رغم شعبية “روزنا” إلا أنه وقع في مطب الملل والخلل في بناء الشخصيات
سناك سوري – عمرو مجدح
رغم ما يحققه مسلسل “روزنا” من متابعة جماهيرية معقولة في زحمة المسلسلات الرمضانية الكثيفة، بسبب الشوق للأعمال الدرامية باللهجة الحلبية، ووجود ممثلين كبار أمثال “بسام كوسا”، إلا أن هذا لم يكن كافياً، فهناك على ما يبدو خلل حقيقي في تركيبة بعض الشخصيات، والمشاهد التي تمت على عجل، خصوصاً تلك التي تؤدي دورها الفنانة “جيانا عيد”.
فقد نجحت “عيد” في استفزاز المشاهد من خلال دور الأم المتسلطة والمريضة بحب ابنها، وحاولت حمايته حتى من ظله. وكانت طوال الحلقات الماضية المحرك الأساسي للأحداث الكبرى، والماسكة لأغلب خيوط اللعبة حتى لو كانت خارج إطار الصورة.
إلا أن المؤلف وقع في اللامنطقية، والأذى غير المبرر الذي قد يدفع أم لمحاربة حبيبة ابنها بشكل أشبه بعصابات المافيا، وكان من المفترض تقديم العلاقة بين الأم والابن بشكل أكثر واقعية تتناسب حتى مع واقعية قصة العائلة الحلبية النازحة من “حلب” إلى “دمشق”.
فشخصية الأم المتسلطة موجودة، ولكن من وجهة نظر نقدية كان يجب كتابتها بشكل حقيقي يصل إلى الجمهور بعيداً عن المبالغة غير المنطقية. ومن المشاهد المستفزة التي توقفنا عندها، مشهد ذهاب وفا وابنته “بسام كوسا”، و”هبة زهرة” إلى بيت أم جود “جيانا عيد” حيث استقبلتهم الخادمة، وحضّرت لهما وليمه تكفي لعشرة أشخاص، بينما خاطبت “أم جود” ضيفيها من خلال جهاز صوت موجود داخل المنزل الواسع مع مشاهد تلفزيونية للشخصية الكرتونية “النمر الوردي” التي أجبر الزمن “وفا – بسام كوسا ” على ارتداء ملابس هذه الشخصية لتسلية الأطفال في إحدى الحدائق، وفي المشهد الذي وضعته “أم جود – جيانا عيد” على الشاشة كان فيه “النمر الوردي” يبحث في القمامة عن طعام، ما استفز ضيفيها، ودفعهما للخروج من البيت.
قد يكون هذا المشهد مقبولاً في نوع آخر من الدراما، لكنه هنا لا يتناسب مع واقعية العمل، وظهر المشهد ساذجاً، وغير مقنع، وأقل تأثيراً.
المسلسل عابه بعض المشاهد المكررة، والتي أصابت المشاهد بالملل، وكان من الممكن علاجها مونتاجاً بسهولة، خاصة مشاهد الفنان “أندريه سكاف” التي كانت خارج السياق، ومملة.
اقرأ أيضاً : “سلوى جميل” دور رئيسي في “روزنا” وثانوي في شارته