بعد عجز البلدية عن إنقاذهم… الأهالي يصلون لكي يبقى الهوى غربي
الهوى الشرقي قد يخنقهم برائحة القمامة
سناك سوري – رهان حبيب
يعاني أهالي “عريقة” من مشكلة حرق النفايات في المكب المجاور لقريتهم و التي تؤدي لتشكل سحابة سوداء فوق منازلهم بفعل تغير اتجاه الرياح.
الأهالي اشتكوا أيضاً من قيام جرارات البلدية برمي ماتحمله من قمامة ووضعها في أكوام على جوانب طريق قرية “جدية” خارج حدود الحفرة المخصصة كمكب للنفايات الأمر الذي دفعهم لاعتراض طريق هذه الجرارات ومطالبتها بالعودة بما تحمله من نفايات لحين تفعيل معمل النفايات بعد أن فقدوا الأمل بأي إجراء من قبل البلدية أو الجهات المعنية بالمحافظة لحل المشكلة.
25 شاباً من أهالي القرية تجمعوا بشكل سلمي مطالبين سائقي الجرارات بعدم تفريغ حمولتهم وهو حسب حديث “عبدو أبو زين الدين” لـ سناك سوري :«الحل الوحيد بين أيدينا بعد تجاهل الجهات المختصة»، مؤكداً تجاوب السائقين الذين عادوا أدراجهم .
سوء التخطيط المحلي برأي “يامن عزام” من سكان القرية هو السبب في استمرار معاناة الأهالي طيلة 10 سنوات ماضية حيث تقضي القرية في كل شهر أكثر من أسبوع في حالة اختناق كامل، يستنشق فيها الأهالي مختلف أنواع الدخان الناتجة عن حرق البلاستيك والورق وبقايا الطعام، وكل ما يمكن أن يدخل تحت مسمى نفايات ترد من أكثر من أربعة قرى مجاورة لترمى مشكلة تلال من القمامة خارج حفرة المعمل وعلى جوانب الطريق بشكل فوضوي.
وضع القمامة على الطرقات سهّل حركة من يمتهن نبشها كمصدر رزق وفقاً لـ “عزام” حيث يقول : «مشكلة “النباشة” متفرعة عن المشكلة الأساسية التي بدأت عندما وافق رئيس المجلس البلدي ما قبل السابق على إحداث معمل قمامة في أراضي القرية دون الأخذ برأي سكانها ووضعهم تحت الأمر الواقع، ليتحول موقع المعمل إلى مكب ترد إليه سيارات وجرارت القمامة المحملة من قرى “المزرعة” و ” المجدل” وعدد من القرى المجاورة ، ويتحول المكان لمطمع “للنباشة” يختارون ما يناسبهم ويوقدون النار فيما تبقى لتعيش القرية هذه المعاناة ولا نجد سبيلاً لردعهم».
تحديد موقع المعمل وبناء سور وحفر حفرة طمر بعمق خمسة أمتار هي مجموعة الإجراءات التي اتخذها مجلس بلدة “عريقة” حسب ما أخبرنا به “طارق الشامي ” رئيس المجلس مشيراً إلى أن الحرب أدت إلى توقف تطور المشروع، وقد قامت الخدمات الفنية عدة مرات بعملية الطمر المطلوبة، لكن خلال الأشهر الثلاث الماضية تراكمت كميات كبيرة على طريق “جدية” وبعد المخاطبة تم الترحيل.
الحل وفقاً لرئيس المجلس البلدي هو من خلال الإسراع بإنجاز المعمل خاصة أن المشكلة تتفاقم بفعل تغير اتجاه الرياح مشيراً إلى أنه يتابع مع المحافظة حيث تم التوجه لمديرية الخدمات الفنية لترحيل القمامة المتراكمة.
بانتظار التنفيذ والتحول من مكب إلى معمل، يحصي أهالي “عريقة” أمراض الأطفال التي انتشرت وآثار التلوث التي أساءت لنقاء أجواء القرية ومظاهر “النباشة” المسيئة، طالبين من مجلس البلدة المنتخب وضع هذه المشكلة في قائمة الأولويات، في حين يرى اقتصاديون أن دراسة بسيطة لتكلفة النقل والاضطرار للترحيل تهدر كتلة مالية كان من الأجدر الاستفادة منها في إكمال مشروع المعمل الحلم.
اقرأ أيضاً: هل تصل رائحة القمامة لـ مسائيل “السويداء”.