الرئيسيةشباب ومجتمع

عبد الرحمن العبد.. تابع تدريبات الحساب الذهني من سطح منزله

يُجاهد عبد الرحمن لحلّ مشاكل الإنترنت وارتفاع سعره لتحقيق شغفه

تحدى شغف الطفل “عبد الرحمن زهير العبد” 11 عاماً بالحساب الذهني كل الصعوبات. حيث كان يصعد إلى سطح منزله بدير الزور في أجواء الصيف الحارقة و أجواء البرد القارس. ليجد قليلاً من التغطية في ممارسة تدريباته التي مكّنته لاحقاً من المنافسة في المسابقات.

سناك سوري-عائشة الجاسم

يقول “عبد الرحمن” لـ”سناك سوري”، إنّه عانى الطقس البارد والأجواء الحارقة بينما كان يبحث عن التغطية في سطح منزله على أطراف المدينة. وحين يتعذر ذلك كان يلجأ إلى منزل عمه في حيٍ آخر. فكلّ المسابقات التي خاضها اليافع كانت عبر الإنترنت، وتتطلب جودة الشبكة التي تغيب عن منزله على أطراف المدينة.

لم يكن سوء شبكة الإنترنت الصعوبة الوحيدة التي عانى منها الطفل، فارتفاع أسعار الباقات وتكاليفها الكبيرة قياساً بالدخل كان أحد أبرز العوائق. التي تقول عنها والدته “غادة حيجي”، إنها أرهقتهم، لكنهم حاولوا قدر الإمكان الحصول عليها لدعم طفلهم.

ويشكل سوء شبكة الإنترنت مع ارتفاع أسعار الباقات، مشكلة كبيرة بالنسبة لمعظم السوريين. خصوصاً فئة الشباب الذين يحتاجون الإنترنت للعمل والدراسة والمشاركة في التحديات الكثيرة التي تجري عبر الإنترنت. مثل مسابقات الحساب الذهني والبرمجة وغيرها.

ابني فاز

تقول والدة “عبد الرحمن زهير العبد” إن ابنها حقق العديد من المراكز في مسابقات الحساب الذهني. وتضيف لـ”سناك سوري”: «فاز ابني مؤخراً بالمسابقة الأوروبية الألمانية، وحاز المركز الأول عربياً والثالث عالمياً. وكانت سعادتنا لا توصف».

بدأ شغف اليافع بالحساب الذهني منذ عام 2022، حين كان في الصف الرابع الابتدائي. وحظي بتشجيع كبير ودعم من والديه. كما يقول، ويضيف أن والدته دعمته كثيراً وكانت تأخذه للتدريب موجهاً شكره للمعلمة “ليندا اوشار”، التي أصرّ على ذكر اسمها للمساعدة الكبيرة التي قدمتها له خلال التدريبات وتشجيعها له.

ولم يقتصر دعم العائلة لعبد الرحمن على تشجيعه ومساعدته بالحصول على التدريبات وتعبئة باقات الإنترنت. وتعداه لدرجة تهيئة جو مسابقة حقيقي في المنزل، حيث يتم ابتكار الأسئلة وطرحها على اليافع لجعله يعيش الجو قبل الخوض بالمسابقات.

خاض “عبد الرحمن” العديد من المسابقات بالحساب الذهني، في مصر والجزائر. وحقق فيها مراتب جيدة إذ كان دائماً من الثلاثة الأوائل، كما تقول والدته. مضيفة أن كل مسابقاته كانت تتم بطريقة الأونلاين.

عبد الرحمن خلال التدريبات – سناك سوري

منافسة صعبة وتنظيم الوقت للدراسة

لم يخفِ “عبد الرحمن” كم كانت المنافسة صعبة، خصوصاً في المسابقة الجزائرية والعالمية الأوروبية. ويضيف أنه تم رفع مستوى الأسئلة إلى مستويات أكثر صعوبة. لكن حماسه الشديد وطموحه بتحقيق الفوز ساعداه فهو كان مدركاً بأنه سيفوز، على حد تعبيره.

لجأ الطفل إلى تنظيم وقته بمساعدة والدته لتحقيق التوازن بين التدرب على الحساب الذهني وبين الدراسة. فهو في الصف السادس الابتدائي ويمتلك طموحاً بالدراسة وإكمال تعليمه إلى مراحل متقدمة.

فقد منح اليافع الأولوية للدراسة، التي وبعد أن ينتهي من كتابة وظائفه وحفظ دروسه. يتجه للتدريب على الحساب الذهني. بمعدل بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً.

إلى جانب الحساب الذهني، يحبّ “عبد الرحمن” ممارسة لعبة كرة القدم وهو من مشجعي فريق محافظته “الفتوّة“. ويحرص على متابعة المباريات حين يتسنى له ذلك، لكنّه ميال للحساب الذهني أكثر ويطمح أن يكون مدرباً في هذا المجال. كما يندفع للمشاركة بأي مسابقة حساب ذهني كلّما سنحت له الفرصة.

وترى والدته “غادة”، بأنّ على العوائل دعم مواهب أطفالها منذ مراحلهم الأولى أياً كان نوعها. كما تتمنى لو يتم الاهتمام أكثر بالحساب الذهني في دير الزور وتفتتح مراكز تدريب خاصة للأطفال. فحالياً بالكاد يتواجد عدة مدربون يدربّون في منازلهم أو أماكن صغيرة وليس معاهد تدريبية كبيرة.

وكما كل المحافظات السورية تعاني دير الزور من مشاكل كبيرة في الاتصالات والإنترنت. سواء لناحية سوء الخدمة أو ارتفاع سعرها. في وقت يزداد عدد المسابقات العالمية التي تقام بطريقة الأونلاين وتتطلب إنترنتاً سريعاً. ما يعيق كثير من الأطفال والشباب عن الانخراط فيها. رغم أهميتها في تشكيل الدافع للأطفال والشباب للمنافسة والفوز وإمكانية انتقال هذا الدافع إلى كافة مناحي حياتهم.

زمالة سناك سوري 2024

 

زر الذهاب إلى الأعلى