
ماتزال الجدة “نجوى” 72 عاماً تدفع 50 ألف ليرة عند معاينة الطبيب ترتفع إلى 150 ألف ليرة بحال احتاجت إلى إيكو قلب خلال المعاينة، المبلغ لم يتغير بهبوط سعر الصرف، ما تغير حقاً هو قيمة حوالتها التي تصلها من ابنتها المغتربة، حيث هبطت من 4 ملايين و200 ألف ليرة إلى مليونين و700 ألف ليرة.
سناك سوري-خاص
تقول الجدة لـ”سناك سوري”، إنها شعرت ببعض الفائدة من انخفاض أسعار المواد الغذائية، لكن ما يشغل بالها أكثر هو كلفة الأدوية والمعاينات الطبية، التي لم يطرأ عليها أي انخفاض، ما يزيد من أعبائها في ظل تقلص قيمة الحوالة الشهرية.
كذلك الحال لدى “لؤي” 53 عاماً، الذي يدفع فاتورة دواء شهرية بقيمة 250 ألف ليرة كونه مريض قلب، ولم تتغير قيمة الفاتورة رغم تحسن سعر الليرة، كما يقول ويضيف أن التغيير الوحيد الذي لمسه هو انخفاض بأسعار المواد التموينية.
وبعيداً عن موضوع الأدوية والمعاينات الطبية، لم يطل تحسن الليرة العديد من القطاعات الأخرى، على سبيل المثال أجور المواصلات التي ماتزال عند حدود 8000 ليرة مثلاً لبعض القرى بالساحل وهي الأجرة ذاتها حين وصل سعر الصرف قبل نحو الشهر إلى 12 ألف ليرة للدولار الواحد.
وبالنسبة لإيجارات المنازل ماتزال صامدة بين مليون و5 مليون ليرة بحسب المنطقة، وبحسب “إلهام” 42 عاماً التي تبحث عن منزل للإيجار، فإن أصحاب المنازل رفضوا أن تدفع الإيجار بالدولار وأصروا على الليرة السورية وعلى الرغم من بحثها في ضواحي المدينة إلا أنها لم تحصل على أي منزل صالح للسكن بأقل من مليون ونصف المليون ليرة وهو المبلغ ذاته الذي كان سائداً لذات المنزل صيف العام الفائت حين كان الدولار 15 ألف ليرة سورية.
وفي جولة على الأسواق لا يبدو أن أسعار الملابس والأحذية قد طالها أي انخفاض، بما فيها أسعار ملابس البالة ففي حين كان سعر التيشرت بالبالة بين 50 إلى 100 ألف ليرة العام الفائت حين كان الدولار بنحو 15 ألف ليرة، فإنه هذا العام مايزال ثابتاً عند هذا السعر رغم أن سعر الدولار هبط إلى 9000 ليرة بالسوداء و11 ألف ليرة بالمركزي، بينما لم يهبط سعر الحذاء الرياضي في البالة أيضاً عن 350 ألف ليرة وهو سعره ذاته العام الماضي.
الوحيد الذي تغير في معادلة سعر الصرف هو انخفاض أسعار المواد الغذائية لكن ليس إلى درجة كبيرة مناسبة لسعر الصرف الجديد، مثلاً سعر اللحم العام الفائت كان 150 ألف ليرة واليوم 120 ألف، وسعر الدجاج كان 32 ألف واليوم 27 ألف، إضافة إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية انخفضت قيمة الحوالات لأكثر من الثلث دون أن تواكبها انخفاضات بأجور الأطباء والأدوية وإيجارات المنازل.
يذكر أن المستشار في وزارة الاقتصاد لشؤون السيولة والنقد، “جورج خزام”، قال مؤخراً أن انخفاض سعر صرف الدولار وهمي، مشيراً أن كل انخفاض بسعر صرف الدولار لا يكون أساسه زيادة الإنتاج مع زيادة الصادرات و تراجع المستوردات مع تخفيض البطالة، عبارة عن انخفاض وهمي سوف يتبعه إرتفاع أكبر.