مسرحية مدينة الأحلام.. مساحة لإدراك مواهب الأطفال
المخرجة لميس محمد تحاول تغيير وجهة نظر الجمهور إلى مسرح الأطفال
أبدت الممثلة والمخرجة المسرحية “لميس محمد” استغرابها، من عدم إدراك أهمية مسرح الأطفال. وذلك بعد تقديمها مسرحية “مدينة الأحلام” التي تولت كتابتها وإخراجها.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
في حين تتلقى “لميس” أصداء عملها الأخير والذي تم تقديمه على خشبة دار الأوبرا. تحدثت لسناك سوري عن رأيها حول الحالة العامة لمسرح الطفل، وأهدافها من مشاريعها المخصصة لتلك الفئة العمرية.
فخلال العام الماضي قدمت “لميس” عرض “المشاعر الخمس” للأطفال، وبينت أن اصرارها على الاستمرار بتلك العروض. بهدف دعم وتطوير مسرح الطفل والتعامل معه كمسرح احترافي لا يقل أهمبة عن العروض الموجهة للكبار.
وجود الطفل على المسرح يحقق له أحلامه ورغباته ويقوي موهبته. ويقوي التواصل مع الطفل المتلقي مما يحفز عند الأخير مواهبه أيضاً..
الممثلة والمخرجة لميس محمد
وحسب وجهة نظرها، فإن وجود الطفل على المسرح سواء كممثل أو راقص، قد يحقق له جزء من أحلامه ورغباته وتقوية موهبته. كما سيقوي حالة التواصل مع المتلقين من أبناء جيله، وربما تتحول لعدوى تحفّز عندهم مواهبهم سواءً بالتمثيل أو الموسيقى أو الرسم.
وبالنسبة للصورة العامة للحركة المسرحية بالبلاد، لا يستحوذ مسرح الطفل على الاهتمام الكبير، رغم مساعي البعض على الاستمرار به. ونوهت “لميس” إلى غياب الدعم الحقيقي سواء من ناحية الميزانيات المخصصة له، التي غالباً ما تكون أقل من مسرحيات الكبار، أو المستوى الاحترافي الواجب عرضها فيه، و مجاراة التطور التكنولوجي.
تحاول المخرجة «تغيير وجهة نظر الجمهور إلى مسرح الأطفال»، كما تقول لسناك سوري. مبينةً أسفها حول نظرة البعض بأنه عبارة عن تهريج وخلطه مع الترفيه، دون التركيز على السعي بالتواصل مع المستهدف منه وهو الطفل.
هناك نظرة عامة حول مسرح الطفل أنه أقل أهمية من العروض الموجهة للكبار، وينقصه الرعاية والدعم..
الممثلة والمخرجة لميس محمد
وبطبيعة الحال فإن التعامل مع الأطفال شأن حساس، وبناءً على هذا، قالت “لميس” لسناك سوري. أن المضمون المُقدم لهم. يجب أن يكون مدروس، ويلزمه الكثير من الجهد، للموازنة مابين ضبط حركة الطفل على خشبة المسرح وإعطائه المساحة اللازمة له.
مسرحية مدينة الأطفال
وشارك في مسرحية “مدينة الأحلام”، أكثر من 30 طفلاً وطفلة، تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 10 سنوات.
وتدور قصة العرض حول طفلة تقع بخلاف مع والدتها الراغبة بأن تصبح مثلها عندما تكبر، لتذهب الأولى إلى “مدينة الأحلام”. الموجودة على المسرح، وتلتقي بلجنة ليتم التواصل مابين الطرفين والحديث عن رغباتها، وفق تفكيرهم ومعالجتهم الخاصة للأمور. والوصول معاً إلى نتيجة ترضيها.
ويتخلل العرض المسرحي الحركي الدرامي، فقرات راقصة يقوم بها عدد من الأطفال المشاركين، مجسدين أحلام زملائهم المختلفة. مستعرضين جميعهم فكرة أنهم مازالوا صغاراً والحياة أمامهم للاختيار وانتقاء الأنسب لهم.
ويأتي العرض مخاطباً لأفكار الأطفال وأحلامهم، وإتاحة الفرصة للحديث عنها وتحقيقها على أرض الواقع. خاصةً في هذا العمر الذي لايملك به الطفل الخبرة الحياتية الكافية لمعالجة الأمور من حوله، فيعتمد على خياله لإتمام المعلومات المتوفرة لديه.
ونوهت “لميس” إلى الوقت الزمني الطويل نسبياً في كواليس العمل خلال تعاملها مع الأطفال المشاركين. وذلك بسبب العمل على تخليصهم من الأفكار المخزنة بعقولهم من قبل محيطهم، فهم كانوا يحملون أفكاراً مسبقة عما سيكونون عليه مستقبلاً، دون إدراك له.
وذكرت “لميس” أنها اعتمدت على مواكبة التطور التكنولوجي من خلال الصورة البصرية للعرض، واعتمادها على التقنيات الحديثة. تماشياً مع انفتاح الأطفال على التكنولوجيا، ومعرفتهم بوسائلها، ومن المهم مواكبة هذه التفاصيل، والابتعاد عن الطرق التقليدية القديمة.