حملة الوفاء لإدلب .. هل تنجح التبرعات في نقل النازحين من الخيام إلى البيوت؟
14 عاماً من القصف ... دمار واسع في إدلب بانتظار الدعم للنهوض مجدداً

قال محافظ “إدلب” “محمد عبد الرحمن” أن حملة “الوفاء لإدلب” ليست حملة تبرعات تقليدية بل مشروع حياة شامل يهدف للانتقال من الخيام إلى البيوت ومن الظلام إلى النور ومن العوز إلى الكرامة.
سناك سوري _ متابعات
وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم قال “عبد الرحمن” أن الحملة تشمل مشاريع حيوية تمسّ حياة الناس اليومية، منها إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية وترميم المدارس وصفوف التعليم، وإصلاح الطرقات وإنارتها، وتأمين الخبز والماء ودعم الزراعة وتشغيل الأفران وتأهيل المرافق العامة لتعود الحياة إلى طبيعتها وفق حديثه.
الحملة التي من المقرر إطلاقها في 26 أيلول الجاري ترافقها خطة إعلامية ترويجية، حيث قال مدير العلاقات العامة في مديرية الإعلام في “إدلب” “عبد الرؤوف قنطار” أن العمل جارٍ على إنتاج مواد إعلامية متنوعة وخطة نشر موسعة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل.
وأضاف “قنطار” في حديثه لصحيفة “الحرية” أن مديرية الإعلام أنجزت مواداً رقمية للترويج ونظمت دعوات رسمية للمشاركة، مع تجهيز أماكن تصوير لإدارة المحتوى الرقمي وتعزيز التفاعل، مبيناً أن من المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في نجاح الحملة وتسليط الضوء على احتياجات “إدلب” على حد قوله.
حجم الدمار في إدلب
لا توجد إحصائيات دقيقة توثّق حجم الدمار في محافظة إدلب، التي كانت من أوائل المحافظات التي انخرطت في الثورة، وسيطرت فصائل المعارضة حينها على أجزاء واسعة منها، وصولاً إلى عام 2015 حين خرجت مدينة “إدلب” بالكامل عن سيطرة نظام “بشار الأسد”.
هذا الخروج الباكر دفع نظام “الأسد” لتكثيف قصفه على إدلب طوال السنوات العشر الماضية، في حين كانت “إدلب” تستقبل القادمين من مناطق سورية أخرى حينما كانت تقع تحت حصار النظام وينتهي المطاف بها باتفاق إخراج المقاتلين نحو إدلب التي كانت حتى العام الماضي، آخر محافظة خارج سلطة النظام السابق، ودفعت ثمن ذلك عبر استمرار قصف النظام لها واستهداف المدنيين فيها حتى آخر أيامه.
من جهة أخرى، فإن بعضاً من مناطق المحافظة مثل مدينة “إدلب” ومدينتي “سرمدا” و”الدانا” عاشت نسبة أعلى من الاستقرار، مقابل مناطق أخرى في ريف “إدلب” الجنوبي مثل جبل الزاوية و”معرة النعمان” تعرّضت لدمار واسع أدى للقضاء على وسائل الحياة والخدمات، بينما لا تزال المحافظة تحتضن عدداً من مخيمات النازحين الذين خسروا منازلهم ولم يعد لهم مأوى يعودون إليه.
أما آخر المعلومات المتوفرة فتعود لتقرير أممي صدر عام 2019، ونشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب، وجاء فيه أن عدد المباني المدمرة كلياً في “إدلب” بلغ 311 مبنى، مقابل 418 مبنى مدمر بشكل بالغ، و686 مبنى مدمر بشكل جزئي، ليصل مجموع المباني المتضررة 1415 في ذلك الحين.
وتأتي التحضيرات لحملة “الوفاء لإدلب” بعد سلسلة من حملات التبرع التي انطلقت في عدة محافظات سورية بينها “حمص” و”ريف دمشق” و”درعا” وغيرها، جمعت ملايين الدولارات بين تبرعات مباشرة وتعهدات بالتبرع، بهدف إطلاق مشاريع تنموية وإعادة تأهيل البنى التحتية وتحسين الظروف المعيشية للسكان.