“فيتامين واو”.. هل سقط مع النظام؟
هل يحلم الشباب السوري اليوم بإيجاد فرص عمل بدون واسطة؟

حين تؤلمنا مفاصلنا ينصحنا الطبيب بتناول فيتامين “د” وعند الكريب والكورونا ففيتامين سي، لكن عند التوظيف في عهد النظام المخلوع لا سبيل عن فيتامين “واو” من النوع مرتفع الثمن جداً، مادياً ونفسياً، وأحياناً جسدياً أيضاً، ولمن لا يعرف فإن هذا الفيتامين يعني “الواسطة”.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
ورغم الاحتفالات بسقوط نظام الأسد، فإن معنى السقوط لن يكتمل، على الأقل بالنسبة لي بشكل شخصي، مالم تسقط معه عشرات السلوكيات والمفاهيم المتفشية في كافة تفاصيله.
وعلى رأسها مفهوم “الواسطة” المعروف باللهجة المحلية فيتامين “واو”، السبب المباشر والأول في قلة فرص العمل أمام أصحابها في سوريا.
فلو رغبنا بتعريف الواسطة بشكل مبسط، فهي عبارة عن وجود صلة أو مصلحة متبادلة، مع واحد من الشخصيات النافذة بمكان ترغب العمل به، أو تسيير أمرك فيه.
أما مراحل تنفيذها غالباً ماتكون شفهية، تحتاج فيها لمكالمة هاتفية أو زيارة للشخص المعني، الذي يضمن لك ماتريد. وماعليك سوى التعريف عن نفسك بأنك “من طرف فلان”، وقد يتولى المهمة كاملة ويقوم بتزكيتك مباشرةً. (حسب فلان يلي جاي من طرفه، يعني فلان من الأمن غير فلان المدير وهكذا).
الواسطة: حجر ثقيل صَعُبَ تحطميه
يكفي الدخول إلى أي مكان حاملاً كتاب توصية من طرف تلك الشخصية المهمة، لترى الأبواب مشرعة أمامك، وقد تملك في بعض الأحيان رفاهية الاختيار. بينما من لا يملك معارف نافذة في النظام السابق، فإنه سيجد نفسه في منتصف مشهد “يوميات مدير عام”، وقد طلب إليه ذكر أسماء المواطنين الصينيين واحداً واحداً.
الواسطة: مفهوم يتلخص بوجود صلة أو مصلحة متبادلة. مع واحد من الشخصيات النافذة بمكان ترغب العمل به، أو تسيير أمرك فيه.
ميزة الواسطة.. قُصر طريق سالكها
تعطي الواسطة ميزات كبيرة لصاحبها، فهي تخفف عنه عناء البحث وتقلل من طول طريق سالكها، سواء بإيجاد الوظيفة، أو حتى تقريب دور الغاز والمازوت والخبز، وحتى في مباني الهجرة والجوازات سابقاً للحصول على جواز السفر دون الالتزام بالمدة المطلوبة.
ميزة الواسطة.. قُصر طريق سالكها
ومع سقوط نظام بشار الأسد بمفاهيمه العملية والاجتماعية التي بذلوا طاقات كبيرة لتعزيزها، يعيش الشباب السوري من جديد أمل الحصول على مكافأة من نوع آخر، تتمثل بإيجاد فرصة عمل بعد تخرجه سواء من كلية الإعلام أو غيرها بدون واسطة.