أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

اعتداءات الاحتلال تهدّد بفتح الجبهات .. والرد بقصف قواعد أمريكية في سوريا _ بانوراما الأسبوع

وزير لبناني بجنسية أمريكية .. هل حمل رسائل من واشنطن إلى دمشق؟

لا يزال العدوان الإسرائيلي على “قطاع غزة” يتصدر المشهد الإقليمي وحتى الدولي في وقتٍ لم تكن فيه “سوريا” بمنأى عن اعتداءات الاحتلال.

سناك سوري _ دمشق

وعلى الرغم من الدعوات والتحذيرات الدولية لعدم توسيع دائرة الصراع وتحويله إلى حرب إقليمية. إلا أن كيان الاحتلال وبعد تلقّيه الضربة الكبرى إثر عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول. بدا متخبّطاً في الرد وبحاجة إلى إظهار أكبر قدرٍ من العنف لإرضاء الرأي العام الداخلي. الذي خابت آماله بقدرات قوات الاحتلال العسكرية والاستخباراتية بعد العملية.

استهدفت قوات الاحتلال مطارَي “حلب” و”دمشق” بعدوان مزدوج. أودى بحياة عامل مدني في مطار “دمشق” وإصابة آخر بجروح. وتسبب بأضرار مادية أدت لخروج المطارين عن الخدمة

وفي الأسبوع الثالث من العدوان على “غزة” تجاوز عدد الضحايا والمفقودين الـ 8 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال. في ظل ارتفاع متواصل دون توقف في أعداد الضحايا جراء استمرار العدوان بوحشية لا متناهية. بينما فشل مجلس الأمن الدولي مراراً في إصدار قرار بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى “غزة”. جراء الخلاف واستعمال الفيتو بين “الولايات المتحدة” وحلفائها من جهة. و”روسيا” و”الصين” من جهة أخرى.

استهداف المطارات السورية

ولم تكن “سوريا” خارج دائرة الصراع القائم في المنطقة. فإلى جانب القصف والاشتباكات التي تدور على جبهة الجنوب اللبناني مع شمالي الأراضي المحتلة. فإن الجبهة السورية كانت أيضاً ضمن حلقة العدوان الإسرائيلي. لا سيما خلال الأسبوع الماضي مع تكرار للاعتداءات الإسرائيلية بصورة أساسية على المطارات المدنية.

أول اعتداءات الأسبوع كان يوم الأحد الماضي. حين استهدفت قوات الاحتلال مطارَي “حلب” و”دمشق” بعدوان مزدوج. أودى بحياة عامل مدني في مطار “دمشق” وإصابة آخر بجروح. وتسبب بأضرار مادية أدت لخروج المطارين عن الخدمة. فيما نعت “مديرية الأرصاد الجوية” كلاً من “عاطف فضل نصر” و”عمار إياد أبو عيسى” العاملين في كوادرها وراحا ضحية للعدوان على مطار “دمشق”.

العدوان على درعا

أما الاعتداء الأعنف. فكان يوم الأربعاء حين استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نقاطاً عسكرية للجيش السوري بريف “درعا”. وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن العدوان أدى إلى «ارتقاء 8 شهداء عسكريين وإصابة 7 آخرين بجروح إضافة لوقوع بعض الخسائر المادية».

وعلى غير العادة. فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر تويتر مسؤوليته عن الهجوم. وقال أنه جاء رداً على إطلاق صواريخ من “سوريا” تجاه الأراضي المحتلة. مؤكداً أن القصف تم عبر طائرات مقاتلة تابعة لقوات الاحتلال. واستهدفت بنية تحتية عسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري.

تبنت فصائل “المقاومة العراقية” استهداف قواعد أمريكية في حقلي “العمر”و “الشدادي” بريف “دير الزور”. وأعلنت الأربعاء عن استهداف القاعدة الأمريكية في “خراب الجير” بريف “الحسكة” برشقة صاروخية سانا

 

في حين. تواصلت سلسلة استهداف المطارات السورية حيث تجدد ظهر الأربعاء استهداف مطار “حلب” بعد إعلان عودته إلى العمل. وأسفر القصف الإسرائيلي إلى إحداث أضرار في مهبط الطائرات وخروج المطار عن الخدمة مجدداً وذلك بعد استهدافه للمرة الرابعة خلال أسبوعين.

استهداف القواعد الأمريكية في سوريا

وفي إطار الصراع الدائر في المنطقة والدعم الأمريكي الواسع للاحتلال. فقد تعرّضت القواعد الأمريكية في “سوريا” لعدة هجمات تبنتها فصائل “المقاومة العراقية”.

وبحسب وكالة سانا الرسمية فقد استهدفت المقاومة العراقية يوم الاثنين القواعد العسكرية الأمريكية. في “المالكية” بطائرة مسيّرة حققت إصابات مباشرة. وضربت قاعدتَين أمريكيتين في “التنف” و”الركبان” بطائرات مسيّرة أيضاً. قالت أنهما أصابتا أهدافهما بشكل مباشر ودقيق.

كما تبنت فصائل “المقاومة العراقية” استهداف قواعد أمريكية في حقلي “العمر”و “الشدادي” بريف “دير الزور”. وأعلنت الأربعاء عن استهداف القاعدة الأمريكية في “خراب الجير” بريف “الحسكة” برشقة صاروخية قالت أنها أصابت أهدافها بشكل مباشر.

