مؤتمر بروكسل 8 .. تعهدات المانحين بالمليارات لم تحل أزمة السوريين
نحو 60 مليار دولار من التعهدات في 7 نسخ .. والأوربيون يرفضون دمشق
خرج الاجتماع الوزاري للدول المانحة المشاركة في مؤتمر “بروكسل 8” أمس بتعهدات تصل قيمتها إلى 8.1 مليار دولار على شكل منح وقروض لمساعدة الشعب السوري.
سناك سوري _ محمد العمر
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” أن تعهدات المانحين ستنقسم إلى 5 مليارات يورو بنظام المنح لهذا العام بينها 1.2 مليار يورو للعام المقبل. على أن يتم تقديم 2.5 مليار يورو أخرى على شكل قروض.
مليارات بروكسل دون جدوى
يقارب مجموع تعهدات النسخ السبع السابقة من مؤتمر “بروكسل” للدول المانحة الذي يقوده الاتحاد الأوروبي وتشارك فيه “الولايات المتحدة” نحو 60 مليار دولار.
في الخامس من نيسان 2017 عُقد أول مؤتمر دولي في “بروكسل” للدول المانحة تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”.
وطالبت الأمم المتحدة حينها بحوالي 8 مليار دولار لعام 2017 لتغطية احتياجات الدعم والحماية داخل “سوريا”. إضافة إلى “تركيا” و”لبنان” و”الأردن” و”العراق” و”مصر”. فيما تعهّد المشاركون بمنح 6 مليار دولار لعام 2017. و3.73 مليار دولار للأعوام 2018 حتى 2020.
وفي نيسان 2018 تجدد عقد المؤتمر ليتعهد المانحون من الاتحاد الأوروبي بتقديم 4.4 مليار دولار في عام 2018 لتلبية احتياجات اللاجئين والدول المستضيفة لهم. كما تم التعهد بتقديم 3.4 مليار دولار إضافي للبرامج الإنسانية والتنموية في عامي 2019 و2020.
ومع مجيء مؤتمر “بروكسل” الثالث كان المانحون يتعهدون بتقديم مبلغ 6.9 مليار دولار لمساعدة اللاجئين والمحتاجين في “سوريا”. المبلغ الذي وصفته “الأمم المتحدة” بأنه غير مسبوق. بمشاركة وزراء خارجية من 50 دولة بمؤتمر عقده “الاتحاد الأوروبي” بمشاركة أممية وغياب للحكومة السورية بطبيعة الحال.
وفي مؤتمر بروكسل الرابع تعهد المانحون بتقديم 7.7 مليار دولار. بينما قال مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي “يانيز لينارسيتش” أن التمويل وصل إلى 9.4 مليار دولار لعام 2020 إضافةً إلى ملياري دولار كتعهدات لأعوام إضافية. في وقت كانت فيه الحكومة السورية تهاجم المؤتمر وتعتبره تدخلاً في الشأن الداخلي السوري. نظراً لعدم التفاته إلى فرض العقوبات الأمريكية تحت اسم قانون “قيصر” وإعلان الدول الأعضاء حرصها على السوريين على حد تعبيرها.
أما خامس المؤتمرات في العاصمة البلجيكية فقد أعلنت “الأمم المتحدة” أنها تهدف من خلاله إلى جمع 10 مليار دولار للدعم الكامل للسوريين. لكن المؤتمر خيّب ظنّ المنظمة الدولية حيث أعلن المشاركون فيه عن تعهدات بقيمة 4.4 مليار دولار لعام 2021 وملياري دولار لعام 2022 على شكل قروض ميسّرة. أما النسخة السادسة من المؤتمر فوصل حجم التعهدات فيها إلى 6.7 مليار دولار.
ومع حلول حزيران 2023 وعلى وقع الزلزال الذي ضرب “سوريا” ليزيد من معاناة أهلها المثقلين بعواقب الحرب. فقد تعهد المانحون في مؤتمر “بروكسل 7” بتقديم 10.3 مليار دولار للسوريين سواءً داخل البلاد أو في دول الجوار. بينما كانت “دمشق” تنتقد عدم دعوتها إلى المؤتمر بينما كان الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بمقاطعة الحكومة السورية وعدم التواصل معها رداً على خطوات عدة دول عربية أعادت العلاقة مع “سوريا” التي استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية في العام ذاته.
مؤتمر بروكسل 8
النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لم تختلف عن سابقاتها في حمل المزيد من الوعود بالمليارات. فبينما كانت التعهدات في كل نسخة تصل إلى المليارات. فإن نسبة التمويل الحقيقي لم تظهر وفاءً بالتعهدات ففي العام الماضي اشتكت الأمم المتحدة من نقص التمويل. إذ لم تتجاوز نسبة تمويل خطة المساعدات للداخل السوري نسبة 11%. ولدول الحوار نسبة 10%.
ولا بد من الإشارة إلى أن المؤتمر الذي يرفع شعاراً إغاثياً وإنسانياً .يحمل في طياته هوية سياسية تعبّر عن موقف الدول المانحة بطبيعة الحال. حيث يرفض القائمون على المؤتمر دعوة أي جهة حكومية سورية. بينما أدت ضغوطات ناشطي المعارضة في النسخة السابقة إلى تراجع الاتحاد الأوروبي عن دعوة “الهلال الأحمر السوري” بتهمة الارتباط بالحكومة.
ورغم أن المؤتمر يمثّل نافذة مهمة لجمع التبرعات للسوريين الذين يعانون بعد 13 عاماً من الحرب. فإنه لا يسهم عملياً في تشجيع مسار الحل لإنهاء أزمة البلاد. بينما تتمسك الدول “المانحة” بموقف يربط ما هو سياسي بما هو إغاثي وإنساني. الأمر الذي يدفع ثمنه السوريون رغم التعهدات المليارية.