الرئيسيةشباب ومجتمع

ما علاقة الجنية بشفاهها الزرقاء بالحبل السري للإنسان؟

بالإستناد إلى المورثات الشعبية وما جاء في هذه المادة.. برأيكم أين دفن الحبل السري لجيل السوريين اليوم؟

سناك سوري – شاهر جوهر

«دفن أبوي سرتي داخل البيت عشان ما أطلع برات البيت، وما تطلع عيني لبرا»،تقول السبعينية “عيدة شرارة”، لـ”سناك سوري”، وتضيف أنها لا زالت تفعل الأمر عينه لأحفادها، كما أنها في حال رغبت في أن تصبح الفتاة جميلة حين تكبر تقوم بربط الحبل السري للفتاة كقلادة بين عيني البقرة حتى تمتلك عينان واسعتان مثلها!.

تأثير الحبل السري (السرّة) على مزاج ومستقبل الإنسان، أحد المورثات الشعبية الكبيرة التي ماتزال تغص بها منازل وأفكار بعض السوريين حتى اليوم، حتى أن بعضهم يخاف من وقوع تلك القطعة اللحمية في أيدي أشخاص يكيلون العداء لعائلة الطفل الرضيع، لما يترتب على ذلك من أفعال السحر والشعوذة، تأخر النمو والتعاسة في الحياة.

اقرأ أيضاً: 5 عادات طبية لن تصدق أنها لازالت موجودة في سوريا

قسم كبير من السكان في “سوريا” اليوم لا زال يتّبع هذه الموروثات، أي تلك التي تقول بضرورة دفن الحبل السري، حيث يعود اعتناق هذه الموروثات ليس لسنوات قريبة كما يعتقد البعض ممن قابلهم “سناك سوري”، إنما هناك من الألواح الطينية التي اكتنزتها حضارات بلاد الشام والعراق القديمة كأوغاريت ونينوى، و التي كانت تؤمن في معتقداتها أن الحبل السري يحمل في تكويناته الروحية ما يحدد مستقبل الانسان ومصيره.

“ابراهيم الشيخ”، مدرس تاريخ في “ريف القنيطرة” الأوسط لـ”سناك سوري”، يقول «إنه معتقد قديم، ويعتبر دخيلا على الحضارة السورية، فبالأصل هذه المعتقدات تعود للحضارات القديمة لبلاد ما بين النهرين، ومنها انتقلت بفعل التقارب الحضاري إلى الحياة الشعبية السورية».

الحبل السري بعد أن يلفظه الجسم-سناك سوري

اقرأ أيضاً: مبيت العروس عند جيران العريس عادات سورية تجلب الحظ

جنية بشفاه زرقاء

تروي الأساطير العراقية القديمة(والتي تناقلتها الشعوب السورية لاحقاً) عن سيدة من الجن بشفاه زرقاء، تقوم باختطاف الأطفال حديثي الولادة ليلاً، وحتى يتمكن الأهالي من حماية أولادهم منها كانوا يضعون الحبال السرية في هياكل قاموا ببناءها خصيصاً للجنية.

ومع مرور السنين تناقلت الأجيال هذا الموروث بالرغم من انتشار الديانات التوحيدية، لكن ليس في هياكل خاصة إنما في دور العبادة، فكان المسلمون يدفنون الحبال السرية لأطفالهم الجدد في المسجد، والمسيحيون في الكنيسة واليهود في الكنيس.

اقرأ أيضاً: قرع السطول وقرص ركبة العروس عادات سورية تعرفوا عليها

ومنذ ذاك الحين وحتى اليوم استمر السوريين في اتباع تلك العادة التي أخذت شكلاً آخر، تمثلت بقيام الأب والأم لتحديد مستقبل أبنائهم بتحديد مكان دفنهم للحبل السري، فإن رغب الأهل في أن يصبح ابنهم عاقلاً ومتديناً وملتزماً كانوا يدفنون حبله السري في المسجد أو بالقرب منه، وإن أرادوا منه أن يكون ناجحاً في تعليمه كان يدفن حبله السري في المدرسة، أو في عيادة الطبيب ليصبح طبيباً وهكذا.

هذا ويقوم البعض بدفن الحبل السري في أي مكان كي لا تقربه الكلاب والقطط فيكون فأل نحس وتعاسة على صغيرهم حين يبلغ، كما يحبذ البعض دفنه في كتاب مقدس أو دفتر حتى يحفظه الله من كل سوء.

يذكر أن الحبل السري هو عبارة عن قطعة لحمية تربط الطفل بالأم في الرحم، ويمتد من فتحة في بطن الطفل إلى المشيمة في الرحم، و خلال فترة الحمل، يوفر الحبل السري العناصر الغذائية والأكسجين للطفل النامي، ثم بعد الولادة، لا توجد حاجة للحبل السري فيتم ربطه وقصه ورميه، ما يؤدي هذا إلى ترك جدعة صغير تعرف باسم “زر البطن”.

ماذا عنكم، هل أخبركم والديكم أين دفنا حبلكم السري، وبرأيكم أين دُفن الحبل السري لجيل السوريين اليوم؟

اقرأ أيضاً: تعرفوا على ستة ألعاب شعبية لن يتذكرها الجيل الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى