الرئيسيةشباب ومجتمع

يسرى رضوان.. من 25 كيلو لبن أسست مطبخين للتجارة

يسرى رضوان وتجربة مُلهمة في العمل والحياة

تقدّم “يسرى رضوان” الأكلات التراثية الشهيرة في السويداء، من المنسف والفوارغ والكبب بأنواعها إلى جانب الفول والحمص والفلافل. سواء كانت وجبات فردية أو لولائم وعزائم كبيرة، من خلال مطبخين تقوم بإدارتهما منذ 10 سنوات.

سناك سوري-رهان حبيب

تختلف بدايات “يسرى” 49 عاماً وانطلاقتها عن مشاريع أخرى كونها بدأت من كمية متناهية الصغر من الحليب لم تتجاوز 25 كغ. حولتها إلى لبن رائب وبدأت البيع من المنزل بهدف تعليم أولادها وتأمين مستقبلهم.

السيدة اختارت الوقوف إلى جانب أسرتها لتعلم ابنتها التي أخذت تشق طريقها في هندسة العمارة ورعاية أولادها وأخذت تضاعف كميات الحليب. لكنها وجدت أن العائد أقل من حاجة أسرتها فاتجهت إلى سوق اللحوم وتعاملت مع الجزارين لتعد رؤوس الأغنام والفوارغ والكراعين. وتعيدها نظيفة جاهزة لزوم الأكلات التراثية، كما تقول لـ”سناك سوري”.

مارست “يسرى” ذلك العمل لمدة عامين، وحرصت على إتقانه وتحمله رغم التعب الكبير لتساعد أولادها. فكانت تعد الأكلات التراثية الصعبة لربات المنازل بشكل شبه يومي. ثم استقبلت طلبات الطبخ، مثل تحضير الكبة والمناسف والفطائر، وغيرها.

أعدت “يسرى” مختلف أنواع الأكلات التراثية في السويداء، من الكبب إلى الملاحية والمناسف. وكانت تتلقى الشكر من الزبائن الذين تهافتوا عليها وكرروا طلباتهم، لدرجة أن جدول أعمالها بات مشغولاً لأسبوعين أو أكثر، والأمر كان يحتاج حجز مسبق.

ازدياد الطلب وضعها أمام احتياجات جديدة، منها الحصول على مطبخ واسع وسط السوق وتجهيزات أكثر إذ لم تَعُد معدات المنزل تكفي. لتبحث عن قروض تساعدها في الحصول على ثلاجات كبيرة ومعدات وماكينات ضرورية.

يسرى رضوان في مطبخها

وجود الثلاجات ساعدها على خلق فرصة تسويقية جديدة، تقول “يسرى”، الملقبة “أم عمر”. وتضيف لـ”سناك سوري”: «نفذت فكرة تحضير الأكلات التراثية بكميات كبيرة مثل”الغمة” التي تسمى الفوارغ أو”القشة” في مناطق أخرى. ولحم الضأن الجاهز والكبة وورق العنب لتكون جاهزة وتحت الطلب».

مضت السنوات و”يسرى” تعمل، لتقطف ثمار تعبها وجهدها بعد تخرج ابنتها من هندسة العمارة. والتي أهدت شهادتها لوالدتها. بينما يعمل ابنا “يسرى” الآخرَين، في الطبخ فالأكبر شيف في الإمارات، والثاني يدير مطبخهم الذي يقدم الفلافل والمسبحة، ويساعد والدته بكل التفاصيل.

أعدت “يسرى” مختلف أنواع الأكلات التراثية، من الكبب إلى الملاحية والمناسف. وكانت تتلقى الشكر من الزبائن لدرجة أن جدول أعمالها بات مشغولاً لأسبوعين أو أكثر، والأمر كان يحتاج حجز مسبق.

“وئام حليمة” مدربة رياضية تزور مطبخ “يسرى” باستمرار تجد لديها. كل ما تشتهي ومن وجهة نظرها أن “يسرى” تساعد نساء كثيرات في الحصول على وجبات لذيذة ومتميزة. وتضيف لـ”سناك سوري”: «أنا مدربة ألعاب قوى أعتني بغذائي ووجبات محددة تعدها لي بذوق وأناقة».

في مطابخ يسرى التي حملت اسم “مطابخ الرضوان”، حصة كبيرة للنباتيين وهواة الأكل النباتي. إذ تعد العديد من أنواعها للزبائن، وتبحث عن وصفات وبدائل جديدة تناسب كل الزبائن الذين تعتز بثقتهم كما تقول.

زر الذهاب إلى الأعلى