القواعد.
العقوبات… بعد الموت غصة القبر
يُعد المال العصب الرئيسي لكرة القدم والذي من خلاله يتم توفير البنى التحتية، والرواتب وو..إلخ من عوامل رئيسية في الاستمرار والتطور، وهو ما تفتقده سوريا منذ 11 عاماً،.فالحرب جففت الموارد وغابت عقود الرعاية الضخمة عن الدوري السوري لسنوات،.وفقدت الأندية مواردها ودمرت ملاعبها ومنشآتها دون القدرة على توفير مبالغ مالية من شأنها ترميم ماتضرر.
يقول رئيس الاتحاد الرياضي العام “فراس معلا” خلال المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية في “دير الزور” أن سبب عدم تأهيل الملعب في المدينة الرياضية بـ “دير الزور” يعود للكلفة المادية التي تقف عائقاً أمام تأهيل المدينة. بينما في اللاذقية لم تكفِ مليار ليرة سورية لتأهيل ملعب كرة القدم وماحوله من منشآت تضررت نتيجة استهلاكها كمركز إيواء.
في الأثناء تخسر سوريا موارد رئيسية من شأنها حل جزء كبير من مشكلات كرة القدم،.حيث يجمد الاتحاد الدولي “فيفا” الأموال المخصصة لسوريا وهي نوعان أموال سنوية يجب استهلاكها كل عام،.وأخرى مستحقات متراكمة تصل قيمتها بحسب حديث رئيس اتحاد كرة القدم السابق “نبيل السباعي” لـ سناك سوري إلى 9 مليون دولار.أي ما يعادل “35 مليار ليرة سورية وفق سعر الصرف بالسوق السوداء”..وهو مبلغ يمكنه أن ينتشل كرة القدم السورية من واقعها الحالي.ويضعها في أول السكة الصحيحة فيما لو تم استخدام هذا المبلغ بالشكل الصحيح.
لماذا لا تستخدم تقنية الفار في سوريا؟ بسبب عدم قدرة اتحاد الكرة على تأمين لوازم الأجهزة الحديثة والمساعدة للحكام نتيجة وضعها على لائحة العقوبات، مما يؤثر سلبا على ظهور الحكام بالطريقة المثلى وبالتالي زيادة الضغط على الجانب التحكيمي وظهور حالة تحكيمية جدلية في الدوري السوري – حاتم الغايب – رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم سابقا
لا يقتصر الأمر على تجميد الأموال الخاصة باتحاد كرة القدم السورية، فهناك الأموال المجمدة للأندية السورية والتي تكسبها من مشاركتها الخارجية وهي تقدر بحسب “”عقيل” بمئات آلاف الدولارات. وتعود لأندية “جبلة، تشرين،.الجيش، الوحدة…إلخ” حيث لم تتمكن هذه الأندية من الحصول على مستحقاتها بسبب فرط الامتثال للعقوبات،. فالبنوك ترفض إجراء التحويلات لحساب البنوك في سوريا والبنوك في الخارج لا تفتح حسابات للأندية السورية بسبب العقوبات، يقول “حاتم الغايب” وهو رئيس اتحاد كرة القدم بين “2019-2021” إن العقوبات.تمنع البنوك من تحريك أي أرصدة لاتحاد الكرة السورية أو للأندية السورية خوفاً من خضوعها للعقوبات.وبالتالي تبقى أرصدتنا كاتحاد لكرة القدم مجمدة لدى الفيفا.
.
جزء من هذه الأموال يقدم ضمن برنامج التطوير والدعم المالي للاتحادات الوطنية من قبل الفيفا بما في ذلك دعم البنى التحتية والملاعب،.وهذا المبلغ بحسب “الغايب” إذا لم يصرف كل عام تخسره سوريا. أي أن العقوبات تحول دون استفادتنا من أموالنا من أجل النهوض بكرتنا.
بعض الأموال المجمدة يمكن الاستفادة منها لكنها فائدة معقدة ومتعبة جداً وتنعكس سلباً على راحة اللاعبين،.على سبيل المثال يتم دفع هذه الأموال على شكل تكاليف تنقل وسفر للمنتخب السوري لكن لا يتم دفعها لشركة الطيران السورية.لأنها خاضعة للعقوبات ولا يوجد طيران أجنبي يقلع من مطار دمشق، ما يجعل المنتخب السوري مضطراً للسفر عن طريق بيروت في حال أراد الاستفادة من أمواله المجمدة بحسب “عقيل”،.وهذا يعني أن الرحلة التي تكون مدتها ساعتين في حال انطلقت من دمشق ستتحول إلى 10 ساعات،.فيصل اللاعبون إلى وجهتهم مرهقين من السفر..وهذا ما انعكس سلباً على أداء اللاعبين في مبارياتهم خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة.
