ريم السعدي وابنتها ميس تشاركتا الدراسة والنجاح بالثانوية

كانت فرحة “ريم السعدي” 42 عاماً أمس الإثنين فرحتين. فرحة نجاحها بالشهادة الثانوية بعد انقطاع 22 عاماً عن الدراسة. وفرحة نجاح ابنتها “ميس” التي تشاركت معها الدراسة طيلة عام كامل.

سناك سوري-رهان حبيب

فقدت “ريم” من “السويداء”، زوجها باكراً، افتتحت بعد ذلك دكاناً صغيراً في حيها بمدينة “صلخد” لتعيل ابنتيها. وبعد عدة سنوات أقفلته لضيق الأحوال وبدأت البحث عن عمل جديد، وجدته في مكتب تعقيب للمعاملات بدوام صباحي مرهق إلا أنها تعودت عليه.

تضيف “ريم” لـ”سناك سوري”، أنها تابعت دراسة ابنتيها. وحين وصلت ابنتها الكبرى “ميس” لمرحلة الشهادة الثانوية العام الفائت. شعرت أن لديها فرصة لتخوض تجربة الدراسة مجدداً وتحقق طموحها بدخول الجامعة. لتحسم أمرها وتسجل مع ابنتها، وتحاول خلق الوقت الكافي للدراسة في زحام حياتها العملية كمعيلة لأسرة في ظل الأوضاع المعيشية السيئة حالياً.

حصلت “ريم” على نسخة الكتب وشعرت أنها بدراستها لن تحقق طموحها فحسب إنما ستشجع ابنتها أيضاً. كما تقول وتضيف، أنها لم تكن تدرس سوى لساعتين يومياً من الخامسة فجراً وحتى السابعة صباحاً لتخرج بعدها إلى العمل. ومن ثم العودة بعد الظهر لإنجاز أعمال المنزل والاهتمام بابنتيها.

كأي أم أخرى، ترى “ريم” أن نجاح ابنتها كان الأهم، وتضيف أنها لم تلجأ لأي دورات أو دروس خصوصية، إنما ساعدتها ابنتها “ميس” وصديقاتها. ويقمنَ بتوضيح ما لم تستطع فهمه.

ترقب بانتظار النتيجة

بانتظار صدور النتائج أمس كانت “ريم” تبحث عن اسم ابنتها أولا. وكانت “ميس” متلهفة لمعرفة نتيجة والدتها. ليحققان الحلم معاً وتحصل “ريم” على مجموع 1552 من أصل 2700، وبدون الديانة 1436 درجة. بينما حصلت ابنتها على 1937 درجة، وبدون الديانة 1787 في الفرع الأدبي بالشهادة الثانوية.

تضيف “ريم”: «علّمت بناتي أن العلم أهم ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا في أي عمر. والشهادة رغم كل الظروف رصيد نحتاجه لحياة أفضل». بينما تقول ابنتها “ميس هشام الريشاني”، إن وجود والدتها بجانبها ساعدها على تحمل صعوبات الدراسة. وأضافت أنها ترى في والدتها مثالها الأعلى وتتمنى لو يصبحنَ زميلات في الجامعة لتكتمل فرحتهنّ.

وصدرت نتائج الثانوية أمس الإثنين. وبلغت نسبة النجاح في الفرع العلمي 66.33% أما في الفرع الأدبي فبلغت 68.68%. وفي الثانوية الشرعية وصلت نسبة النجاح إلى 77.40%. وفي الثانوية المهنية النسوية 78.28%. كما بلغت في الثانوية الصناعية نسبة 67.82% وفي الثانوية التجارية 68.37%. بحسب ما قاله وزير التربية “دارم طباع”.

وفي حديثه لوكالة سانا الرسمية أشار “طباع” إلى أن 33 طالباً وطالبة حصدوا العلامة التامة في الفرع العلمي. بينهم 13 طالب وطالبة من محافظة “اللاذقية”. أما في الفرع الأدبي فكانت أعلى العلامات 2698 في “اللاذقية” تليها 2692 في “ريف دمشق”.