كن عوناً .. حملة إنسانية من دمشق لمساندة مناطق الساحل السوري المنكوبة
حليب الأطفال والمستلزمات النسائية في أولوية الاحتياجات .. ومشاركة عامة في التبرع لدعم المنكوبين

لم تستطع “لين” الشابة العشرينية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات المرتكبة في الساحل السوري رغم شعور العجز الذي سيطر عليها بالتزامن مع المجازر المرتكبة بحق الأبرياء.
سناك سوري _ ريم بدرة
تقول “لين” وهي متطوعة بمبادرة “كن عوناً” «انتشر بوستر الحملة بالتزامن مع شعور كبير بالعجز والأسف على الانتهاكات التي تحصل بالساحل السوري، فقررت أن أكون جزء من الحملة لمد يد العون للأبرياء».
وأضافت في حديثها لـ سناك سوري «كانت المساعدات يلي عم تجي بنوعيتها وكميتها بتكبر القلب، وتعكس حجم احساس الناس بالآخرين. ومسؤوليتنا كسوريين وسوريات نوقف جنب بعضنا البعض».
ووجّهت “لين” رسالتها لأهالي مناطق الساحل المنكوبة أعربت خلالها عن أسفها على الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، مؤكدة دعمها لهم ولهنَّ، وإحساسها بحجم الكارثة وخوفها لعدم تمكن السوريين من إيقاف الانتهاكات والمجازر متمنية أن تكون الأيام القادمة أكثر أماناً.
مساعدة أهالي الساحل في مصابهم
“يزن زوال” منسق نقطة جرمانا في مبادرة “كن عوناً” أشار في حديث لـ سناك سوري إلى أنه مع توالي الأخبار عن الانتهاكات والمجازر في مناطق الساحل السوري سارع ناشطون وناشطات من المجتمع المدني السوري إلى تشكيل الحملة لمساعد أهالي الساحل في مصابهم.
مشيراً إلى أنه وبمجرد الإعلان عنها على السوشال ميديا لاقت المبادرة إقبالا كبيراً من كل الشباب السوري بكافة انتماءاتهم/ن وكانوا بالفعل عوناً لأهالي الساحل.
وأضاف “يزن” أن مدة المبادرة تعتمد على حجم الاحتياج، مشيراً إلى وجود احتياج واضح وآخر مخفي سيتم رصده من قبل الأفراد الموجودين على الأرض في المناطق.
لا عدد محدد للعائلات المتضررة
وبيّن “زوال” أن الحملة بدأت منذ حوالي أسبوعين ومدتها قابلة للزيادة بناءً على الاحتياجات، منوهاً إلى أنه لم يتم رصد عدد محدد للعائلات المتضررة إلى الآن. مؤكداً أنهم مستمرون في رصد الحالات والمعلومات عن مزيد من العوائل المتضررة في المناطق، وكل المعلومات يتم أرشفتها وبناء قاعدة بيانات لها.
المستلزمات النسائية وحفاضات الأطفال أولوية
وعن الأولويات التي تم تحديدها من الفرق الموجودة على الأرض بيّن “زوال” أنه وبعد رصد الاحتياجات وضعت قائمة بالأشياء الأكثر احتياجاً من بينها “حليب، مستلزمات نسائية وحفاضات أطفال، معلبات بأنواعها بالإضافة للملابس والبطانيات”.
وأوضح “زوال” أن الحافلة الأولى من المساعدات انطلقت محملة بما يقارب الـ450 حصة، إضافة لوجود متفرقات توزع على العائلات بحسب الاحتياج المرصود من قبل، وسيرافق الحافلة قسم من المتطوعين في دمشق ليكونوا مشرفين على إيصال المساعدات وتوزيعها.
وبين منسق نقطة جرمانا أن الإقبال كان كبيراً لا سيما من الأشخاص الفاعلين في المجتمع المدني، متوجهاً بالشكر للمجتمع المحلي في المدينة الذي ساعد بتسهيل الإجراءات.
وأكد أنه تم التنسيق مع الأفراد بشكل شخصي وليس على اعتبار انتمائهم/ن لمنظمات أو جهات معينة. مشيراً إلى أن تبرعاتهم كانت بأسمائهم الشخصية.
وختم “زوال” حديثه بالتأكيد على «أن هدف الحملة إنساني ومد يد العون لأهالينا في الساحل، وهمنا الوحيد أن تصلهم المساعدات مؤكداً أن كل السوريون شعب واحد».
يشار إلى أن المجازر الطائفية التي وقعت في الساحل السوري مؤخراً، وشهدت استهداف مدن وقرى بعمليات قتل على أساس طائفي أدت إلى سقوط أكثر من 1500 ضحية مدني بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وخلّفت وراءها أزمة إنسانية عميقة حيث أمضى آلاف المدنيين عدة أيام في البراري خوفاً من المجازر، فضلاً عن خسائرهم لمصادر أرزاقهم جراء سرقة المنازل والمحلات والممتلكات.