في ظل الصعوبات والمعوقات المالية الحالية نعاني من صعوبات كبيرة بالتعاقد مع كوادر وخبرات فنية أجنبية لتطوير الكرة السورية وتأمين صرف رواتبها – حاتم الغايب
كرة القدم… والبعد التنموي والاستثماري
تعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأكبر في سوريا، ويقدر عدد المستفيدين منها مالياً بشكل مباشر عام 2010 بحوالي 7000 شخص بين مدربين ولاعبين وفنيين وإداريين …إلخ وذلك بحسب تقدير مسؤول إداري في اتحاد كرة القدم يفضل عدم ذكر اسمه، ويشير إلى أن الدخل الذي كان يحصل عليه هؤلاء آنذاك كان يعد الأعلى.في البلاد حيث يصل راتب اللاعب حينها شهرياً إلى 400 دولار بالحد الأدنى و2000 بالحد الأعلى، إضافة لمقدمات العقود،.وعلى سبيل المثال مقدم عقد لاعب نادي الكرامة “محمد حيان الحموي”.في العام 2009 بلغ مليون و400 ألف ليرة سورية حوالي (28000 دولار).
اقرأ أيضاً: رغم انعدام الدعم.. سيدات نادي حمص يسعين لتحقيق بطولة الدوري
إلا أن قيمة اللاعبين الذين كانوا يحترفون في الخارج كانت تشكل أرقام كبيرة جداً مقارنة بالدوري المحلي،.فمقدم عقد اللاعب “وائل عيان” الذي انتقل من الاتحاد السوري إلى الفيصلي السعودي بلغت “170” ألف دولار،.أما عائدات انتقال لاعب الوحدة “عمر خريبين” من ناديه إلى الظفرة الإماراتي ثم الهلال السعودي.فقد وصلت إلى 2 مليون دولار كسبها فريق الوحدة، وهذا الرقم فيما لو تم استثماره اليوم.من شأنه أن يُحدث نهضة في النادي ويخرجه من أزمته المالية والفنية.
هذه الإيرادات الكبيرة تعطينا تصوراً عن حجم أهمية الاستثمار الاقتصادي بكرة القدم والتي من شانها أن تنعكس على كل أطراف العملية بالفائدة،.فالاستثمار بكرة القدم ينعكس بالربح على الجهات المستثمرة من جهة، وينعكس تنموياً على اللاعبين الذين يحصلون على فرصتهم بالتدريب.وتنمية المهارات وإثبات الذات في أنديتهم بدءاً من القواعد وصولاً إلى فرق الرجال.
لكرة القدم أبعاد تنموية عديدة خصوصاً في حالة سوريا،.ومن خلال نقاشات مع مجموعات مركزة أجريناها خلال فترة إعداد هذا التحقيق فإنه إضافة للبعد الاستثماري ودورة رأس المال التي تحققها كرة القدم فإن من شأنها توفير فرص العمل،.وتساهم في بناء السلام من خلال دورها في تعزيز الروح الرياضية وقبول الخسارة، كما أنها تستطيع أن تحمل رسالة محبة ودعم لقضايا إنسانية مثلما فعلت جماهير تشرين عندما استضافت الطفل “آدم” المصاب.بالسرطان وهتف 15 ألف متفرج له في إطار التضامن مع الأطفال المصابين بالسرطان.
اقرأ أيضاً: نانسي معمر: سأضع كل إمكانياتي في سبيل دعم كرة قدم السيدات
كما أنه مع إطلاق دوري كرة قدم للسيدات بدأت هذه الرياضة تلعب دوراً على صعيد احترام حقوق النساء وإلغاء التمييز على أساس النوع الاجتماعي،.وضمان تمثيلهن في القيادات الرياضية كما حدث في آخر انتخابات لاتحاد كرة القدم والتي تم تحديد كوتا نسائية.فيها أمّنت وصول الرياضية “نانسي معمر” كأول امرأة لعضوية اتحاد كرة القدم في البلاد. يقول الناشط “كرم سليمان” وهو أحد الذين شاركوا في النقاشات التي أجريناها خلال الإعداد للتحقيق:«يجب أيضاً إعطاء أدوار فاعلة للرياضات في صنع القرار،.ومساهمة الإعلام في كسر الصورة النمطية في مجتمعنا للمرأة المشاركة في الشأن الرياضي،.ويجب تجهيز كوادر مجندرة سواء في مجال إدارة الكيانات الرياضية أو في مجال الصحافة الرياضية والتحليل الرياضي وغيرها من المجالات».
مالذي يمكن فعله؟
بناء على استشارات شملت مجموعة كبيرة من الرياضييين السوريين على مدى شهرين.تم الوصول لجملة من المقترحات حول وضع خطة للنهوض بكرة القدم السورية يعمل عليها اتحاد كرة القدم تتضمن:
http://https://www.youtube.com/watch?v=yB6vNG4uqPk&ab_channel=SnackSyrian
تحقيق : بلال سليطين
ساهم في إنجاز التحقيق:
مساهمة صحفية: غرام زينو – بشار صارم
مونتاج إنفوغراف: عمرو مجدح، إلياس كتور ، عمر حاج خميس