خبراء يثبتون عدم جدوى المثل الشعبي “لا تؤجل عمل اليوم للغد”

في بعض الأيام، قد يكون من الصعب حقاً بدء العمل، خاصة العمل الذي يتطلب تفكيراً عميقاً ومركزاً. لذلك يقول الجميع “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”، لكن هل هذه المقولة يلي كتير منتناقلها صحيحة؟

سناك سوري-استشارات طبيبة

تقول راشيل بوتسمان، الخبيرة المشهورة عالمياً في مجال التكنولوجيا في جامعة أكسفورد: “الخدعة السهلة التي تعلمتها حقًا هي: إذا كنت في حالة تدفق في اليوم السابق، فلا تنهي تلك الفقرة. أكمل نصفها فقط، ثم توقف. اكتب الجملة التالية في اليوم التالي لأنها تجعل من السهل جدًا استيعابها. الأيام التي أكملت فيها شيئًا ما وتبدأ من جديد، تكون أصعب لأنك تبدأ تشغيل المحرك من الصفر”.

حتى لو خلصت الفقرة للآخر، أجبروا حالكم بنصف فقرة لحتى تكملوها في اليوم القادم. وما تضطرو تشغلو المحرك من الصفر. يعني شي بيشبه اننا نصف السيارة عند البيت بحيث اتجاهها يكون إلى الشارع، مشان ما نضطر ندورها الصبح قبل العمل ونتلبك فيها.

هي خدعة للعقل، لأنّ البدايات غالباً ما تكون صعبة، ليس لأنها صعبة بل لأن دماغنا يستصعبها. يبدو دماغنا هوي عدونا الأول يلي لازم نحاول بكل مرة نتغلب عليه أو بالأحرى نخدعه قبل ما يخدعنا.

يسمي بعض الناس هذه الفكرة بخدعة همنغواي. قال الكاتب إرنست همنغواي ذات مرة: “عندما تسير على ما يرام، توقف عن الكتابة”. في الواقع، زُعم أنه كان يوقف جلسة الكتابة اليومية في منتصف الجملة. يستخدم المؤلفون هذه الإستراتيجية لتجنب الصفحة الفارغة المرعبة التي تواجههم في جلسات كتابتهم الصباحية.

إن الانتهاء من منتصف المهمة لا يمنحنا الزخم فحسب، بل له فائدة إضافية تتمثل في الاحتفاظ بالمعلومات في أدمغتنا. أجرت عالمة النفس بلوما زيجارنيك تجربة مشهورة في عام 1927 لاحظت فيها أن النوادل كانوا أكثر قدرة على تذكر الطلبات المعقدة عندما كان الطلب متقطعًا أو غير مكتمل.

ومع ذلك، بمجرد الانتهاء من الأمر، فإنه يتلاشى من الذاكرة بسرعة أكبر. هذا ما يُعرف بتأثير زيجارنيك، أن دماغنا يكره الأعمال غير المكتملة، لدرجة أنه سيحتفظ بالمعلومات حتى يتم إغلاقها.

في حالة خدعة همنغواي، يستمر دماغنا في التفكير في المهمة غير المكتملة، وعندما نعود إليها، يكون دماغنا مستعدًا لمواصلة العمل من حيث توقفت بسهولة.

يعني صار عنا تعديل لمثل “لا تؤجل عمل اليوم للغد”. وصار أنسب يصير “أجّل نصف عمل اليوم إلى الغد”، جربوها وخبرونا إذا استفدتو.

أعد المحتوى الدكتور “غدير برهوم” – موقع سناك سوري