أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخن

مجزرة فاحل… الرواية الكاملة لما حدث من الخميس إلى السبت

اجتماع أمني في حمص حول المجزرة... والدفاع المدني يسلم جثث الضحايا

دفن أهالي فاحل بريف حمص اليوم الدفعة الثانية من ضحايا المجزرة التي استهدفت القرية يوم الخميس، حيث شيعوا اليوم الدفعة الثانية ليصل إجمالي الضحايا إلى 15 شخصاً.

سناك سوري – خاص

شهود عيان من القرية بينهم أبناء وجيران الضحايا تحدثوا لـ سناك سوري وقدموا شهاداتهم عما حدث يوم الخميس 23/01/2025 الذي يعد تاريخاً أسود بالنسبة للقرية.

البداية كانت يوم الخميس عندما وصلت قوات إدارة العمليات العسكرية والأمن العام إلى القرية وتم استقبالهم بأعلام الثورة السورية والرايات البيضاء. وقال الوجهاء لمسؤول الحملة أنهم تحت سقف القانون ويرفعون الغطاء عن أي مجرم وكل مطالبهم هو تطبيق القانون والمحاكماة العادلة فقط. بالمقابل تولى متحدث مخاطبة الأهالي وشكرهم وطلب منهم العودة إلى منازلهم من أجل تفتيشها بهدوء.

وقال أحد الوجهاء الذي استقبلوا الحملة لـ سناك سوري أن خطاب مسؤول العملية كان لطيفاً ودعا الأهالي لعدم الخوف وقال لهم بالحرف “لا تاكلوا هم إجراء روتيني”.

عاد الأهالي إلى منازلهم بينما كان أبناؤهم في المدارس يقدمون الامتحان في آخر أيام العام الدراسي وقد حوصروا في منازلهم حتى مساء يوم الخميس.

وبحسب 6 شهادات حصل عليها سناك سوري بينها 3 شهادات لـ نساء فإنه بعد 10 دقائق من وصول الحملة إلى القرية بدأت عمليات إطلاق نار كثيف بالهواء من قبل عناصر الحملة. حيث عبروا بسياراتهم مختلف أرجاء القرية وهم يطلقون النار حتى خلت الشوارع من أي شخص.

توقف إطلاق النار وبدأت عمليات التفتيش التي اتسمت في الحارتين الغربية والشمالية بأنها كانت ودودة مقارنة بالأحياء الأخرى واقتصرت على بعض الإساءات أبرزها العبارات الطائفية.

بينما في الأحياء الشرقية والقبلية كما يسميها الأهالي فقد كان سلوك العناصر مختلف تماماً، وكله إساءات من لحظة دخول المنزل حتى لحظة الخروج منه.

عمليات التفتيش في قرية “فاحل”

الشهود الذين تحدثنا معهم قالوا إن العناصر كانوا يحملون قوائم بأسماء وعناوين كل أفراد القرية وقد نفذوا عمليات التفتيش بناء على هذه القوائم.

بدايةً كانوا يطلبون الهويات ومن ثم السؤال عن وجود السلاح واذا كان العسكريون قد أجروا تسويات، وبحسب الأهالي فإن العسكريين في القرية أجروا التسويات في وقت سابق حيث فتح مركز داخل القرية استمر 15 يوماً.

في الحارة الشرقية والقبلية كانت عمليات الدخول إلى المنازل تترافق مع اعتداءات جسدية ولفظية وعبارات طائفية، ويتخللها تفتيش عن كل شيء بما في ذلك النقود والذهب.

وبحسب ما جمعناه من أدلة وشهادات عبر أهل القرية فإنه تم سرقة مصاغ ونقود من عدة منازل بينما تم تعفيش منزلين بالكامل أصحابها لم يجريا تسوية واختفيا منذ سقوط النظام البائد في 8 ديسمبر 2024.

الحملة اعتقلت قرابة 50 شخصاً من أهالي القرية بينهم مدنيين وعسكريين سابقين جميعهم نفذوا عمليات تسوية سابقاً. وقالت شقيقة أحد الذين تم اعتقالهم أن العناصر أبلغوها أنه سيتم التحقيق معه وسيعود قريباً وهذا إجراء روتيني. وأضافت لكننا تفاجأنا لاحقاً أنهم قاموا بإطلاق النار عليه وقتله ومن ثم التنكيل بالجثة حيث لاحظنا عند دفنه أن جسده فيه طعنات بمناطق متفرقة.

القتل بعد الاعتقال – فاحل ريف حمص

بعد انتهاء التفتيش خرجت الحملة من القرية وبدأ أهالي القرية بإحصاء الذين تم اعتقالهم خلال عمليات التفتيش وتبادل المعلومات فيما بينهم حول ماحدث وكل عائلة كانت تذكر ما حصل معها.

