الرئيسيةسناك كوروناسوريا الجميلة

كورونا..سوريون يستثمرون الحجر المنزلي بالغناء والموسيقى

هل كنت تغني في الحمام ولا أحد يسمعك؟ الآن “موسيقى الحجر الصحي السورية” تفتح لك أبوابها

سناك سوري-دمشق

هل تجلس في المنزل خلال فترة الحجر المنزلي وتمتلك صوتاً جميلاً أو مواهب بالرقص والعزف أو لا تمتلك أيضاً، وينقصك المنبر فقط؟، هل غنيت سابقاً في الحمام؟ هل تريد أيضاً تسلية تفاعلية جميلة مع الأشخاص من حولك؟، مجموعة “موسيقى الحجر الصحي السورية” على فيسبوك، قد تكون منبراً مثالياً لك، خصوصاً أن أصحاب المواهب يستطيعون نشر تسجيلاتهم الصوتية والمرئية فيها وهم يغنون، ليتشاركوا موهبتهم مع أكثر من 15 ألف شخص هم أعضاء المجموعة التي تم إنشاؤها بالتزامن مع العطلة التي أعلنتها الحكومة للوقاية من فايروس كورونا.

المواهب التي انضمت إلى المجموعة تستثمر أوقات حظر التجوال بعرض منتجاتها الفنية، تتنوع بين الموسيقى، الغناء العربي، وحتى الغناء باللغة الإنكليزية، أو عزف الموسيقى التصويرية لبعض المسلسلات، بينما تنهال التعليقات على كل منشور جديد، لتمنح حافزاً أكبر لصاحب الموهبة.

الهدف من “موسيقى الحجر الصحري” كما يقول “أحمد غانم” أحد مؤسسيها أن تكون «فسحة افتراضية للتواصل الموسيقي وعرض المواهب، والحصول على رأي وتشجيع الآخرين، ما يقدم دعماً نفسياً و شعوراً إيجابياً لدى صاحب الموهبة والمستمع في آن، ويحول وقت البقاء في المنزل من روتين ممل إلى متعة ونشاط».

اقرأ أيضاً: كورونا.. مهندس سوري يصمم جهاز تعقيم أوتوماتيكي يُستخدم بالمشافي

الغناء والموسيقى من حق الجميع والهدف أن يعبر الجميع عن أنفسهم بالموسيقى، يقول “غانم” إن الأشخاص الذين ليس الغناء أحد اهتماماتهم عادةً أيضاً يلاقون ترحيباً كبيراً يجاوز حتى الترحيب الذي يلاقيه المهتمون والمحبون عادةً، والسبب في ذلك هو عفوية الناس وصدقهم.

تشكل المجموعة فرصة هامة لإبعاد شبح ملل الجلوس في المنزل خلال فترة الحجر المحددة من الـ6 مساء وحتى الـ6 صباحاً من كل يوم، وبتواجد شريحة كبيرة من الشباب فيها يضمن القائمون عليها أن أولئك الشباب سيبتعدون عن الشائعات والأخبار الكثيرة المتناقلة حول كورونا في فيسبوك، ويستثمرون وقتهم بالموسيقى وإغناء أرواحهم.
لا بأس ببعض التحدي بين المواهب، فهو أمر يكسر روتين النشر لدى المتلقي، وستشاهد داخل المجموعة عشرات المنشورات المندرجة تحت بند “قبلت التحدي”، يقول “أحمد” الذي أدى سكيتش من مسرحية “ناس من ورق”، إنه ردّ التحدي لـ”محمد سليمان” الذي أدى مقطعاً من “جسر القمر” للسيدة “فيروز” والأخوين “رحباني”، داعياً كل من يحفظ مسرحيات الرحابنة للمشاركة بالتحدي، ويضيف في منشور له: «بعتذر عن رداءة الأداء لأن بجيبو لنا الشرطة إذا غنيت بصوت عالي»، الفكاهة لا تغيب أبداً في كسر جديد للروتين.

اقرأ أيضاً: من سوريا والعالم رسائل دعم للكوادر الصحية السورية بمواجهة كورونا

مُستمعون ومستَمتِعَون

منذ الساعة الأولى لإنطلاق المجموعة يوم 18 آذار الجاري، كان الإقبال على الإنضمام إليها كبيراً ليصل العدد اليوم إلى أكثر من 15 ألف مشترك فيها والعدد بازدياد كل يوم، وفق “محمد ك ابراهيم” وهو أحد مؤسسيها أيضاً.

المجتمع داخل المجموعة يتفاعل بشكل عفوي ورائع، يقول “ك ابراهيم”، يضيف: «التعليقات بغالبيتها العظمى إيجابية، وتأخذ طابع التشجيع لصاحب الموهبة، وبحال ظهرت أي مخالفة نرى الناس تنوهنا بعد ثواني قليلة وهذا أكبر دليل على جو الألفة بين الجميع».

اقرأ أيضاً: إيقاف دوري الشدة من أجل كورونا .. شاهر جوهر

يصف كل من “غانم” و “ابراهيم” دورهما في المجموعة التي أطلقاها بأنهما مستمعين ومستمتعين في المقام الأول، ويضيفان أنه «أروع دور ممكن للفرد أن يحصل عليه، بالاضافة للمهام الروتينية التي تتعلق بجدولة المنشورات وقبول الإضافات للمجموعة».

الانضمام إلى المجموعة والمشاركة بها، لا يحتاج شروط تعجيزية، إنما شروط بسيطة تضمن احترام المواهب كيفما كان أدائها، وأن تكون الفيديوهات لأصحابها بالفعل وليس مشاركة من صفحات أخرى، كما يمنع منعاً باتاً الكلام بالدين أو السياسة، أو أي موضوع من شأنه أن يسبب بلبلة، فالمجموعة كما يقولون في وصفها محاولة للإبتعاد عن المحيط المليء بالمشاكل.

اقرأ أيضاً: غرامة مالية وسجن.. خرق حظر التجول يُكلف الكثير!

على بساطتها فإن مجموعة “موسيقى الحجر الصحي السورية”، تشكل فرصة للشباب المهتم بالموسيقى والفن للتفاعل وإمضاء وقت ممتع وتحريك الإيقاع في داخله وإجراء تجارب شخصية ربما بالضرب على الطنجرة أو العزف على الغيتار أو الغناء للجمهور بدل الغناء بالحمام المنزلي، فهذا يجعل أيام الحجر المنزلي أكثر متعة وفائدة.

وكانت الحكومة قد أعلنت عن بدء الحجر الإلزامي يوم الأربعاء الفائت، يومياً من الساعة الـ6 مساءاً وحتى الـ6 صباحاً، مع استمرار العطلة التي أقرتها قبل أسبوعين للوقاية من خطر انتشار فايروس كورونا.

اقرأ أيضاً: بهدوء يا يونس.. خليك بالبيت أحسنلك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى