مدارس خاصة تعلن عن حسومات قد تصل لـ 3مليون..كم القسط؟
الصفر السادس... مشروع أقساط المدارس الخاصة
في الوقت الذي أعد باقي الفرايط “خمسميات طبعاً”، وأنا أفكر بتأمين ثمن علبة الحليب لطفلي الرضيع، هزّت رسالة نصية هاتفي المحمول، وبمحتواها جزداني المشلول، عن شراء العلبة . تقول: “المدرسة “س” تعلن عن… حسومات تصل حتى 3 مليون ليرة، للاستفسار: رقم هاتف أرضي”.
سناك سوري_طفران خليل طفران
لو لم يكتب المبلغ حرفياً لما تجاهلت الرقم الأرضي متوقعاً المبلغ وكان أرحم على أية حال، لكن الخبر السار الذ ارتعدت جوارحي لشكر الخالق على الحال العالق بكم المآزق، هو أن حسم هذه المدرسة يساوي 60 علبة حليب صناعي، أي 3 شهور من الشبع له والراحة النفسية لي .
نفس الحسم هذا يساوي 60 كيلو من الحفاضات، أي 6 شهور من راحة البال بدون تفقد الجزدان لإضافة ألف ليرة في كل زيارة للمحل حتى تنظيفه.
وهو أجر سنوي لبيت مشمس لا تأكله الرطوبة ولا تطوف به المجاري بضواحي العاصمة على الأقل، حسم مريح لو أتيح لي لصرفته على ملذاتي الشخصية .
وطبعاً مشيت بفضولي للبحث عن المدرسة التي ربما يبتسم لي الحظ وأسجل طفلي أبو علبة حليب كاسرة ظهري بهذه المدرسة، لأتفاجأ برسالة أطول من بال المواطن على الحكومة ، تلخيصها بأن حسم البكالوريا العلمي 3 مليون ولكن ليس لجميع الطلاب بل من تجاوزت علامته بالتاسع رقماً معيناً ويكون السعر لمن لم يدرس ويكافح لهذه الأيام بـ 7 مليون ليرة، عموماً مَن الشريحة التي تسجل وتدفع هذا الرقم؟ ما علينا ..أهم شيء حسم الأخوة 500 ألف.
معاهد خاصة شعب ملكية ..وأسعار سينيه
أغلقت عيناي لمحاولة نسيان الرسالة لكن مكالمة بنت خالتي فتحت لي جروحاتي ، معاهد خاصة في الريف أقساطها للشهادات من أجل الطنة والرنة والاحتفال بالنجاحات تأخذ مليون ونصف عن دورة صيفية وأساتذة ليسوا من “المريخ” ونفسهم بعلمون في المدارس الحكومية لكن الخدمات الإضافية أعداد الطلاب نصف عددهم بالصف، ميزة عدم الاختلاط شعبة ذكور شعبة إناث مع أنهم يعدون ناجحين للإقبال على الجامعات والتي هي مختلطة عموماً.
أما الضربة الأقوى من الملايين ومن الخدمات المزكية لرفع أسعارهم فهي التسمية ، فبعض المعاهد تطلق الشعبة الذهبية ، الشعبة الملكية وهذه قسط الدورة فيها 3 ملايين ليرة سورية . عدد طلابها 12 والأساتذة خبرة 30 عام فأكثر أي متقاعدين من الحكومية، ومعها هدية إرشاد نفسي ودفع تربوي.
شرط التسجيل بهذه الصفوف النموذجية هي التفوق، فتعمل المدارس الخاصة والمعاهد التي دخلت على نفس الخط مؤخراً بانتقاء المتفوقين وجه السحارة للصعود على أكتافهم وتلميع اسم المعاهد بأضواء اجتهادهم حتى لو تعلموا وكثفوا لهم الدروس التي من المفترض أنها مهمة المعلم الأخلاقية أينما حل.
ربما هذا يرسخ ما دعا إليه وزير التربية عندما لمّع صورة التوجه نحو سوق العمل، فالاهتمام بالمتفوقين، وتهميش الأقل تفوقاً سيحقق ذلك.
وزارة التربية وعدت وبلاغ وزاري أصدرت ..
وكانت وزارة التربية أعلنت الشهر الماضي عن نيتها تطبيق قرار دفع أقساط المدارس الخاصة في سوريا عن طريق المصارف. اعتباراً من العام القادم، ما يعني أن المدارس الخاصة لن يعود بإمكانها طلب أقساط أكبر من التي حددتها التربية.
وقال مدير التعليم في وزارة التربية، “عماد هزيم” بتصريحات نقلتها الوطن المحلية. إن «الوزارة طلبت من مديريات التربية مؤخراً. إعلام المؤسسة وأولياء الأمور بأجور الخدمات والميزات الإضافية والنقل قبل بدء التسجيل مع الالتزام بعدم زيادتها خلال العام الدراسي. والنقل إلا في حال صدور قرارات بزيادة أسعار المحروقات».
وأضاف أنه يجب إعلان الأقساط وأجور الخدمات بشكل بارز في لوحة الإعلان الخاصة بالمؤسسة التعليمية. وإعطاء أولياء الأمور وصلاً يوضح اسم المدرسة والمبالغ التي تم تسديدها. وفي حال المخالفة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وأكد “هزيم” أنه لا يسمح بزيادة القسط المدرسي المحدد بالبلاغ الوزاري الصادر في شهر حزيران العام الفائت. وعدم استيفاء أي مبالغ إضافية.
وبالعودة إلى البلاغ الوزاري الصادر العام الفائت، فإنه يتضمن تصنيفات المدارس الخاصة ورياض الأطفال ضمن أربع شرائح. بحسب سوية المدرسة. وعموماً فإن أجور المدارس للمرحلة الثانوية تتراوح بين 150 وحتى 700 ألف ليرة. والإعدادية بين 100 إلى 600 ألف ليرة. والابتدائية من 75 إلى 500 ألف ليرة، ورياض الأطفال بين 50 إلى 350 ألف ليرة.