الرئيسيةتقاريررياضة

نجوم رياضية سورية سطعت عالمياً وانطفأت محلياً… كيف تقتل مواهبنا؟

نجوم لمعت مع الناشئين والشباب وانطفأت مع الرجال

تعد الفترة بين عامي 1994 و 2011 الفترة الذهبية للقواعد الرياضية السورية التي حققت انجازات آسيوية وعالمية استثنائية من الحصول على كأس آسيا إلى اللعب في كأس العالم والتعادل مع الأرجنتين أو الفوز على ايطاليا وحتى الخسارة مع الصعبة مع الإنكليز.

سناك سوري – غرام زينو

وبخلاف معظم المنتخبات التي يكون التطور الطبيعي للاعبيها المتألقين الانتقال إلى منتخبات الرجال فإن معظم نجوم سوريا في هذه البطولات لم يكتب لمسيرتهم الاكتمال مع منتخبات بلادهم وبقيت حدودهم عند منتخبات القواعد التي صعدوا بها إلى القمة ومن ثم دفنوا إلى الأبد.

على سبيل المثال شارك منتخب سوريا للشباب بكأس العالم 2005 النسخة التي تغلبنا فيا على “إيطاليا” بتشكيلة ضمت أسماء موهوبة جداً كانت محط أنظار العالم نظراً للمستوى الجيد الذي قدمته، وكان من أبرز الأسماء  “عدنان الحافظ” “حمزة أيتوني” “معتز كيلوني” “حسن مصطفى” “عاطف جنيات” “ماجد الحاج” “محمد الحموي”.

أبرز الأسماء في هذه المجموعة كان “ماجد الحاج” الذي لقب حينها بالكابتن “ماجد” كناية ببرنامج الأطفال الشهير، إلا أن الحاج الذي قاد هجوم منتخب الشباب وكان حديث الشارع الرياضي السوري شهد تراجعاً في مستواه الذي لم يتطور بالشكل المناسب للموهبة التي أداها وبالتالي غاب عن منتخبات البلاد واقتصرت مسيرته المحلية على اللعب مع نادي الجيش في معظمها.

لماذا دورة الحياة الرياضية لنجوم القواعد بالمنتخبات السورية تكون قصيرة مقارنة مع دول أخرى؟

كذلك الحال مع “حمزة إيتوني” الذي كان يحمي دفاعات منتخبنا الشاب لم يجد طريقه إلى منتخب الرجال ولم يتم الإشتغال عليه من الناحية الفنية والإدارية وتحول أحد أبرز نجوم شباب سوريا في مباراة إيطاليا إلى لاعب حدوده الدوري المحلي بعيداً عن المنتخب.

وفي خط المرمى كان “عدنان الحافظ” الذي قدم أداءاً ممتعاً ووضع نفسه في مصاف الحراس المتميزين، إلا أنه لم يستمر باللعب طويلاً وغادر الملاعب مبكراً.

ولا يمكن أن ننسى “معتز كيلوني” الذي كان يعد من أفضل الأظهرة الشابة التي مرت على منتخب سوريا وكان يعد مشروعاً هاماً جداً للمستقبل إلا أنه لم يشارك كثيراً مع منتخب الرجال وانتهت مسيرته الدولية سريعاً.

من الأسماء التي برزت أيضاً “عاطف جنيات” الذي أخذ شهرة كبيرة لاحترافيته ومهارته لكنه أيضاً لم يحظَ بمشوار طويل مع المنتخب حيث اعتزل عام 2011 دولياً لأسباب قال أنها إدارية حيث لم تكن الظروف الإدارية حينها مثالية وفق حديثٍ سابق له مع سناك سوري.

ناشئوا سوريا الذين عادلوا الأرجنتين أين هم؟

تجربة مميزة ثانية لابد من الإشارة لها هي تجربة منتخبض الناشئين الذي شارك ببطولة كأس العالم 2007 والذي ترك بصمة مميزة فيها، أبرزها تألق الحارس “أحمد مدنية” في دور المجموعات ووقوفه بوجه الكرات الأرجنتينة مما فرض التعادل على المنتخب الأرجنتيني أمام المنتخب السوري، ورغم ذلك لم يكتب لمدنية الانتقال لصفوف منتخب الرجال وتقديم نفسه كخيار رئيسي فيه لاحقاً رغم مرور 15 عاماً حتى الآن.

