أخر الأخبارحكي شارع

إغلاق مقهى زرياب في دمشق .. وداع الذكريات والأماكن الدافئة

صاحب المقهى يتحفظ عن ذكر أسباب الإغلاق .. والحزن يخيّم على روّاد المقهى

خيّمَ حزنٌ كبير على مُرتادي ومُحبّي مقهى زرياب في حي القيمرية بدمشق القديمة، إثر إعلان صاحب المشروع ”برنار جمعة“ الإثنين عزمه إغلاق المقهى دون ذكر الأسباب.

سناك سوري _ حلا منصور

لم يكن الإعلان الذي نُشرَ على صفحة المقهى الرسمية على فيسبوك. مجرّد إعلان عاديّ عن إغلاق مقهى في قلب مدينة قديمة. إنّما حملَ صاحب المقهى في الأسطر الثلاثة التي كتبها رثاء لحلمٍ جاء فيه: « بعدَ 13 سنة من الذكريات والمشاعر المختلفة. التي حاولَ زرياب أن يحتضنها ويقدمها كمساحة حملت الكثير من النجاحات والخيبات. ولأن لكل رحلة نقطة نهاية نحو بداية أفضل نأسف لإخباركم بأن يوم الأحد 27 آب/ 2023. سيكون اليوم الأخير لمقهى زرياب، على أمل اللقاء في رحلة جديدة ووقت قادم».

لماذا الحزن على إغلاق زرياب؟

اشتهر مقهى زرياب بفاعليته ونشاطاته، وخلقَ مع روّاده عالماً حقيقياً وآمناً يحجبُ ضجيج الحرب والمعاناة. ويفيضُ بالفن والأدب والموسيقا. لتجولَ الضحكات بين طاولاته الخشبيّة مع كل دعوةٍ أطلقها المقهى لمحبّيه في نهاية كل أسبوع. للتعبير عن مواهبهم من خلال غناء ”الكاريوكي“. التي يقوم من خلالها الشباب بالغناء عبر الموسيقى المُسجّلة.

كما وجدَ الباحثون عن النفس الشرقي ضالّتهم في المقهى الذي أعادَ إحياء أمسياتٍ موسيقية لأغاني الشيخ إمام وزياد الرحباني والقدود الحلبيّة.

و أطلق المقهى مبادرات لإطلاق كتبٍ جماعية عبر استقبال مساهمات من المبدعين على اختلاف أعمارهم. في محاولة لإفساح المجال للكتابة عن مشاعر وحالات مختلفة اختبرها السوريون. إحدى هذه المبادرات كانت بالتعاون مع الكاتب خليل صويلح وتوّجت بكتاب حمل عنوان ”متحف الأنقاض.. نصوص الحرب والعزلة “.

في وداع الذاكرة والفرح

لعلّ خصوصية المكان بالنسبة لصاحبه هي ما دفعته للاعتذار عن الإفصاح عن أسباب الإغلاق مكتفياً بالصمت. وقد حاول سناك سوري التواصل مع “برنار جمعة” لكنه اعتذر عن تقديم توضيحات متعلقة بالدوافع والمسببات.

فيما عبّر محبّو المكان عن أسفهم لإغلاقه. حيث كتب الإعلامي ”محمد دياب“ «مقهى زرياب يودّع روّاده.. خزان الذكريات الشامي».

في حين. كتبت ”يولا شكور“ «كان أكتر بكتير من مجرد كونو مقهى عادي.. حقيقي شي بيزعل و كل شوي بحس كأنو كل شي بيمثل روح هالبلد و قلبها عم يروح.. كان كلو دفا وبيشبه كل شي بحبو.. أحيانًا في إشيا رح تقعد تبكي عليها بدون ما تعرف تشرح للي حوليك ليش عم تبكي»

”علاء الخشّي“ علّق على خبر الإغلاق بالقول: «مكان رح يبقى بذاكرة كل الجيل يلي عاش وأكل وشرب وأبدع واستمتع بهالمكان، طابعك المميز باقي دايماً. وين مارح تكون رح تخلق أماكن شبهك، موفق بكل مكان».

اليوم وبعد 13 عاماً على مشروع اهتم بالموسيقا والأدب والمسرح. من الخاسر في إغلاق مقهى مثل زرياب؟ البلاد أم ناسها؟ لربما الاثنان.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى