الرئيسيةيوميات مواطن

قرى عطشى في السويداء.. والآبار معطلة حتى إشعار آخر

أشجار “الحقف” ماتت عطشاً..  والمربون في “أم الرمان” يشترون المياه ليسقوا ماشيتهم

سناك سوري – رهان حبيب

يعز على “سلمان السمان” من أهالي قرية “الحقف ” 35 كم شمال مدينة “السويداء” أن تجف أجرانها الحجرية القديمة التي كانت تسقي الطير والمواشي، بعد أن عجز الأهالي عن الحصول على كفايتهم من الماء، مثلهم مثل أهالي “أم الرمان” الذين يشترون الماء لكفاية منازلهم ومواشيهم.

يقول “السمان” في حديثه مع سناك سوري: «عانى الأهالي العامين الماضيين من العطش ونقص المياه اللازمة لري عشرات الدونمات المزروعة بأشجار اللوز بعد تعطل البئرين اللذين أُدخلا في الخدمة بهدف تنمية الريف أحدهما للري والآخر للشرب، ولم تنفع مطالبتنا لمؤسسة المياه بحل هذه المشكلة»، موضحاً أن حقول القرية زرعت بما يقارب عشرة آلاف غرسة ماتت جميعها ورحل سكانها عنها بعدما خسروا بساتينهم ونال منهم ومنها العطش.

منذ أيام قليلة أصلحت ورشات مؤسسة المياه بئر مياه الشرب الخاص بقرية “الحقف” حسب ما أكده “السمان”، لكن التأخير في عملية الإصلاح يعود وفقاً لمصادر خاصة في مديرية زراعة “السويداء” لصعوبة الصيانة في سنوات الحرب خاصة أن الصيانة تتم خارج المدينة، وحالياً يجري ربطه بالشبكة، في حين مايزال البئر المخصص للزراعة ينتظر الإصلاح قبل أن تجف جذور البقية القليلة من أشجار اللوز التي ذهب معها تعب أصحاب البساتين، ورعايتهم لها سنوات طويلة.

اقرأ أيضاً:قساطل مياه لم تجدد منذ 30 عاماً والمواطنون يعانون العطش

بئر “أم الرمان” عمره عشرون عام لم يعمل أكثر من عامين

مخزون معطل من المياه الجوفية في بئر عائد إلى مديرية الزراعة حرمت منه قرية “أم الرمان”، منذ سنوات وفق “مروان أبو لطيف” رئيس بلديتها فالبئر الذي زاد عمره عن 20 عاماً لم يعمل أكثر من عامين، ولم تجد المناشدات لمديرية الزراعة ووزارة الزراعة بإصلاحه رداً، رغم حاجة الأهالي الماسة لمياه البئر لاسيما وأنه يبعد عن القرية 200 متر فقط .
واعتبر البئر عند تدشينه أهم آبار “السويداء” وأكبرها من حيث الطاقة التخزينية، وقد يكون ثاني أهم بئر ارتوازي على مساحة المحافظة، بعمق 600 متر، وأظهر الفحص أن غاطسه غرق، وحدثت به انهيارات أحدثت خراباً كبيراً منذ سنوات، وفق ماذكره رئيس البلدية وهو معطل حتى اليوم ولم يستفد منه الأهالي، الذين يشربون من عدة أبار استطاعتها أقل بكثير منه ومنها بئر “أم الرمان”، وبئر “خريب”، موضحاً أن مشكلة البئر غير قابلة للحل بناء على ماورد من مديرية الزراعة حيث لم يتقدم للمناقصة الخاصة بالبئر أي شركة وعليه يبقى الحال على ما هو عليه.

اقرأ أيضاً:قرية تبعد 5 كم عن نبع “السن”.. والمياه مقطوعة فيها

بئر “الخريب” الذي يغذي جزءاً من أراضي “أم الرمان” بالمياه يضخ حالياً حوالي 12 متر مكعب بالساعة ويحتاج حسب روايات المزارعين لزيادة عمقه لضخ المزيد من المياه منه، لكن الأمر غير ممكن حالياً حسب ما أكده مدير الموارد المائية وهي الجهة المنفذة لمشاريع مياه الأراضي الزراعية المهندس “محمود ملي” والذي أوضح أن الأمر يحتاج لدراسة الحوض والمناسيب وفي المرحلة الحالية هناك أولوية لإصلاح آبار أخرى لغاية حل مشكلة مياه الشرب.

وبناء على ماسبق فإن معاناة مربي الثروة الحيوانية مستمرة ومتزايدة مع قدوم فصل الصيف حيث يؤكد المربي “رضوان عزام” من قرية أم الرمان أن في القرية أكثر من 100 مربي يشترون من ست إلى عشر صهاريج شهرياً بسعر 3600 ليرة سورية لكل صهريج إضافة إلى ما يردهم من مياه الشبكة لكفاية قطعانهم من الماعز والأغنام، في حين ماتزال الأسر مرهونة لعدة ساعات من الضخ بالأسبوع وشراء كميات إضافية في موسم الصيف.

اقرأ أيضاً:وزير الموارد المائية يطالب بترشيد الاستهلاك المائي والكهربائي والورقي!!

فتحة بئر أم الرمان مقفلة حتى إشعار آخر
البناء المحيط ببئر أم الرمان وخزانه فارغ
الجرن الحجري الذي كان يستخدم لسقاية الطيور والحيوانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى