هل سيغيب المكدوس عن الموائد هذا العام؟.. البعض وجدوا حلاً
رغم ارتفاع تكاليف صناعة المكدوس… مواطنون يتمسكون بالحفاظ على مؤونة الشتاء
سناك سوري- نورس علي
على غير العادة كما في كل عام لم تبادر ربة المنزل “ليلى عبد الله” لإعداد مؤونة المكدوس مبكراً، لا بل وقررت تخفيف الكمية الراغبة بصناعتها إلى الثلث تقريباً، تماشياً مع قدرتها المالية، فأسعار المواد الأولية اللازمة للمكدوس زاد سعرها أضعافاً عن العام الماضي.
تقول “عبدالله” في حديثها مع سناك سوري :«بشكل عام كنت أشتري حوالي /100/ كيلوغرام من الباذنجان الحمصي بسعر /125/ ليرة للكيلو وحوالي /35/ كيلوغرام من الفليفلة الحمراء بسعر /60/ ليرة وحوالي /2/ كيلو جوز بلدي بسعر /2500/ للكيلو الواحد و /2/ كيلو من الثوم بسعر /500/ للكيلو وحوالي /5/ ليتر من الزيت النباتي بسعر /650/ لليتر الواحد، كمواد أولية للمكدوس، وكانت تكاليف شرائها لا تتجاوز /25000/ ليرة، ولكن هذا العام مع ارتفاع الأسعار إلى الضعفين تقريباً لم أتمكن من شراء ذات الكميات».
اقرأ أيضاً: قطرميز المكدوس صار بدو قرض…”مونة” البسطاء في غلاء
ارتفاع الأسعار جعل “عبدالله” أمام خيارين وهما حسب حديثها:« الأول البقاء دون مؤونة المكدوس لهذا العام والاعتماد على مؤونة الزيتون فقط، والثاني تخفيض الكمية المعتاد إلى أقل من الثلث لتتماشى وقدرتها المالية، موضحة أنها اشترت حوالي /20/ كيلوغرام من الباذنجان الحمصي بسعر /300/ للكيلو الواحد و /7/ كيلوغرام من الفليفلة الحمراء بسعر /400/ ليرة وربع كيلوغرام من الجوز المستورد بسعر /3500/ ليرة كون سعر الجوز البلدي حوالي /25000/ للكيلو الواحد، وربع كيلو من الثوم بسعر /2500/ ليرة وليترين زيت نباتي بسعر /7000/ ليرة».
التقنين الذي اعتمدته “عبدالله” للحفاظ على طبق المكدوس ضمن قائمة الفطور اليومية للعائلة خاصة خلال فصل الشتاء لم يخفف من فاتورة إعداد الكمية التي قررت صنعها والتي وصلت إلى نحو /25000/ ليرة، مشيرة إلى أنها وبهدف توفير الغاز المنزلي قررت استخدام الحطب لسلق الباذنجان وتحمّل الدخان ودرجات الحرارة المرتفعة حتى لا تضطر لشراء جرة غاز من السوق السوداء بسعر قد يصل إلى /8000/ ليرة.
زراعة منزلية لتغطية حاجة الأسرة
من جهتها “لينا محمد” وجدت حلا يخفف عبء إعداد المكدوس تقول: «رغم أن إنتاج مزرعتي الصغيرة بجانب المنزل التي لا تتجاوز مساحتها 50 متر مربع من الباذنجان والفليفلة لا يكفي لتحضير كامل المؤونة السنوية من المكدوس إلا أنني تمكنت من الحصول على ما يقارب 30 كيلو من الباذنجان وحاجتي من الفليفلة وما يلزم والجوز الذي أحصل عليه من الشجرة الصغيرة المزروعة بجانب المنزل»، وتضيف :«هذه الكمية غير كافية بكل تأكيد لعائلتي لكنها تسد جزءاً من الحاجة علماً أنه ما يزال ينقصني شراء الثوم والزيت النباتي وهذا أمر مقدور عليه رغم ضيق الظروف والارتفاع الجنوني للأسعار.
وتعاني الأسر السورية خاصة في شهر أيلول من كل عام من ضيق مادي كونه شهر المؤونة السنوية وبدء المدارس والتي تضاف للوضع الاقتصادي السيء عموماً الذي تعيشه كثير من العائلات في مختلف المحافظات والتي أثرت حتى على نوعية طعامهم وجعلت الكثير منها يغيب عن موائدهم ومنها الحبوب والمربيات.
اقرأ أيضاً: الدجاج غاب عن طقوس المكدوس هذا العام!