أبو سائر بائع الحظ في زمن الكورونا
حمص بائع اليانصيب في زمن الكورونا
سناك سوري – حسان ابراهيم
في شارع “القوتلي” بمدينة “حمص” المكان الذي اعتاد على الوقوف فيه لكسب رزقه طيلة عقود من حياته يقف “أبو سائر” بائع اليانصيب اليوم ليكسب رزقه من بيع “الحظ” بعد توقف عمله على بسطته الخاصة إثر قرار إغلاق المحلات التجارية ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
يحاول الرجل الستيني الاحتياط من الفيروس بلف لفحته الصوفية على وجهه ولايصافح الآخرين ويبقى على مسافة بعيدة منهم ويعقم يديه بشكل دائم فالحذر واجب، حسب ما أكده في حديثه مع سناك سوري لكنه لايستطيع أن يجلس بدون عمل، فهو صاحب مهنة حرة يكسب قوته كل يوم بيومه حيث يقول:«على مدى سنوات طويلة كنت أقف في هذا المكان أبيع على بسطتي الخاصة الجوارب والقطنيات والأمشاط وغيرها، لكن اليوم وبعد أن فرغت الأسواق من زوارها بسبب هذا الوباء اضطررت للعمل كبائع يانصيب وهو عمل مؤقت أيضاً فالأوراق ليست لي بل أبيعها مقابل مبلغ معين يدفعه لي صاحبها».
اقرأ أيضاً:اللاذقية.. العائلة السعيدة اشترت فروجين كاملين وتفاح بعد قرار الحكومة
تغيير المهنة اليوم جعل الرجل غير الموظف والذي لايملك أي مصدر رزق سوى عمله اليومي وهو المعيل لأسرة مؤلفة من سبعة أشخاص يستذكر في حديثه معنا عمله مع إخوته قبل أعوام طويلة في مهنة التصوير بالماء والتي اندثرت في بداية التسعينات بسبب التطور الذي التكنولوجي الذي طرأ عليها حيث قال:« من حوالي خمسين سنة وأنا موجود هنا “بالسهلة” حسب ماكان يسميها والدي وإخوتي، كانت مصلحتنا الأساسية هي “التصوير بالماء” وهو عبارة عن تصوير وتحميض فوري بنفس الماكينة وخلال دقائق قليلة، قبل أن تصبح على الكهربا و الديجيتال بوقت طويل، وكانت مصلحة جميلة جداً وعدد المعلمين فيها قليل أيضاً وأهل ذلك الزمن يتذكرون جيداً اسم استديو ‘‘بحبش’’».
‘‘أبو سائر’’ حاله كحال الكثيرين من أصحاب المهن الحرَّة الذين توقفت أعمالهم بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة منعاً للتجمعات البشرية، لكن البحث عن لقمة العيش دفعه للتواجد هنا، على الرغم من قلة المردود الذي يحصل عليه من بيع أوراق اليانصيب مقارنة بدخله من بسطته السابقة لكنها حسب قوله الأكثر ملاءمة لوضعه وللظرف الخاص الذي تمر به البلاد فهو لايحتاج للتواجد في مكان مزدحم كما أن الشوارع خالية هذه الأيام.
بائع أوراق الحظ في زمن الكورونا يمنّي نفسه ببيع الكثير منها كل يوم عسى أن يجلب الحظ حياة جديدة لمن حوّل الكورونا حياتهم إلى حجر واحتجاز.
اقرأ أيضاً:أول حالة وفاة بالكورونا في سوريا.. والداخلية تقيد الحركة أكثر