عقوبة ضرب الطالبة تسنيم حداد في حلب.. هل من المنطق تجريم الطالبات؟
الرأي العام لا يجب أن يكون موجهاً ضد الطالبات المراهقات بل ضد طرق التربية والتعامل مع الأطفال
ما هي عقوبة ضرب الطالبة تسنيم حداد في حلب. السؤال الأكثر تداولاً في السوشيل ميديا اليوم. مع دعوات ضجت بها صفحات السوشيل ميديا لإنزال أقصى العقوبات بحق الطالبات المعتديات. بينما أغفلت تلك الدعوات أن تلك الطالبات أيضاً ضحايا بالنظر إلى أعمارهن التي لا تتجاوز الـ13 عاماً.
سناك سوري-خاص
وقالت الموجهة الاجتماعية “ولاء شيخ خميس”، لـ”سناك سوري”، تعليقاً على الموضوع. إن الإهمال أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى العنف بين الطلاب. مشيرة إلى أن الدلال يلعب دوراً حاسماً، ودعت إلى عدم إغفال فكرة أن الطالبات المعتديات هنّ مراهقات في النهاية ولا يمكن محاسبتهن وكأنهنّ بالغات راشدات.
وحول كيفية التصرف الصحيح مع الطالبات المعتديات، قالت الموجهة الاجتماعية، إنه يجب توعيتهنّ بأن ما فعلنه خطأ كبير. وتوجيههن إلى مساندة صديقتهنّ في المشفى ومتابعة كل مراحل علاجها معها وإظهار التعاطف معها.
وأضافت الاختصاصية، أن الأهل يستطيعون لعب دور بارز كذلك المعلمين والمدرسة. من خلال إظهار الدعم الكامل للطالبات ليستطعنّ بدورهنّ أن يدعمن ويساندن صديقتهن. مشيرة أن موضوع معاقبتهنّ ليس مهماً جداً بقدر إفهامهنّ أن يقمن بمحاولة إصلاح ما قمن به عبر دعم صديقتهنّ.
وفيما يخص الحادثة التي جرت داخل المدرسة، كما روتها الطفلة الضحية، والتي أكدت غياب وجود أي من الكادر التعليمي. قالت الموجهة الاختصاصية إنه من أكبر الأخطاء أن يتم ترك الأطفال في المدرسة بالخارج لوحدهم دون رقابة. مشيرة أنه لا يمكن معرفة ماذا قد يخطر في بالهم وكيف سيتصرفون. خصوصاً أنهم في مرحلة عمريّة تمنعهم من تقبل الرفض وتدفع غالبيتهم إلى التصرف بعدائية تجاه كلمة “لا”.
وأشارت إن دور الاختصاصيين والموجهين التربويين في المدارس يجب أن يكون حاسماً وفاعلاً. وأن يراقبوا الطلاب وسلوكهم ويحاوروهم لمعرفة المشاكل التي يعانون منها ومحاولة التواصل مع الأهل لحل المشكلة. قبل أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه.
عقوبة ضرب الطالبة تسنيم حداد في حلب
يجب مراعاة المرحلة الحساسة للمراهقة، والتي تجعل المراهقات حساسات جداً ويميزن ضد بعضهن البعض. تقول الاختصاصية وتضيف أنه من الممكن أيضاً أن ينحزن لأشخاص معينين وهنا تبدأ المشاكل من خلال التجمعات الصغيرة أو “الشلل”. التي تتواجد في المدارس.
من المهم جداً وجود كادر مدرسي مراعي وقريب من الطلاب، ليعلمونهم التسامح والمساواة بين بعضهم البعض. وأن يخبرونهم أنه ليس كل شيء متاح لهم بل هناك قوانين وحقوق. كما تقول الموجهة الاجتماعية وتضيف أن النقطة الأساسية لدى المراهق الذي يتصرف بعنف أنه لا يكون راض عن نفسه. لكنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم سوى بطريقة عنيفة وغالباً السبب هو التربية غير الصحيحة في المنزل والتي لا تساعد الطفل على إيصال رأيه بطريقة صحيحة للمجتمع الخارجي. وهنا يأتي دور الاختصاصي النفسي.
من الممكن أن نساعد المراهقين والمراهقات في المدارس، من خلال التوعية وتسليمهم المزيد من المهام. والقيام ببعض الأنشطة التي تشمل التعاون ومساعدة الغير ومساعدتهم على تكوين صداقات.
وكانت “تسنيم حداد” قد تعرضت للضرب من قبل زميلاتها في المدرسة ما أدى إلى تعرضها لكدمات وإصابات كبيرة في جسدها. بينما أصدرت مديرية التربية في حلب. بياناً أعلنت فيه أنه تم إعلامها بالحادثة يوم الأحد. وأنها تحملت المسؤولية الكاملة تجاه الطالبة وتكاليف العلاج الجسدي والنفسي. وتأمين الأدوية اللازمة.
وقال البيان أن الأطباء المشرفين على علاج “تسنيم” أكدوا أن حالتها مستقرة وتتماثل للشفاء. ولا يوجد كسر أو نزيف. لكنها تعرضت لرضوض وكدمات في مختلف أنحاء الجسم وغياب الإشارات في بعض أصابع القدمين.
وقررت التربية بناءً على ذلك إنهاء تكليف مديرة المدرسة ومعاونتها و3 موجهات تربويات في المدرسة بسبب الإهمال. وعدم متابعة الطلاب أثناء الانصراف من المدرسة. وعدم إبلاغ مديرية التربية بالحادثة. كما تم إعلام القضاء والشرطة حيث جرى توقيف الطالبات التسع بإشراف القضاء أصولاً.