“روز الريشاني” تُرضي شغفها باستنطاق كبار السن: كي لا تذهب قصصهم أدراج الذاكرة

“روز الريشاني” تطلق مجلتها الخاصة “جبلنا” وتوثق رحلات السوريين الأولى إلى “أستراليا”
سناك سوري – رهان حبيب
ترى الصحفية “روز الريشاني” ابنة قرية “عرمان” بالريف الجنوبي لمدينة “السويداء” المقيمة في “أستراليا” في قصص المهاجرين من أبناء جبل العرب، مادة غنية لتوثق سير ذاتية بقالب إنساني جميل ونشرها في مجلتها الخاصة “جبلنا”.

تقول “الريشاني”: «كي لا تذهب قصصهم أدراج الذاكرة، استنطقت كبار السن من أوائل المهاجرين علّني أُرضي شغفي، بقصص سمعتها منهم عن رحلة معاناتهم في هذه البلاد (تقصد المغترب) ليجدوا فيها موطئ قدم».
“الريشاني” التي درست الإعلام وتربت وسط جالية عربية كبيرة في “أستراليا”، جمعت قصص وتفاصيل كثيرة من أحاديث كبار السن من أبناء الجالية، بهدف تضمينها في مجلتها، كما تقول، وتضيف: «العدد الأول من “جبلنا” صدر في العام الفائت 2018 وقد أنجزته على نفقتي الخاصة، حاولت فيه جمع تفاصيل من زوجات المهاجرين الأوائل، الذين غادروا الحياة، وسجلت قصص السفر والتنقل وتعلم اللغة وكل ما كان يلاقيهم، من صعوبات وصلت إلى خسارة الحياة في وجهها الأسود أو كانت بداية لنجاح كبير في صورها المشرقة مع أجداد كانوا منارة لأجيال لحقت بهم».
الشابة التي أمضت سنوات قليلة من طفولتها في مدينة “السويداء” انتقلت بعدها إلى “أستراليا” منذ عشرين عاماً مع والدين مُجدّين بدآ رحلة اغتراب طويلة في ذلك البلد، عملت وعلمت الأولاد لكنها بقيت وفية للحنين وقصص الجدات لتسرد منها على لسان الضيوف ما أغنى مجلتها، وتطعمها بأشعار أبناء الجالية وأنشطتهم الاجتماعية، وبعض الأخبار عن الوطن الأم حيث وثقت “جبلنا” في عدديها الأول والثاني قصص المهاجرين وصور للحياة في بلدتها.
اقرأ أيضاً: “ليليان نصر” سوريَّة ترسل “الكاتو” بالبريد إلى “كندا”

ابنة الخامسة والعشرين عاماً التي تعودت زيارة وطنها بفاصل زمني لا يزيد عن العامين بقيت شغوفة بقصص بلدتها “عرمان” زراعتها طبيعتها حكايا أهلها، وكانت تصطفي لمجلتها ما تجده مفيداً للجالية، لتقوم بدور التحرير والإخراج وتنتج مجلة متواضعة غنية بالفكرة والرؤى.
تقول “الريشاني” إن زادها في هذه العملية أحاديث ومجموعات من الصور الفوتوغرافية التي كانت وسيلتها لجمع ما يمكن من المواضيع والأفكار التي كانت تغنمها في كل رحلة إلى سوريا، تجمع فيها أحاديث أخبار معلومات وأخيراً صور لكل الأماكن سواء في بلدتها أو في البلاد بشكل عام و”دمشق” بشكل خاص، احتفظت بها ووثقتها رصيداً ثميناً لها، وفق حديثها.
تضيف: «هذا العام حملت ما أحضرته من صور وأقمت معرضاً في صالة “لوغان” بمدينة “بريزين” الأسترالية، وأسميته “لقطات من شابة لها أكثر من منزل في عرمان”، حيث بيت الجدة وبيت الأهل والأصدقاء وعرضت صور الكروم والبساتين وأراضي الوطن ولقطات متنوعة للأهالي في عرمان، بالإضافة لصور أخرى من تفاصيل دمشق».
يشار إلى أن مجلة “جبلنا” غير دورية كون “الريشاني” تصدرها على نفقتها الخاصة وهي محلية تصدر في مكان سكنها “بريزين” بـ “أستراليا” لكنها وزعت نسخاً من العددين الأول والثاني بشكل شخصي في “سوريا” وتستعد حالياً لإصدار العدد الثالث منها.
اقرأ أيضاً: السورية”لين صائب” أفضل نساء أوروبا لعام 2019 !
