الرئيسيةسوريا الجميلة

أبو حيدر.. غادر مؤسسته حاملاً لقب موظف مثالي

العامل محمد حيدر لم يكن يغادر قبل التأكد من إغلاق المياه والإنارة

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

حظي العامل “محمد سعيد حيدر”، بلقب الموظف النموذجي الذي أطلقه عليه زملاء العمل في مؤسسة الحبوب بمدينة “القامشلي”، نتيجة جهده خلال سنوات خدمته الوظيفية، التي انتهت بتكريم خاص منهم بعد تقاعده عقب سنوات عمل استمرت 25 عاماً.

العامل المعروف بين زملائه باسم “أبو حيدر” بدأ العمل في المؤسسة منذ الشهر التاسع في العام 1996، يعتبر سنوات عمله فيها محطة هامة من محطات حياته، موضحاً في حديثه مع سناك سوري أنه بدأ العمل في مكتب أمانة السر حيث يحتاج العمل للتمتع بطريقة وأسلوب خاص للتعامل مع المراجعين، مؤكداً أنه دائماً اعتبر مكتبه بمثابة منزله الذي يحافظ فيه على كل الأشياء الأثاث والجدران والنظافة وغيرها.

العامل المتقاعد أبو حيدر بين زملائه أثناء حفل الوداع

لم يلتزم العامل “أبو حيدر” بساعات الدوام الرسمي حسب تعبيره، بل كان يداوم ساعات إضافية تصل حتى 11 ساعة يومياً حسب ضغط العمل وكثافته، لافتاً إلى أنه لطالما اعتبر المؤسسة بيته الثاني الذي يحبه ويلتزم بكل واجباته تجاهه.

رئيس الشؤون الإدارية بالمؤسسة “دفاع حبو” أشاد بالعامل الذي اعتبره من أفضل الموظفين بالمؤسسة، وأنه ساهم بالتخفيف من النفقات المالية لمعظم أعمال المؤسسة، حتى أنه كان يتطوع دائماً للقيام بأية أعمال تنظيف أو إصلاح قطع متضررة خارج أوقات الدوام الرسمي، وبعيداً عن الأعين ولم يكن يطلب أي مساعدة أو مكافأة.

اقرأ أيضاً: في “بانياس” إنجاز جديد للخبرات الوطنية السورية في مجال الكهرباء

بدوره رئيس اللجنة النقابية في المؤسسة “عمار الأحمد” أكد أن الموظف “أبو حيدر” لم يقبل يوماً مكافأة إذا لم يكن مستحقاً لها، وأنه لطالما بذل جهودا لمساعدة زملائه ممن تعرضوا لغبن وظلم في العمل، وأضاف في وصف العامل :«حريص على المال العام، نزيه وشريف، فوق كل الشبهات، ملتزم بالدوام التزام كامل، طوال سنوات خدمته كان يصل العمل في الساعة السابعة والنصف صباحاً ويغادر بعد الموظفين بنصف ساعة وأكثر».

ويتابع: «في نهاية دوام كل يوم كان يتفقد كل المكاتب، يغلق صنابير المياه، يطفئ الإنارة، يغلق النوافذ والأبواب، يُصلح ما يحتاج للتصليح، كما أنه التزم بالدوام في أيام العطل الرسمية والأسبوعية، عاصر أربعة مدراء ولم يكن يسمح بانتظار مواطن مراجع للمدير في مكتبه بل كان يدخله على الفور»، لافتاً إلى أنه نال أكثر من شهادة ثناء وتقدير من اللجنة النقابية تقديراً لجهوده وإخلاصه للعمل.

ويسجل للكثير من الموظفين والعمال السوريين في مواقع عمل مختلفة إنجازات وأعمال وفرت الكثير على الدولة، وساهمت بتخطي ظروف الحصار الاقتصادي متجاوزين بذلك انخفاض الرواتب وعدم ملاءمتها مع مايقومون به من جهد وتهب.

اقرأ أيضاً: “خليل الفارس” موظف حكومي وفّر على الدولة 200 مليون ليرة سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى