الرئيسيةلقاء

زيدون الزعبي: السلّم الأهلي تحدٍ كبير يحتاج إلى إطلاق حوار شامل

الزعبي: كثير من الأشخاص الذين عملوا مع الدولة ليسوا سيئين ويجب الاستفادة منهم في هذه المرحلة الحساسة

قال الباحث المختص بالشأن السوري، “زيدون الزعبي”، إن سوريا حالياً تواجه مجموعة من التحديات الكبيرة، مثل غياب الإطار القانوني، والوضع الاقتصادي إضافة إلى المؤسسات الهشة والخطر على السلم الأهلي.

سناك سوري-خاص

وخلال برنامج “حوارات انتقالية” الذي يعده ويقدمه “بلال سليطين” عبر سناك سوري، أضاف “الزعبي“، أن سوريا تعاني من غياب إطار قانوني واضح في الوقت الحالي، إذ لا يوجد دستور فعال، مع وجود دستور معطل دون بديل له.

وأشار إلى أن إيقاف العمل بالدستور لا يعني إيقاف القوانين، لكن هناك العديد من القوانين التي يجب إعادة النظر فيها. وعلى حكومة تسيير الاعمال أن تلتزم بحدودها ولا ينبغي لها إغلاق مؤسسات المجتمع المدني أو تعديل المناهج إلا وفق نص قانوني يخولها بذلك.

المؤسسات الهشة، أحد أبرز التحديات أيضاً، وقال إن هناك مؤسسات تقتصر على الأسماء فقط، بينما في الواقع هي هشة داخلياً وتفتقر إلى الكوادر، وتلك المؤسسات لا تملك القدرة على تقديم الخدمات بشكل فعال، وقد ساهم هذا في تفشي البطالة والفساد.

التحدي الأكبر، يكمن في السلم الأهلي، والوضع الراهن يهدد بانفجار عنف أهلي في أي لحظة الباحث زيدون الزعبي

بينما تبرز التحديات الاقتصادية، فالسوريون بغالبيتهم يعانون من الفقر الشديد وتضخم الأسعار، خزينة الدولة فارغة والرواتب منخفضة جداً، بينما لا تتوافر الكهرباء، والموظفين لم يتلقوا رواتبهم حتى الآن.

أما التحدي الأكبر، وفق الباحث الذي عرف بمواقفه المعارضة ضد النظام المخلوع، فيكمن في السلم الأهلي، وقال إن الوضع الراهن يهدد بانفجار عنف أهلي في أي لحظة. وأوضح أن ما مر به البلد خلال السنوات الماضية قد يصبح مقارنة بهذا الوضع نزهة، مما يثير قلقًا كبيرًا حول الحفاظ على الأمن الاجتماعي واللحمة الوطنية.

دور المجتمع المدني

شدد “الزعبي” على دور المجتمع المدني في هذه المرحلة الحرجة، حيث يعتبر المجتمع المدني لاعبًا أساسيًا في حماية السلم الأهلي، ويجب أن يكون الحراك المجتمعي اليومي موجهًا نحو تعزيز الحوار وتوجيه الانتقادات البناءة لمؤسسات الدولة، مع ضرورة التنسيق معها لتقديم الخدمات اللازمة.

ولتحقيق أهداف الحوار، يجب أن يكون شاملاً بدون إقصاء أي طرف، لأن إقصاء أي فئة وفق “الزعبي” أمر خطير قد يؤدي إلى تدخلات خارجية، الأمر الذي سيزيد من تعقيد الوضع.

وطالب بفتح المجال أمام التكنوقراط الموجودين في البلد، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأشخاص الذين عملوا مع الدولة ليسوا سيئين ويجب الاستفادة منهم في هذه المرحلة الحساسة.

كثير من الأشخاص الذين عملوا مع الدولة ليسوا سيئين ويجب الاستفادة منهم في هذه المرحلة الحساسة الباحث زيدون الزعبي

مسؤولية المغتربين

يحمل المغتربون السوريون مسؤولية كبيرة في تمويل البلد أكثر من أي وقت مضى، وفق “الزعبي”، مشيراً أنهم يجب أن يتعاونوا في توفير الموارد المادية والمعرفية اللازمة. كما يجب أن يكونوا جزءًا من الحملة ضد العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مطالبين برفع هذه العقوبات التي تفاقم الأزمة الاقتصادية.

في النهاية، يرى الزعبي أن “الحوار الوطني هو الأساس في هذه المرحلة، ويجب أن يكون شاملًا لجميع الأطراف، مع ضرورة الاعتراف بالاختلافات والاستفادة من الخبرات الموجودة داخل البلد. من وجهة نظره، إذا لم يتم الالتزام بالتحاور الجاد وتقديم حلول مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني، فإن البلاد ستظل في دائرة من الأزمات والاحتقان.

ولم يخلّ الحوار الذي امتد لنحو نصف ساعة من الزمن، من العواطف والتعبير عن فرح العودة إلى سوريا، فالباحث “الزعبي” أمضى أكثر من 13 عاماً خارج بلده بسبب موقفه المعارض للنظام المخلوع، وبعد عودته قال إن كل ما سمعه عن معاناة السوريين شيء، وما عاشه بمجرد العودة شيئ آخر، حيث بات يستيقظ الرابعة فجراً بسبب البرد الشديد مثلاً، ومع ذلك قال إن الأوساخ في سوريا أفضل من جمال أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى