أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

رهام كرتلي بطلة لعبة البوتشيا تعتمد على نفسها وتُساندها عائلتها

الشابة السورية احتلت المركز السادس في بطولة العالم لرياضة البوتشيا

حققت “رهام كرتلي” نجاحاً شخصيا برياضة “البوتشيا” بعد أن خاضت تحدي التعلم والمنافسة معتمدةً على نفسها ودعم عائلتها. فقادها طموحها إلى المرتبة السادسة على مستوى العالم ضمن البطولة التي استضافتها “ألمانيا”.

سناك سوري _ هدى الحراكي

بدأت مسيرة “رهام” عام 2005 حين لم تكن قد تجاوزت العاشرة من عمرها. وخاضت حينها عدة بطولات على مستوى المحافظات السورية. حيث حصدت عدة ميداليات وشهادات تقديرية وشاركت عام 2021 في الدورة المحلية للأولمبياد السوري الخاص. وفي الدورة السادسة عام 2023 التي أقيمت في “دير عطية”.

اللحظة الحاسمة في مسيرة “رهام” كانت عند التحاقها ببطولة العالم في “ألمانيا” حين حلّت في المركز السادس عالمياً. في رياضة “البوتشيا” وهي لعبة رومانية الأصل تقوم على اللعب بكرات من الحديد أو البلاستيك وتطورت اللعبة لاحقاً إلى أن وصلت إلى الشكل الحالي حيث يمكن ممارستها على الرمال أو الإسفلت أو في الحدائق. فيقوم اللاعب الذي تقع عليه القرعة برمي الكرة الأصغر والتركيز على إصابتها في المكان المحدد لحصد نقاط أكبر.

وتنتشر هذه الرياضة في أوساط ذوي الاحتياجات الخاصة لتنمية قدراتهم الذهنية والحركية وتحفيزهم على اللعب بروح الفريق والانتماء للمجموعة.

 صعوبات اجتماعية

واجهت عائلة “رهام” صعوبات في تقبل المجتمع لحالتها. حيث تقول والدتها في حديثها لـ سناك سوري أنها ذهبت لتسجيلها في المدرسة حين أتمت السادسة من عمرها. لكن مديرة المدرسة والمعلمة في الصف رفضتا قبولها بذريعة أنها “معاقة” ولا يمكنهم التعامل مع حالتها.

ولجأت والدة “رهام” بعد ذلك لتسجيلها في مركز التأهيل المجتمعي التابع لـ”الأونروا” حيث بدأت دراستها هناك. قبل أن تنطلق مسيرتها في الرياضة حين كانت تذهب للتدريب مرتين أسبوعياً الأمر الذي ساعدها على تقوية عضلاتها والحفاظ على جسمها من البدانة والانخراط أكثر في المجتمع ما حسّن من صحتها النفسية وانعكس إيجاباً على أسرتها.

وأضافت والدة رهام “عناية شريباتي” أن المصابين يمتلازمة داون ينهمون الأكل بشدة. بينما كانت تخرج مع ابنتها يومياً لمدة ساعة من أجل الرياضة والحفاظ على وزنها. إلى جانب التزامها بنظام غذائي لعدم زيادة وزنها وأنها كانت تضع كمية محددة في طبق ابنتها لكل وجبة.

أما والد رهام “فايز كرتلي” فقال أنهم يعاملون ابنتهم كبقية الأولاد فهي تعتمد على نفسها بشكل كامل وتستطيع أن تقوم بأعمال المنزل. وتستطيع العمل في الصوف والخياطة. وجاء هذا بعد تدريب من قبل أهلها إلى أن وصلت لما هي عليه الآن. حيث تلقت الدعم الكبير من أهلها لكنها كانت تحتاج لعناية كبيرة أكثر من بقية أخوتها. مبيناً أن ابنته محاطة بأسرة محبة لها تدعمها وتفعل كل ما بوسعها من أجل سعادتها .

وتطمح عائلة “رهام” أن تشارك ابنتهم ببطولات رياضية جديدة وأن يتلقى ذوو الاحتياجات الخاصة دعماً أكبر لتعزيز إبداعاتهم. حيث جعلت الرياضة من “رهام” بطلة ترفع اسم بلادها عالمياً دون أن تستسلم لإصابتها بمتلازمة “داون”.

زمالة سناك سوري 2024

إشراف: محمد العمر

زر الذهاب إلى الأعلى