من أبرز الأسماء التي شاركت حينها “محمد الزبيدي” “خالد البريجاوي” “عبد الناصر حسن” “زياد عجوز” “محمد عبادي” “عدي جفال” “علاء الشبلي” “هاني الطيار” “سليمان سليمان”، وجميع هذه الأسماء لم يكتب لها الاستمرار مع منتخبات سوريا والوصول إلى منتخب الرجال وانتهت مسيرة بعضهم سريعاً فيما البعض الآخر توقفت مسيرتهم عند حدود أنديتهم التي لم تساعدهم بالوصول إلى المنتخبات.

على سبيل الذكر مثلاً اللاعب “زياد عجوز” كان أحد المتألقين بهذه النسخة من كأس العالم وسجل هدفاً رائعاً اخترق الشباك الإنجليزية من خارج منطقة الجزاء، لكن أين هو الآن هل تعرفون عنه شيئ!!…

كذلك “عبد الناصر حسن” والذي كان مدافعاً مميزاً وكان له ظهور مهم في مركز قلب الدفاع، لم يكتب لمسيرته الدولية أي نجاح، بالإضافة لـ “محمد عبادي” قدم أداءً رائعاً أمام “انجلترا” ولم يكمل بعد هذه الفترة لأسباب مجهولة، والقائمة تطول فكل اللاعبين كانوا مميزين ونادرين منهم من وجدوا طريقهم للمنتخب الأول وأحدهم “علاء الشبلي” الذي كانت تجربته قصيرة جداً معه أيضاً رغم الروح القتالية التي كان يتمتع بها.

على النقيض من اللاعبين السوريين فإننا نذكر فقط مثالين للاعبين دوليين شاركا في نفس النهائيات وهما مستمران مع منتخبات بلادهم ويقدمون مستويات رائعة “توني كروس ” الألماني يلعب مع الريال، والإسباني “بويان كريكتش” يلعب مع البرشا.

الحارس الذي حمل كأس آسيا كان يعمل فراناً وعاد لعمله بعد البطولة

بالعودة أبعد من ذلك قليلاً إلى نهائيات كأس آسيا للشباب 1994 فسنختار الحارس “عبد الفتاح عبد القادر” الذي تميز مع منتخب سوريا الذي نال كأس البطولة، لكن اللاعب لم يجد طريقه لمنتخب الرجال ودفنت موهبته عند حدود الشباب وعلى أسوار ناديه الأم جبلة الذي لعب له باقي أيام حياته إلى جانب عمله في فرن للخبز.

لماذا تقتل المواهب السورية!!!؟؟؟

هذه التجارب الناجحة للاعبين السوريين مع المنتخب على مستوى القواعد والفشل اللاحق على مستوى المنتخب الأول وحتى على مستوى المسيرة الشخصية المحلية للبعض والتي اقتصرت على أندية محلية وبأدنى حدود من الإنجازات رغم الإمكانيات الكبيرة لهؤلاء اللاعبين تطرح تساؤلات جوهرية حول الأسباب التي تقف خلف النهايات السرية لمسيرة التميز للقواعد السورية.

هل السبب يعود لإدارة الرياضة السورية عموماً وإدارة المنتخبات خصوصاً؟ هل للاحتراف ومفهومه غير المكتمل في سوريا علاقة بهذا الفشل؟ أم أن اللاعب وإدارته لنفسه ومسيرته هو من يتحمل المسؤولية خصوصاً وأن تراجع مستوى البعض كان على مستوى المنتخب والأندية على حد سواء؟؟!!!

في المحصلة بلا أدنى شك فإن اللاعبين السوريين قدموا مواهبهم بقوة وأثبتوا أنفسهم في محافل دولية وأي محافل أهم من كأس العالم للناشئين والشباب ومع ذلك فإن معظمهم لم يكتب له الاستمرار بالنجاح مع استثناءات وجدت طريقها ما يؤكد وجود مشكلة في استثمار المواهب بالبلاد وتنميتها وصقلها والحفاظ عليها لترفع راية البلاد رياضياً وتفرح الجماهير السورية.

اقرأ أيضاً: قواعد الكرة السورية من الفوز على إيطاليا إلى الخسارة من أضعف منتخبات آسيا 

زر الذهاب إلى الأعلى