وماهي إلا ساعات قليلة حتى عثر أهالي قرية مجاورة على جثامين 3 أشخاص من قرية “فاحل” مرميين على قارعة الطريق، وبإرسال صورهم لأهالي القرية تعرفوا عليهم وأنهم من بين الذين تم اعتقالهم وهم “وسام، فريد، عبد الكريم”.

صباح يوم الجمعة قام الأهالي باحضار الجثامين التي لم يتمكنوا من إحضارهم الخميس نتيجة المخاطر الأمنية للحركة ليلاً. حيث تم تشييع الضحايا يوم الجمعة بحضور حشد كبير من أهالي القرية.

بعد الانتهاء من تشييع أول 3 ضحايا وصلت أنباء عن وجود ضحايا آخرين وعندما ذهب الأهالي لإحضارهم تم منعهم من الاقتراب من الجثث. وقامت سيارات عليها رشاشات بنقل جميع الجثامين يوم الجمعة إلى حمص ومنع الأهالي من تسلمهم مباشرة وأخبروهم أنه عليهم تسلم الجثث من حمص بشكل رسمي.

بعدها ذهب وفد من القرية مع وجهاء من مناطق أخرى إلى مدينة حمص واجتمعوا مع السلطات وطالبوا بتسليم الجثامين، حيث استجابت السلطات لهم وتم تسليهم يوم السبت 12 جثماناً 8 منهم كانوا بالمشفى الميداني بالمهاجرين وتم التعرف عليهم و4 آخرين كانوا في الطب الشرعي.

وقام الدفاع المدني بنقل الجثث مع الأهالي وتولى عملية إيصالهم إلى القرية حيث تم دفنهم اليوم السبت وأصبح مجموع ماتم دفنهم 15 شخصاً.

الأهالي أكدوا أن الـ 15 شخصاً الذين تم العثور على جثامينهم جميعهم كانوا ممن تم اعتقالهم خلال الحملة التي استهدفت القرية يوم الخميس.

وبحسب شهادات 3 أشخاص من القرية ومصدر طبي من حمص شاهد الجثث فإن الإصابات كانت معظمها بطلق ناري عن قرب إضافة إلى طعنات بأدوات حادة.

حوالي 35 شخص مفقود من القرية

يشير الأهالي إلى أن هناك حوالي 35 شخص مفقود من القرية منذ يوم الخميس لايعرف مصيرهم إلى الآن بينهم مدنيون وعسكريون. وعبّر الأهالي عن مخاوف حقيقية على حياتهم خصوصاً وأنهم طالبوا بلقائهم والتأكد أنهم أحياء لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.

وقال مصدر في قيادة شرطة حمص لـ سناك سوري اليوم أن قائد شرطة حمص اجتمع اليوم مع وفد من القرية واستمع إلى مطالبهم ومن بينها كشف مصير المفقودين وإزالة الحاجز الموجود بقرب القرية والذي يمارس الإساءات والانتهاكات بالإضافة لمطالب أخرى متعلقة بكشف مصير الفاعلين ومحاسبتهم وإعادة المسروقات.

وبيّن المصدر أن قائد الشرطة وعد الأهالي بمتابعة مطالبهم والعمل على حلها. بالإضافة لكشف مصير المعتقلين الذين أصبحوا مفقودين بالسرعة القصوى ووعد بتواصل مع الأهالي يوم الأحد.

اجتماع في قيادة الشرطة بحضور شخصيات من الحولة وفاحل

كما شهد مقر قيادة الشرطة في حمص اليوم اجتماعاً موسعاً ضم وجهاء من الحولة في ريف حمص وهي مجاورة لقرية فاحل. وكذلك وجهاء من فاحل ومسؤولين أمنيين وقيادات محلية في حمص.

وتخلل الاجتماع تضامن مع الضحايات والتبرؤ من الفاعلين، ونقل مشاركون بالاجتماع لـ سناك سوري أن وجهاء الحولة استنكروا المجزرة التي وقعت وطالبوا أيضاً بمحاسبة الفاعلين مؤكدين أنهم يرفعون الغطاء عن أي متهم.

بينما نقل مشاركون عن الاجتماع معلومات عن توقيف 15 شخصاً من العناصر الذين شاركوا بالحملة على “فاحل” والتحقيق معهم.

يذكر أن بلدة مريمين التي تقع بالقرب من فاحل كانت شهدت اعتداءات واساءات يوم الخميس أيضاً وقد زارها محافظ حمص ووعد الأهالي بمحاسبة الفاعلين.

زر الذهاب إلى الأعلى