الرئيسيةتقارير

المجالس المحلية والاقتراح الروسي: مراجعة للتجربة في المحافظات الجنوبية

كان الاقتراح الروسي خلال الأيام الماضية بخصوص المجالس المحلية للمصالحة مبادرة سابقة من نوعها. تتقاسمها أطراف “الأزمة السورية“. بحيث تضم أعضاء من المجالس المحلية التابعة للمعارضة والموجودة أصلاً في مناطق خفض التوتر قبل أن ينخفض التوتر فيها.

سناك سوري – شاهر جوهر

في العموم وبعيداً عن تفاصيل المبادرة يمكن القول أن تعزيز الحالة المدنية بعد كل مخاض عسكري هو واقع حتمي. تمليه الضرورة لإدارة وترتيب حالة الفراغ الإداري والأمني والخدمي ضمن قطع جغرافية تتبع إدارتها لأسس معينة حسب طبيعة كل قطعة .

وتعد المجالس المحلية في سورية جزء أساسي من هياكل وإدارة الحكم المحلي والحلقة الأولى والأصعب لإدارة المناطق منذ خروجها عن إدارة الدولة السورية لاحتكاكها بالواقع بصورة مباشرة .

وهنا يرى سناك سوري ضرورة وضع الاصبع على مكان الجرح. والحديث عن واقع المجالس المحلية في مناطق خفض التوتر ضمن الجنوب السوري على اعتبارها أولى التجارب للتهدئة في البلاد .

اقرأ أيضاً: محافظ ريف دمشق يطلب من المجالس المحلية تقديم كل الدعم للمؤسسات الحزبية!

تشكيلها

المجالس المحلية هيئات مدنية صغيرة تعتمد اللامركزية الإدارية في اتخاذ قرارتها. وقد ظهرت في الجنوب السوري في ظروف استثنائية وحرجة. و تتشارك في تشكيلها القوى المدنية والعسكرية على حد سواء. وقد قطعت مراحل صعبة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم. وعلى الرغم من الانتقادات الأهلية لأداء عمل تلك المجالس إلا أنها لعبت دوراً مهماً في سد العجز الخدماتي للبلدات التي تديرها بعد خروجها عن إدارة الدولة السورية وبعد الفشل الكبير الذي تتخبط به مؤسسات المعارضة في الخارج لإدارتها .

أخذت مع بدايات العام 2012  طابع السرية في الظهور لتسير بطريق وعر. لكن الإنطلاقة الفعلية والعلنية لتلك المجالس بدأت مع نهاية العام 2012. حين وجدت نفسها بعد انحسار سلطة النظام أنها البديل الهزيل لتولي أمور الإدارة .

توزعها

توالى بعدها تشكل واتساع المجالس طرداً مع التقدم والتوسع العسكري للمعارضة في عموم القنيطرة ودرعا. ليصل عددها اليوم بحسب دراسة لـ سناك سوري إلى  33 مجلساً في القنيطرة. موزعة بين ثلاث مناطق ادارية. وهي 16 مجلساً على طول الشريط الحدودي وتضم مجالس (القنيطرة المهدمة – جباثا الخشب – الحميدية – الكوم  – نبع الصخر – مسحرة – ام باطنة – جبا – بريقة – بئر عجم – كودنة – الرفيد – قصيبة – سويسة – غدير البستان – خان ارنبة).

و ثلاثة مجالس في درعا هي (مخيم درعا – ريف درعا الغربي –  وحوض اليرموك).

و 15 مجلس في ريف دمشق هي  (ريف دمشق – شبعا – السيدة زينب – حجيرة – الحجر الاسود – سبينة – الذيابية – القدم – المعضمية – عرطوز – جديدة عرطوز ( الفضل ) – دروشة – البويضة – خان الشيح ).

116 مجلساً محلياً في محافظة درعاً. تنقسم إلى 12 مجلس مدينة. و24 مجلس بلدة. و80 مجلس بلدية. تتوزع جميعها على ست مناطق ادارية هي: الجيدور والأوسط واليرموك والمدينة والقلعة و إزرع. حيث لا يوجد اليوم تجمع سكاني صغير أو كبير إلا ولديه وحده إدارية تسيّر وتنظم شؤونه.

مرجعيتها

تتبع جميع المجالس المحلية حسب الاقتراح الروسي. شكلياً للهيئات التمثيلية للمعارضة السورية.

كما اعتمدت الهيئات المدنية التقسيم الاداري السائد لدى نظام البلديات المعتمد لدى النظام في توزع تلك المجالس (القانون 107). مع شذوذ البعض هنا وهناك عن تلك القاعدة لدوافع مصلحية أكثر منها إدارية .

هذا ويساعد كل مجلس محلي في بعض القرى مجلس قروي (أهلي) مصغر داخل كل قرية ضمن المجلس يعتمد التمثيل فيه على التوزع العشائري والعائلي و المناطقي بامتياز. وتنحصر مهامه على اعتباره سلطة العقل داخل القرية .

آليات تشكيلها

تراوحت آليات تشكيل كل مجلس بشكل عام بين توافقات و انتخابات محلية. يحدد تلك الصيغ بالمجمل الواقع الاجتماعي والعسكري.

وتعد التجربة الانتخابية هزيلة وتبتعد كل البعد عن الأسس الديموقراطية بمفهومها وأسسها المعروفة. فهي تستمد شرعيتها من تمثيلها للسكان في المناطق التي تديرها عبر انتخابات تتبع للائحة تنظيمية معدة مسبقاً تصاغ في اغلب الاحيان من قبل الفئات المدنية في البلدة تراعي التركيبة المجتمعية واحيانا العسكرية. وفي حال تعثرت العملية الانتخابية وهو تعثر طبيعي لأكثر الاجراءات المتبعة في اختيار اعضاء المجلس يتم اللجوء إلى توافقات محلية تراعي التمثيل العائلي والعشائري أو المناطقي مع الاهتمام الشكلي بعنصر الكفاءة.

وبحسب دراسة أجراها سناك سوري فإن المجالس الحالية تكاد تخلو من العنصر النسائي مع سيادة النَفَس العسكري لكثير من تلك المجالس سواء بإدارتها بشكل مباشر من بعض الفصائل أو بفرض إرادة ذاك الفصيل على قرارات المجلس الأمر الذي يعطل الدور المدني لهذا المجلس و انكفاء السكان للتعامل معه.

اقرأ أيضاً: من هي الجهات المسؤولة عن الاقتصاد السوري وكيف يدار في ظل الأزمة الحالية؟

مهامها ووظائفها

أما داخلياْ فتنقسم المجالس المحلية في الجنوب الى عدة مكاتب يختلف عددها ونوعها من مجلس لآخر و تظهر تنوع مهامه ووظائفه. حيث تتنوع مهام المجالس المحلية بتنوع الخدمات التي تقدمها من تأمين البنى التحتية و تسيير أمور المدنيين خدمياً واغاثياً وحتى اجتماعياً.

ويعد التواصل مع المنظمات المحلية والدولية لتوفير احتياجات المدنيين و تسهيل دخول المساعدات إلى المدن والبلدات وتوزيعها على المواطنين. كذلك تولي أمور صيانة شبكات المياه والهاتف وإصلاح المنازل المتضررة من القصف والمعارك. والإشراف على العملية التعليمية والصحية والزراعية فهي صلب اهتمام هذه المجالس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى