الرئيسية

قرية شيخ بلال تتمرد سلمياً .. وتعيد رسم أسطورة عمرها مئات السنين

الزيتون يتحول إلى أداة للمقاومة بيد زارعيه.

سناك سوري – ضياء الصحناوي

على مدى مئات السنين، توراث سكان قرية “شيخ بلال” التابعة لناحية “راجو” قصة التمرد السلمي على قرارات “السلطنة العثمانية” التي أجبرتهم على دفع الضرائب المتوالية، وخاصة ما يسمى “نظام الجباية”، فامتنعوا عن زراعة أرضهم مدة سبع سنين كاملة، متيقنين أن تعبهم وعرقهم الذي جبل مع تراب أرضهم هم الأحق به من مغتصب، حتى لو كان جباراً، ولا يعرف سوى لغة القوة.

وعندما اندلعت الحرب السورية، ووصل لهيبها حدود القرية الصغيرة، تابع المزارعون حراثة أرضهم، واهتموا بها، وحولوها إلى جنة خضراء لا تعرف البور والتصحر رغم علمهم بأن أيام السلام لا تدوم طويلاً.

تقول الحكاية الشعبية التي رواها الأهالي لـ سناك سوري إنه إبان الاحتلال العثماني لسوريا، كان هناك نظام جباية لصالح “الباب العالي”، وبموجبه كان كل المحصول يذهب لصالح السلطنة، و10% فقط يحصل عليها الفلاح لقاء تعبه.

أهالي قرية “شيخ بلال” رفضوا هذا الواقع، ومن بين آلاف القرى التي يحكمها “العثمانيون” في “بلاد الشام” اعتكف الأهالي عن زراعة الأراضي لمدة سبع سنوات كاملة دون أن يستطيع “الجاندرما”، وجباة الضرائب، الاستفادة من شيء، ما جعل روايتهم الشعبية تتناقل حتى اليوم.(مقاومة غير عنفية اعتمدت العصيان المدني وسلوك عدم الطاعة في التعبير عن موقفها ورفضها لقرارات العثمانيين).

اقرأ أيضاً الحرائق تلتهم ما تبقى من أشجار عفرين والأهالي يتهمون درع الفرات بإشعالها

دارت الأيام، وسقطت “شيخ بلال” التي تقع على السفح الشمالي الغربي لجبل “هاوار” تحت سلطة العثماني وحلفائه من جديد، لتتعرض كغيرها من قرى وبلدات “عفرين” للنهب والسلب من قبل عناصر مدعومين من تركيا مطلع العام الجاري.

وفي سيناريو مشابه لفترة الاحتلال العثماني قامت “المجالس المحلية” التي عينتها “تركيا”، باتخاذ قرارات جائرة، وأخذ نسبة من المحصول الزراعي للقرية، والتحكم بقوت الناس ومصير زراعتهم وأرزاقهم.

الأهالي رفضوا هذه القرارات رغم الخطر، واتخذوا سيناريو المواجهة السلمية التي استخدموها ضد “العثمانيين” قبل مئات السنين، لمنع السلطات “التركية” و”المجالس المدعومة من قبلها أن تسرق رزقهم، وتكسر إرادتهم، وتشاركهم مصادر عيشهم وفقاً لما يقولونه خلال حديثهم مع سناك سوري.

القرية التي سميت بـ”شيخ بلال” نسبة لساكنها الأول، لا يتجاوز عدد سكانها 1000 نسمة، وعلى ما يبدو أنها مع موعد لعيش الحكاية من جديد بنفس الأحداث السابقة، واثبات أن السوريين قادرين على التمرد السلمي، ورفض الظلم بعيداً عن السلاح والعنف وإنما بعدم التعاون وطاعة الاستبداد التركي في الشمال.

إقرأ أيضاً تركيا تواصل سرقة آثار عفرين والقضاء على زيتونها المعمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى