الرئيسيةتقارير

بسبب أزمة المحروقات.. عبد الله يعمل بالمطبخ وزوجته في الخارج

هذا الإنجاز يُسجل للحكومة وليس لـ"النسوية"

يعيش “عبد الله” 46 عاماً ظروفاً يصعب عليه تحملها مهما كابر على نفسه، وقد بات عاطلاً عن العمل الوحيد الذي يعيل عائلته منذ أكثر من 20 يوماً نتيجة أزمة المحروقات الحالية.

سناك سوري-خاص

“عبد الله” (اسم مستعار) يعيش في “اللاذقية” ويعمل في توزيع الغذائيات والمنظفات التي يحضرها من المعامل في العاصمة “دمشق”. توقف تماماً عن العمل بانتظار رسالة البنزين أو توفره بسعر منطقي إلا أن كلا الأمرين لم يحصلا بعد.

يقول “عبد الله” لـ”سناك سوري”، إن الرسالة لم تصل منذ نحو 20 يوماً، وسعر الليتر بالسوق السوداء تجاوز الـ12 ألف ليرة، وفي حال اشتراه فإنه سيخسر كثيراً كون الربح الذي يحصل عليه لن يوازي سعر البنزين أبداً، لذا قرر التوقف عن العمل.

أقل فاتورة تدفعها العائلة المؤلفة من 3 أشخاص لدى محال السمانة والخضروات لا تقل عن 50 ألف ليرة، وهي بالكاد تكفي يومين. يضاف إليها ثمن الدخان الذي ارتفع بدرجة قياسية ولا يستطيع التوقف عنه. يضيف: «الدخان صاير التنفيسة الوحيدة بحياتنا بلاه يمكن الجلطة توصل أسرع».

لا يملك “عبد الله” أي مدخرات من عمله، على العكس فالكسر مستمر بسبب ركود الأسواق ما رتب عليه الكثير من الأعباء، ويضيف أن زوجته حالياً هي من تعمل وهو يجلس في المنزل ليساعد بالأعمال المنزلية ولا يملك أي حل آخر، إذ يبحث كل يوم عن عمل جديد ولا يجد أبداً.

حال “عبد الله” كحال الكثير ممن يعتمد عملهم على المحروقات للتنقل، مثل موزّعي المواد الغذائية والمستلزمات الزراعية الذين فقد معظمهم مورد رزقهم بانتظار حل أزمة المحروقات. التي لم تضع الحكومة أي جدول زمني لإنهائها.

اقرأ أيضاً: الأزمة الاقتصادية توقف النشاط الرياضي في سوريا

على المقلب الآخر لا تبدو الزوجة فرحة بهذا الإنجاز الكبير الذي تمّ بهمة الحكومة لا النسوية، ورغم سعادتها برؤية زوجها يعمل داخل المنزل، إلا أن خوفاً كبيراً يتملكها من القادم.

تقول الزوجة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها وتبلغ من العمر 40 عاماً، إن توقف عمل زوجها سبب لها عناءً مضاعفاً، وباتت تبحث عن مورد جديد بمهنتها التي تمارسها عبر الإنترنت، وهو ما يعني في حال الحصول عليه زيادة ساعات العمل على حساب صحتها وراحتها.

وتضيف أن الحالة النفسية السيئة لزوجها يدفعها لمراعاته ولا تجد من يراعي مخاوفها، «لقد وصلنا إلى تلك النقطة حيث لا أحد منا يجرؤ على التحدث مع الآخر. كلينا نعرف ما يجري وكلينا لا نستطيع التحدث به أو الإفصاح عن مخاوفنا على الأقل مراعاة لطفلنا الذي نحاول تجنيبه الإحساس بما يجري أو بمخاوفنا».

يضاف إلى ما سبق “حشرية الجيران والأقرباء”، الذين يتهامسون بأن “زوجته تصرف عليه”، وهو ما يزيد من إرباك الموقف بحسب الزوجة.

ربما تكون عائلة “عبد الله” نموذج عن كثير من العائلات الأخرى التي تعيش ظروفاً مشابهة، فرضها واقع الحياة الذي وصل سوءه لدرجة تجاوز حدود المنطق والعقل.

اقرأ أيضاً: ضربها فضربته.. هل يحق للرجل ما لا يحق لزوجته؟

زر الذهاب إلى الأعلى