الرئيسيةشباب ومجتمع

يحيى محمود.. شيخ الكار الذي يُصلح أذى الزمن بـ500 ليرة

يحيى محمود لا يسلم القطعة دون إيصال على شكل قلب

في ورشته الصغيرة بمدينة “السويداء”، يعمل شيخ كار السمكرية، “يحيى محمود” في مهنة إصلاح الأواني مثل “مناشل” المياه و”المحاقين” سابقاً. والأباريق وأواني الستيل حالياً والتي تحيط به من كل الجهات.

سناك سوري-رهان حبيب

“محمود” الذي يعمل في مهنته تلك منذ أكثر من 50 عاماً، يجلس على طاولة تغطيها الأواني في محل لا تزيد مساحته على المترين. ليلبي طلبات الزبائن بإصلاح الأباريق والطناجر وركاوى القهوة.

بوابير للحام واباريق يصلحها محمود

يقول العم الذي يعمل بمهنته منذ عام 1974، إنه يصلح كل ما تطاله أذية الزمن، ويعيد الأواني للحياة، ويضيف لـ”سناك سوري” أن الأمر يحتاج فقط لبعض التلميع. أو نقطة لحام وربما إلى براغي وبعض العزقات فقط.

يضيف: «في كل يوم يردني عشرات من الأواني منها مايمكن إصلاحه وأعتذر عن ما هو بعيد عن مهنتي بأجور كانت على زمن الوالد بالفرنك والربع. أو نصف الليرة وإذا وصلت إلى ليرة أو اثنتين تعتبر غالية».

يصر العم “محمود” على أن تكون أجوره متواضعة، لأنه يعلم بأن من يلجأ لإصلاح إبريق أو أي وعاء آخر، ليس ميسوراً. وتبدأ أجوره من 500 ليرة لتصل لعدة آلاف لتلميع القطعة وإعادة البريق لها، ويضيف أنه لم يلمس تأفف الزبائن من السعر ومن لا يتوفر معه المبلغ يحصل على قطعته ويعود حين يستطيع ليسدد الأجر بناء على الثقة.

اقرأ أيضاً: الحرفي محمد الحلاق: يللي بايدو صنعة بيملك القلعة

تميزّ “محمود” بين جيرانه بتعامله الودود وصوته الهادئ وكلماته المهذبة، التي يعتبرها من أصول المهنة، ويقول إن الغلاء أدى لزيادة الطلب على الإصلاح وكثير من الزبائن يخبرونه أن كلفة إصلاح الإبريق وغيره أرحم من شراء مثيله بآلاف الليرات أو عشرات آلاف الليرات أحيانا.

لا تعود مهنة السمكري بمال كثير، إلا أنها ساعدت العم على تعليم بناته وابنه وإعالة أسرته ومنحته محبة الناس كما يقول. مضيفاً أنه لا يخلّ بالمواعيد ولا يهمل في عمله، كما أنه اتبع نظاماً من خلال وضع إيصال كرتوني على شكل قلب يحصل عليه من أغلفة حلوة “السبنة” الشعبية، دون أن يتكلف عليه مالاً بل المزيد من الجهد ليترك بصمته الخاصة على عمله. حيث يكتب على الإيصال اسم القطعة ونوعها وتاريخ تسليمها.

مختلف أنواع الأواني تجدها لدى محمود

ويضيف لـ”سناك سوري”: «تلك القلوب إيصال أسلمه للزبون ولا أسلم القطعة بدونه وقد تعود زبائني على هذه الطريقة لكن رغم ذلك فلدي عشرات القطع أصلحتها ومرت سنوات ولم يعد أصحابها. وعندما زاد حجمها حملتها إلى مستودعات المنزل كأمانة لدي».

“هيثم صياغة” الذي امتهن إصلاح بوابير الكاز منذ عدة سنوات يلجأ للعم “يحيى” للمساعدة كونه يمتلك الخبرة والمعرفة إلى جانب الثقة. وقد لا يجد من لديه هذا الصبر والتحمل لأمزجة الزبائن وصعوبة التعامل مع بعضهم. ويقول «هو شيخ كار هذه المهنة نتعلم منه أصول المهنة والتغاضي عن الأشياء البسيطة بهدف مساعدة الناس بما بين أيدينا».

اقرأ أيضاً: زياد الشايب.. حرفي نقش على قذيفة سقطت أمام منزله

زر الذهاب إلى الأعلى