أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخر

منافسة محتدمة .. مَن هو الجيل الأكثر بؤساً في سوريا؟

جيل الآباء يخسر بجدارة مسابقة التنافس بالمعاناة أمام أبناءٍ متفوّقين بالبؤس

تتنافس الأجيال السورية في مسابقة الجيل الأكثر بؤساً أو الجيل الذي تعرّض لظروف أسوأ وقد اشتهرت المنافسة التاريخية بين الآباء والأبناء في “سوريا” على صعوبة ظروف كلٍّ منهما.

سناك سوري _ بائس الجيل متعوس

وبعدما حسمت المنافسة كلّياً منذ عام 2011 لصالح الأجيال الأصغر سنّاً لا سيما من مواليد التسعينات وأواخر الثمانينات، فقد ظهرت منافسة من نوع آخر لاحقاً.

فالجيل الذي بدأ العشرينات من عمره عام 2011 دخل المنافسة بقوة “خسارة سنين الشباب”، ليظهر لاحقاً جيل أحدث وواجهه بمنافسة البؤس إذ “خسر مراهقته”، قبل أن يظهر الجيل المنافس الجديد والذي لم يخسر شيئاً لأنه أصلاً لم يكن يملك أي ذاكرة أخرى سوى الحرب فقد ولد مع بدايتها أو خلالها ولم يرَ في حياته شيئاً آخر سواها.

وإذا كان الآباء يخبرون أبناءهم أنهم كانوا يدرسون على “لمبة الكاز” ويقطعون المسافات سيراً على الأقدام للوصول إلى المدرسة ولم يكن هناك “دروس خصوصي”، فيا لحلاوة الذكريات مقارنةً بما مرّت به أجيال الأبناء التي درست على ضوء “ليدات، قذائف، صواريخ” وذهبت إلى المدرسة والجامعة على أنغام الطيران والدبابات والرصاص.

وبينما يتسامر مواليد التسعينات باستعادة ذكريات ما قبل الحرب والتحسّر على كل التفاصيل التي رحلت للأبد ربما بعبارات مثل (كنا نسافر ع البحر ونرجع وما معنا هوية)، و(كانت صندويشة الشاورما بـ 35 ليرة والفلافل بـ 10)، وطبعاً ستفتح نوستالجيا فروقات الأسعار حديثاً لا ينتهي لساعات، تتخلّله فقرات مازحة عن عجز الأجيال الأكبر سنّا عن استيعاب نهاية زمن الـ500 ليرة (اللي كانت تحكي) ومدى تفاجؤ جدّة أحد الحاضرين حين علمت أن كيلو اللحمة تجاوز الـ 100 ألف.

في المقابل، قد يبدو أن هناك نوع من الأفضلية للأجيال التي ولدت خلال الحرب فلا ذكريات لديها لتتحسّر ولم تعرف البلاد أصلاً قبل الخراب الكبير، فلا تتأثر بعبارات من قبيل (انسو سوريا اللي كنا منعرفا) لأنها بالأصل لا تعرفها إلا بقمة فوضاها وجنونها، وكل ذاكرة هذه الأجيال مرتبطة بالحرب ومواقفها (بتتذكرو كيف مرقنا من قدام القناص وما لحقنا؟) (بتتذكرو كيف نزل الصاروخ ورا بيتنا؟) يعني ذكريات خفيفة ظريفة من هذا النوع.

وربما يجب حل هذه المعضلة بالتراضي إذ لا يوجد جيل بعينه هو الأكثر بؤساً، طالما أن البؤس والمصائب لم تنتهِ فما تزال الفرصة مفتوحة للأجيال على تنوّعها لتفوز باللقب.

زر الذهاب إلى الأعلى