
سناك سوري – خالد عياش
تعيش “مريم” وهي إحدى الفتيات القاصرات النازحات من بلدة مضايا إلى إدلب، حالة من القلق والخوف من تزويجها برجل يكبرها عمراً في محل سكنها بأحد مراكز الإيواء على الحدود السورية التركية.
تقول “مريم” لمراسل سناك سوري:«معظم القاصرات في مركز الإيواء إما متزوجات وإما على وشك الزواج، إننا نمثل لقمة سائغة أمام الرجال هنا، يأتون يقدمون المغريات للأهل الذين يعانون الفقر والحاجة، فلا يكون هناك خيار آخر سوى تزويج الفتاة فهم يرتاحون من عبئها من جهة ويوفرون بعض المال من جهة أخرى، الأمر بات تجارة رائجة».
وتضيف: «أحياناً يأتي رجال من تركيا، إنهم كبار في السن أحدهم كان كبيراً جداً، لقد تزوج صديقتي، لقد كان أكبر من والدها بكثير، ساعد أهلها مادياً وأخذها ومضى إلى تركيا، ومثل هذه الحالة هناك الكثير جداً».
الفتيات في المخيمات لا يذهبن إلى المدرسة، فالمدارس بعيدة ولا اهتمام بالتعليم لدى اللاجئين الذين أكبر همومهم تأمين متطلبات الحياة، يقول “عزام” وهو مسؤول سابق عن التعليم في المخيمات: «لم نتمكن من تأمين مدارس للمخيمات ومراكز الإيواء التي تحتضن النازحين من مضايا، ماجعل معظم الفتياة متسربات من المدرسة، وفي مرحلة لاحقة متزوجات في سن مبكرة، للأسف الشديد نسبة زواج القاصرات بين النازحين من مضايا مرتفعة جداً».
وبحسب الدراسات العالمية فإن الزواج المبكر يؤثر كثيراً في عملية التربية حيث تكون الأم صغيرة ولن تستطيع أن تقدم لطفلها ماتقدمه الأم الناضجة، ناهيك عن الآثار السلبية التي تعيشها القاصر المتزوجة والتي قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية تؤدي في الكبر لأمراض خطيرة مثل الإكتئاب والفصام، ومن الناحية الجسدية تتعرض القاصر لخطر كبير في النزف واختناق الجنين في بطن أمه نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية المغذية للجنين والولادة، كما أن الأم القاصر ستعاني من مرض هشاشة العظام مستقبلاً.
ويعيش مهجرو بلدة مضايا في خيم بمخيمات ومراكز إيواء صممت لهم على الحدود السورية التركية، منذ قدومهم إلى إدلب عقب حدوث ما يعرف باتفاق المدن الأربع منتصف شهر نيسان الماضي، وتفتقد تلك المخيمات لكل مقومات الحياة البشرية، حيث الخيم لا ترد الحر ولا البرد، بالإضافة للأوضاع المادية الصعبة التي يعانونها.