ميلاد نفوري.. مهندس الكيك اللذيذ وصانع الذكريات
ابن مدينة النبك يصنع الكيك لا الهريسة ومشروعه يساعده على إتمام دراسته لهندسة العمارة
تحول طالب هندسة العمارة “ميلاد نفوري” من طفل يحب صناعة الكيك واللعب بالعجين إلى شيف ماهر بصناعة قوالب الحلوى. التي يخططها بالورقة والقلم ذاتهما اللتان يستخدمهما في التخطيط لمشاريعه الهندسية.
سناك سوري- صفاء صلال
الشاب الذي يدرس في السنة الثالثة بكلية العمارة ويبلغ من العمر 22 عاماً، كان في طفولته يحب اللعب بالعجين وتشكيله كأي طفل آخر تقريباً. إلا أن شغفه فاق حد اللعب ففي عمر الـ15 قرر الالتحاق بدورات تدريبية لصناعة الكاتو وحصد فيها المرتبة الأولى رغم أنه الشيف الأصغر سناً بين المتدربين.
يقول ميلاد لسناك سوري: «كان خياراً صعباً وتحدياً كبيراً بس عائلتي دعموني بكل خطوة».
يُقسم الشيف مشروعه إلى مرحلتين الأولى عندما كان في مدينته النبك ومعظم زبائنه آنذاك كانوا من الأهل والأصدقاء والمعارف. ورويداً رويداً حظي بمكانة له في المدينة التي تشتهر بصناعة الهريسة النبكية.
المرحلة الثانية حسب محدثنا بدأت عندما انتقل إلى العاصمة ويصفها ميلاد بـ«التحدي» ويلفت لسناك سوري « كانت بداية جديدة ومن الصفرحرفياً. اشتريتُ كل الأدوات والمستلزمات التي أحتاجها من المبلغ الذي جمعته خلال عملي في النبك وبدأت مشروعي».
خلال فترة قصيرة أثبت “ميلاد” قدرته ومهاراته ليحجز لمشروع ميلاد كيك مكانة في قائمة اختيارات سكان العاصمة بين أشهر المحلات وأفخمها.
لا يفضل “ميلاد” الحديث عن التحديات والمعوقات التي تعترض طريقه. يشير لسناك سوري: « التحديات كثيرة ولا تنتهي لكن التغلب عليها والنجاح له نكهة وطعم خاص».
الشاب المهندس ناجح أيضا في جامعته التي تتطلب جهداً مضاعفاً ووقتاً لإنجاز المشاريع. فالتوفيق بينهما لم يكن بالأمر الهين لكن حسب تعبير ميلاد ليش مستحيلاً مع الإرادة.
«أن أعمل وأدرس مجالين أحبهما وهما اختياري فلا خيار لي سوى النجاح والعمل المتواصل»، يقول الشاب.
أن أعمل وأدرس مجالين أحبهما وهما اختياري فلا خيار لي سوى النجاح والعمل المتواصل الشاب ميلاد نفوري
يرى الشاب أن مشروعه يحقق له الحرية المالية فهو يعتمد على نفسه في مصروفه. يقول «ميلاد كيك فتحلي بيت بالشام وحامل تكاليف دراستي وهو رأس مالي لمشروعي».
لا يخفي”ميلاد” ابتسامته التي تُشكل مع أسلوبه الراقي ووصفاته اللذيذة مفاتيح نجاحه فهو يحرص على تقديم أفضل خدمة لزبائنه.
يضع الشاب ملصقاً على علبة الكيك طبع عليها عبارة بلغة الإنجليزية تعني «أطبع لكم الذكريات». فهو يرى أن الكاتو جزء من ذكريات الاحتفالات والمناسبات التي تتخلد في الذاكرة ويريد أن تكون بصورة متفردة ونكهة لا تُنسى.