ذكرى إضراب الجولان .. النضال اللاعنفي في وجه الاحتلال
6 أشهر متواصلة … واحد من أطول الإضرابات في العالم
سناك سوري _ دمشق
منذ اللحظة الأولى لاحتلال “الجولان” السوري، قرر الجولانيون أنهم لن يخضعوا لإرادة الاحتلال ولن يستسلموا لقراراته أو يعترفون بها كسلطة حاكمة عليهم.
ورغم إمعان الاحتلال الإسرائيلي في العنف والوحشية وعمليات تدمير القرى وتهجير الأهالي ومحو الهوية السورية عن مناطق “الجولان” المحتل، إلا أن قرار السوريين هناك كان “المقاومة اللاعنفية”، على ما يحمله ذلك من مصاعب.
ولعلّ أشهر أشكال التحركات المقاوِمة في “الجولان” كان الإضراب الشهير الذي تصادف اليوم ذكراه الـ 39، حين قرر أهالي “الجولان” التحرك رداً على قرار سلطات الاحتلال ضم “الجولان” إلى الكيان وفرض الجنسية الإسرائيلية على سكانه السوريين، وإقامة مجالس محلية لإدارة شؤون “الجولان” تتبع لسلطات “تل أبيب”.
رفض الجولانيون القرار وقرروا المقاومة، وأعلنوا الإضراب العام اعتباراً من يوم 14 شباط 1982، فيما عرف باسم “الإضراب الكبير”، رغم مخاطر هذا الخيار الذي يحتاج إلى تنسيقٍ عالٍ بين جميع المشاركين وضمان التزام الجميع به وألّا يضعف أحدهم ويستسلم قبل الآخرين.
إلا أن أهالي “الجولان” أظهروا التزاماً عالياً بالإضراب، والذي يعد واحداً من أطول الإضرابات العامة في العالم، حيث استمر لمدة 6 أشهر توقفت خلالها الحياة في “الجولان” وأضرب الجميع للضغط على الاحتلال رفضاً لقرار الضم ولفرض الهوية الإسرائيلية، حيث تمسّك الجولانيون بهويتهم السورية وامتنعوا عن تسلّم هوية الاحتلال.
اقرأ أيضاً:الجولانيون يجبرون الاحتلال على سحب آلياته لفض اعتصامهم
انتهى الإضراب في تموز من العام نفسه، وفشل الاحتلال في فرض هويته على السوريين في “الجولان”، لكن الإضراب تحوّل إلى فاتحة لحركة المقاومة ضد الاحتلال، فتأسست عام 1984 “حركة المقاومة السرية” في “الجولان” والتي كان من أبرز أعلامها “صدقي المقت” الذي أصبح لاحقاً عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال.
عام 1987 تجددت انتفاضة السوريين في “مجدل شمس” رفضاً للهوية الإسرائيلية، فيما اعتبر امتداداً لانتفاضة 1982 والإضراب الكبير الذي تحوّلت ذكراه إلى مناسبة سنوية يؤكد خلالها الجولانيون تمسكهم بالوثيقة الوطنية لأبناء “الجولان” التي أعلنت منذ العام 1981 وأكّدت رفض الهوية الإسرائيلية ونبذ كل من يقبل بها.
استمر نضال أهالي “الجولان” على مدى عقود من الاحتلال والقمع والاعتقالات التعسفية ومصادرة الأراضي، إلا أن الاحتلال رغم ذلك فشل في إخضاع السوريين في “الجولان” أو فرض قراراته عليهم، علماً أن العام الماضي شهد إضراباً جديداً مطلع شباط احتجاجاً على مصادرة قوات الاحتلال أراضٍ زراعية لإقامة مشروع “التوربينات الهوائية” رغم مخاطره البيئية على أراضي “الجولان” من أجل تزويد المستوطنات بالكهرباء، إضافة إلى رفض القرار الأمريكي الاعتراف بسيادة الاحتلال على “الجولان” السوري المحتل.
اقرأ أيضاً:الجولانيون يضربون ضد مستوطنة “ترامب” ومشروع المراوح