في المقابل. قالت القيادة المركزية الأمريكية إن 24 جندياً أصيبوا بجروح في سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت القواعد الأمريكية في “سوريا” و”العراق”.

على كيان الاحتلال أن يعرف بأنه إن لم تقم الدولة الفلسطينية. فلن يكون هناك هدوء في المنطقة. وإذا لم ينسحب من الأراضي المحتلة فلن تعيش المنطقة بسلام. وزير الخارجية السوري فيصل المقداد

ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن القيادة الأمريكية أن 20 جندياً أصيب بجروح في 18 تشرين الأول الجاري. حين استهدفت طائرتان بدون طيار قاعدة “التنف” الأمريكية جنوب “سوريا”. فيما أصيب 4 آخرون في اليوم ذاته بهجوم منفصل استهدف قاعدة “عين الأسد” في “العراق”. ولم تعلّق القيادة الأمريكية على بقية الهجمات التي تم الإعلان عنها.

المقداد يحذّر من توسيع العدوان

في “دمشق” حذّر وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” الأربعاء من توسيع العدوان. وقال أن أي محاولة من هذا النوع سيدفع الاحتلال ثمنها غالياً. مبيناً أن الكيان يعرف أن المقاومة جاهزة ومستعدة وعليه ألّا يغامر.

وعلى هامش حفل تقليد السفيرة التشيكية وسام الاستحقاق السوري. قال “المقداد” لصحيفة “الوطن” أن على كيان الاحتلال أن يعرف بأنه إن لم تقم الدولة الفلسطينية. فلن يكون هناك هدوء في المنطقة. وإذا لم ينسحب من الأراضي المحتلة فلن تعيش المنطقة بسلام.

هل حمل بو حبيب رسائل أمريكية إلى دمشق؟

جاءت زيارة وزير الخارجية اللبناني “عبد الله بو حبيب” إلى “دمشق” يوم الاثنين الماضي للقاء نظيره السوري. في وقتٍ تتسارع فيه الأحداث الأمنية في المنطقة وسط مخاوف من الحرب الشاملة.

على الصعيد الرسمي. خرج الجانبان ببيانٍ أدان العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، والتأكيد على ضرورة وقفه بشكل فوري. والعمل على الإدخال الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى “غزة”. ورفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني. وضرورة تطبيق القرارات الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في “سوريا” و”لبنان” و”فلسطين”.

سياق الأحداث في الأسابيع الثلاثة الماضية يوحي بأن “دمشق” ليست متحمسة لدخول مباشر في الصراع. ولم تعمل على تسخين جبهة “الجولان” المحتل. نظراً لإدراكها عمق أزمتها الداخلية والتكاليف التي تكبّدتها خلال 12 عاماً من الحرب التي لم تنته سناك سوري

كما بحث الجانبان التحديات المتصلة بأزمة اللاجئين السوريين في “لبنان”. وشددا على أهمية التعاون لضمان العودة الكريمة للسوريين إلى بلدهم. وضرورة تحمل المجتمع الدولي و”الأمم المتحدة” مسؤوليتهما في المساعدة لتحقيق ذلك.

في حين. رأى مراقبون أن الزيارة حملت أبعاداً أخرى غير ما تم الإعلان عنه في البيان المشترك. وفي مقدّمتها أن يكون “بو حبيب” قد حمل رسائل أمريكية إلى “دمشق”. تتعلق بإمكانية انخراطها في المعركة ضد الاحتلال وتوسيع دائرة المواجهات على عدة جبهات.

وقد استند المحللون إلى أن “بو حبيب” يحمل الجنسية الأمريكية ويعدّ مقرباً من “واشنطن”. وسبق له أن اعتذر في تموز الماضي عن ترؤس الوفد اللبناني إلى “دمشق” دون أن يوضّح الأسباب. لكن أوساطاً إعلامية أرجعت ذلك إلى ضغوط أمريكية عليه. بينما لم تكن زيارته الأخيرة إلا لإيصال الرسائل الأمريكية للقيادة السورية بشأن الوضع الراهن.

احتمالات مفتوحة

لا يمكن لأحد الجزم بما ستؤول إليه الأمور. حيث تبقى الأسئلة معلّقة حول امتداد الحرب لأشهر أو التوصل لهدنة في وقت قريب. وما إذا كانت ستقتصر على قطاع “غزة” أم ستمتد إلى “سوريا” و”لبنان”. مع احتمالية التدخل الأمريكي المباشر في الصراع. وهل سينفّذ الاحتلال تهديداته باجتياح “غزة” براً أم أن التكلفة العالية من الخسائر ستردعه عن ذلك.

إلا أن سياق الأحداث في الأسابيع الثلاثة الماضية يوحي بأن “دمشق” ليست متحمسة لدخول مباشر في الصراع. ولم تعمل على تسخين جبهة “الجولان” المحتل. نظراً لإدراكها عمق أزمتها الداخلية والتكاليف التي تكبّدتها خلال 12 عاماً من الحرب التي لم تنته حيث لا تزال مناطق واسعة خارج سيطرة السلطة. ولا تزال قوات عسكرية أمريكية وتركية متواجدة على الأرض السورية دون موافقة الحكومة التي تعتبر هذا الوجود احتلالاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى